غيتس يحث السعودية على مساندة فرض عقوبات على إيران
١١ مارس ٢٠١٠التقى وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس أمس الأربعاء (10 مارس/آذار) كبار المسؤولين السعوديين وعلى رأسهم العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز في إطار حملة أميركية من أجل تشديد العقوبات على إيران بسبب برنامجها النووي. وتزامنت زيارة المسؤول الأميركي إلى المملكة قادما من أفغانستان مع قيام إدارة الرئيس الأميركي باراك اوباما ببذل جهود مكثفة للحصول على دعم دولي لفرض عقوبات جديدة على إيران رغم ممانعة الصين وعدد من الدول الأخرى.
وقال مسؤول في البنتاغون للصحافيين إن السعودية ودول الخليج الأخرى "متخوفة كثيرا من برنامج إيران النووي" ومن تطوير ترسانتها الصاروخية ومن "دورها المزعزع للاستقرار في المنطقة". وتعد هذه الزيارة الأحدث في سلسلة زيارات رفيعة المستوى قام بها مسؤولون أمريكيون للسعودية في الأشهر الأخيرة، وكانت إيران على رأس جدول المباحثات. وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون والأميرال مايك مولين رئيس هيئة الأركان للقوات الأمريكية قد قاما بزيارة سابقة للسعودية، حيث بحثا أيضا الملف النووي الإيراني مع القيادة السعودية.
غيتس يطلب مساعدة السعودية
وقال مسؤول عسكري أمريكي رفيع إن المسؤولين السعوديين يساندون تحول واشنطن نحو الضغط على إيران بعد أن أخفقت محاولات الرئيس باراك اوباما للحوار مع طهران في تحقيق نتائج. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية جيفري موريل للصحافيين الذين رافقوا غيتس "من الواضح أن جهودنا للحصول على قرار من مجلس الأمن حول إيران كان جزءا من محادثاتنا مع السعوديين. ونأمل أن تستخدم السعودية نفوذها في العالم، وهو نفوذ هام لمساعدتنا في الأمم المتحدة للتوصل لقرار بفرض عقوبات ضد إيران".
وتبدلت الظروف الدبلوماسية منذ آخر زيارة لغيتس إلى الرياض في أيار/مايو 2009 حين جاء يطمئن القادة السعوديين المتخوفين من أن يؤدي عرض الحوار الذي قدمه اوباما لطهران إلى الطعن في علاقات واشنطن الوثيقة مع السعودية. غير أن فرص قيام تقارب بين إيران والولايات المتحدة تبددت منذ ذلك الحين. وإن كان السعوديون يعتبرون أن إيران تشكل خطرا إقليميا، إلا أنهم لم ينضموا حتى الآن إلى الحملة الأميركية من أجل فرض عقوبات جديدة على الجمهورية الإسلامية.
وأقر مجلس الأمن الدولي حتى الآن ثلاث مجموعات من العقوبات بحق إيران لرفضها تعليق نشاطاتها النووية المثيرة للجدل، في وقت تشتبه فيه إسرائيل والدول الغربية بسعي إيران لامتلاك السلاح النووي تحت ستار برنامج نووي مدني، الأمر الذي تنفيه طهران.
تعزيز القدرات الدفاعية
وكانت الولايات المتحدة قد وسعت نطاق أنظمتها البرية والبحرية للدفاع الصاروخي داخل الخليج وحوله لمواجهة ما تعتبره خطرا متزايدا من الصواريخ الإيرانية. وقد زادت مبيعات الأسلحة للحلفاء الخليجيين زيادة كبيرة في الأعوام الأخيرة. وذكر تقرير لوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أن السعودية اشترت أسلحة أمريكية بقيمة 3.3 مليار دولار في العام المالي 2009 .
وقال مسؤول عسكري أمريكي طلب ألاّ ينشر اسمه أن الوزير الأمريكي "أبدى اهتمامه بمواصلة العمل مع السعوديين والبلدان الأخرى في الخليج لتعزيز قدراتها الدفاعية الجوية والصاروخية." ويتضمن جزء من الجهود الأمريكية تعزيز تكامل الدفاعات الإقليمية في الخليج مثل نشر أنظمة الإنذار المبكر. وقال المسؤول "الإيرانيون هم حقا الدافع الأول لمعظم المنطقة لتعزيز دفاعاتهم." ويعتبر مسؤولون أميركيون أن تعزيز القدرات العسكرية في دول الخليج يوجه رسالة قوية لإيران مفادها أن برنامجيها النووي والبالستي يأتيان بنتيجة معكوسة. وقال المتحدث باسم البنتاغون جيف موريل للصحافيين إن المقاتلات والأنظمة الصاروخية التي اشترتها دول الخليج تهدف إلى "موازنة الخطر المتزايد الذي تطرحه إيران والحماية منه".
(ي ب / ا ف ب / رويترز)
مراجعة: هشام العدم