قراء DW: "هل يجب حماية الإسلامويين أم حماية المجتمع منهم؟"
١٩ أكتوبر ٢٠١٤من جديد، عادت مجموعة من الأخبار لتشغل قراء موقع DW عربية على الإنترنت وصفحتها على موقع "فيسبوك"، لاسيما آخر التطورات في مدينة عين العرب (كوباني) والمعارك الدائرة هناك بين الأكراد وتنظيم "الدولة الإسلامية"، بالإضافة إلى جهود الحكومة الألمانية لإيواء اللاجئين القادمين إليها من أرجاء العالم، وانعكاس أحداث الشرق الأوسط على الجاليات في المجتمع الألماني، لاسيما المواجهات أكراد ومتشددين إسلاميين في عدد من المدن الألمانية.
تعتبر ألمانيا من بين الدول الأوروبية التي تستضيف أكبر عدد من اللاجئين، وهذا العدد يزداد بشكل يومي، لدرجة تشكل صعوبات شديدة بالنسبة للمدن والبلدات الألمانية، التي تفتقر إلى البنية التحتية الملائمة لاستقبال هذه الأعداد المتزايدة من اللاجئين.
لذلك، فكرت ولاية بافاريا في الاستفادة من الخيام الكبيرة التي تم نصبها للاحتفال بمهرجان الجعة (أكتوبرفست) والاحتفاظ بها لإيواء اللاجئين. تعليقاً على هذه الفكرة، كتب "Abou Tarek Mattit": "من الأفضل العمل على إيقاف الحروب، فتنخفض نسبة النازحين واللاجئين بشكل كبير". وأثنى "Raad ALsaedy" على هذه المبادرة، قائلاً: "ألمانيا بلد الحرية واحترام الإنسانية الأول في العالم".
أما "طالب اديسون القحطاني"، فقد استنكر سكوت الدول العربية والإسلامية على مآس اللاجئين والنازحين، وتركهم هذا العبء للدول الأوروبية، مضيفاً: "عجباً لبلدن العرب (الإسلامية) تتذابح فيما بينها تحت شعارات الإسلام والدول الغربية تؤوي نازحينا، وذلك لإيمانهم بمبدأ الإنسانية. انظرو إلى أين وصلوا وإلى أين وصلنا".
أما "Khalid Deifalla" فقد لفت إلى أن "هذه الفكرة تم التغاضي عنها بالأمس و يتم الآن التفكير في البديل. أسأل الله أن يفرج همهم و يعيدهم إلى بلادهم سالمين آمنين".
المواجهة بين الأكراد والمتشددين الإسلاميين
وفي ألمانيا أيضاً، ولكن انتقالاً إلى موضوع مرتبط ولكنه مختلف، إذ أثارت الهجمات التي يشنها تنظيم "الدولة الإسلامية"، أو "داعش"، على مدينة عين العرب (كوباني) الحدودية، والحصار والتهجير الذي يتعرض له سكان المدينة الأكراد، غضب وسخط الجالية الكردية في ألمانيا، والتي تعتبر أكبر جالية كردية في أوروبا. لذلك، انطلق عدد من مظاهرات التضامن مع سكان كوباني والتنديد بـ"داعش"، التي ما لبثت أن تحولت في بعض المدن إلى صدامات مع متشددين إسلاميين ينتمون إلى التيار السلفي.
لكن التشدد يبدو أنه وصل أيضاً إلى الأكراد، إذ قد يصبح هؤلاء الإسلامويون المتشددون ضحية لأعمال عنف تمارس ضدهم، بحسب تقرير لأجهزة الاستخبارات الألمانية، بعد أن رصدت الأجهزة الأمنية استعداداً متزايداً لدى بعض الفئات من الأكراد لاستخدام العنف ضد هؤلاء الإسلامويين.
على هذا الخبر، علق "Faleh-Abedzeid Schemran" بالقول: "المتطرفون الإسلاميون في ألمانيا يمثلون عامل استفزاز للآخرين، إذ يعتبرون أنفسهم أصح البشر وأقرب إلى الله من غيرهم، بينما الآخرون كلهم في ضلال. فهم يدعون الناس في الشوارع للسنة ويقولون نريد هدايتكم، وكأن الناس هذه كلها تسير في ضلال، إضافة إلى أعمالهم الإرهابية في سوريا والعراق وقتلهم للناس وسبيهم للنساء".
أما "Fawaz Khalaf Begermani" فيتساءل: "هل يجب حمايتهم (الإسلاميين) أم العمل على حماية المجتمع منهم؟ إن مجرد التعاطف مع هكذا فكر يكشف استعداد صاحبه لتنفيذ وممارسة جرائم ’داعش’، وهنا الخطر والسؤال أيضاً".
أما "Alaukaili Essa"، فيقترح "طرد كل من يربك أمن البلاد أياً كان، سلفياً أم شيعياً أم كردياً. يجب عدم نقل سلبيات الشرق للبلدان التي احتضنت اللاجئين، ومن أراد منهم نشر تخلفه هنا، يتوجب طرده، لأنه أساء للبلد الذي وفر له الأمان وفرصة ليكون إنساناً". ويتفق مع "Шиков Шияр"، الذي طالب بـ"إخلاء أوروبا من هؤلاء المتشددين الإسلاميين، وإلا سيظهر في أوروبا دواعش جدد ليهددوا أمنها واستقرارها".
كما اعتبر "Fadi Slo" أن "نحن نعيش في دولة لها قانون ونحترم هذا القانون ونتمنى من الحكومة الألمانية أن تقوم بواجبها تجاه هؤلاء الإرهابيين".
الحرب على كوباني .. ومن يدعم "داعش"؟
وبالانتقال إلى الوضع في مدينة عين العرب (كوباني) على الحدود السورية التركية، التي تتعرض لهجمات شرسة من قبل مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية"، أعرب وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير عن استيائه من الوضع في تلك المدينة.
في هذا السياق كتب "ليث شرايحة" من الأردن يقول: "إلى السيد شتاينماير: إن محاربة التنظيمات الإرهابية يجب أن يتم جواً وبراً وعبر التعاون مع الأنظمة الحاكمة في سوريا والعراق. المنظمات الإرهابية هي صنيعة أمريكا والدول الغربية لزعزعة الأنظمة العربية لصالحها وصالح إسرائيل. ولا أجد جدية في التعامل مع هذا الموضوع من قبل ما يسمى بالتحالف، وأنا متأكد أن السيد شتاينماير يعرف ذلك مقدماً وأرواح شعوب المنطقة مسؤولية حكام أمريكا والدول الغربية".
أما "مريوان الكاكائي" من العراق، فقد رأى أن "تنظيم 'داعش' قد يحصل على العتاد والأسلحة من الدول المجاورة للمناطق التي يسيطر عليها وبعض الدول الإقليمية، وقد تكون تركيا واحدة من هذه الدول وأيضاً السعودية وقطر وبعض الدول الداعمة للقوى السنية، خصوصاً في حربها داخل العراق، لاسيما أن نظام الحكم مكوّن من الشيعة. وقد تكون هناك أيضاً خطة لتقويض نفوذ إيران في المنطقة، خصوصاً من قبل الدول العربية في المنطقة وتركيا. هناك خطة لتقويض نفوذ الأكراد والحيلولة دون نشوء أقاليم كردية أخرى، التي قد تنتقل مستقبلاً إلى أكراد تركيا، إضافة إلى خطط أخرى خلف الستار".
أما "باشازكي" من سوريا، فقد اتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأنه "متورط حتى أذنيه مع ’داعش'. كل هذا الكلام والخطابات لتهدئة الأكراد".
سر قوة الحوثيين
ومن سوريا إلى اليمن، التي تعيش تقلبات سياسية عنيفة مع سيطرة أنصار جماعة عبد الملك الحوثي على العاصمة صنعاء والمعارك التي تنشب بين المليشيات الحوثية والقوات الحكومية في عدد من المناطق، يطرح تساؤل حول سر القوة والنفوذ اللذين يتمتع بهما زعيم الحراك الحوثي.
حول هذا الموضوع يشرح "خالد صالح" من اليمن بالقول: "أختلف كلياً مع الذين يظنون بأن الحوثيين قد أسقطوا صنعاء. إنهم لم يقوموا سوى بإحداث الفوضى ولم يقدموا حتى الآن مرشحاً لرئاسة الوزراء. أنها حركة تدعو إلى إقامة العدل في اليمن، لكن فاتهم أن العدل لا يتجزأ. يكمن نجاح الحوثي في الأطفال الذين يحملون السلاح في شوارع صنعاء وإرهاب المواطنين، إذ هل من المعقول أن الحوثي حتى الآن لم يفرق بين العمل المسلح والعمل السياسي؟
اليمن ليس بحاجة إلى التمنطق بالسلاح، بل يريد حلولاً اقتصادية وسياسية وإدارية، وحقوق الإنسان لا تتجزأ. بدلاً من السؤال من أين يستمد الحوثي قوته، نحن نتساءل عمن يدعم الحوثي مالياً وسياسياً وعسكرياً. ألمانيا هي الداعم الرئيسي لحركة الحوثي. المخابرات الألمانية نشطة في اليمن وهي الداعم لإيران ولنشر المذهب الشيعي في المنطقة، من خلال شركات ألمانية تبيع معدات زراعية. والثلاثة (الألمان) الذين قيل أنهم اختطفوا في صعدة لم يكونوا كذلك، بل هم خبراء لدعم الحوثي من قبل المخابرات الألمانية، للأسف بعلم المستشارة أو من دون علمها. ألمانيا التي تطلعنا إليها لتساعد اليمن في حل مشكلاته السياسية والاقتصادية تدعم اليوم فئة تريد الفوضى ولا تحمل المسؤولية، من خلال تقديم حلول وترشيح رئيس وزراء بدل خلق العراقيل في طريق التسوية السياسية باليمن. نعم نحن ممتنون للحوثي لإسقاط بيت الأحمر وعلي محسن. لكن هناك حاجة لفعل سياسي من أجل حل المشاكل الاقتصادية والسياسية".
إصلاح الإسلام في عدم تسييسه
وبالحديث عن الإسلام بشكل عام، يرى أستاذ علم النفس أحمد منصور، في مقابلة مع DW عربية، أن إصلاح الدين الإسلامي مرهون بمنع استغلاله من قبل بعض الأطراف والجماعات لخدمة أغراض وأجندات سياسية. حول ذلك علق "سعيد الليموني" من مصر بالقول: "أكثر الله من أمثالك، فنحن في أشد الحاجة إلى الفكر المتجدد لإنقاذ شبابنا من الفكر المتطرف، وبالأخص أفكار الإخوان المسلمين وإمامهم سيد قطب، فهو المنبع الأصلي للفكر المتطرف وتكفير المجتمع".
أما "جعفر كرم" من العراق، فقد كتب يقول: "منذ فترة ليست بالطويلة، كان هناك كاريكاتير يستعرض أسلحة الحرب العالمية، فكان سلاح الحرب العالمية الأولى البندقية البدائية والحرب الثانية مجموعة الأسلحة الأوتوماتيكية. أما سلاح الحرب العالمية الثالثة فهو كاميرا التصوير الرقمية، بقصد الإشارة إلى الإعلام.
وهنا أيها السادة الكرام لا مجال لإصلاح الإسلام إلا بنفس آلية التخريب التي تعرض لها. قد يثير هذا الرأي السخرية أو الغضب عند الآخرين، لكنها الحقيقة مجردة من كل مجاملة.
إن عملية الإعلام التعبوي، أو (mass media processing) التي مارستها الدول العربية هي الآلية المسؤولة عن تخريب الإسلام، وهي نفس الآلية التي من الممكن أن تصلحه. إذن، من البديهي جداً أن يكون الحل والعقد في من يدير هذه الآلية.
إن جموع الشعوب العربية على وجه الخصوص لا تعي أهمية وخطورة الإعلام على أفكارها ومفاهيمها، خصوصاً تلك المتعلقة بالدين، في حين أن المختصين في هذا المجال يدركون أهمية هذه الوسائط للتأثير بغرض التغيير.
لذا، إذا كانت الدول الأوروبية أو الجاليات المسلمة المعتدلة تعمل لإصلاح الإسلام، عليها أولاً أن تفكر في حلول جذرية وشاملة، ذلك أن إصلاح الإسلام في ألمانيا وبقاء التشدد في بريطانيا ليست عملية إصلاح بقدر ما هي عملية ترقيع. على الجاليات المسلمة في أوروبا أن تناشد حكوماتها الديمقراطية الحقيقية بالضغط على الحكومات العربية لإصلاح الخطاب الديني ... مجهود السيد المنصور العزيز لا يمكن اعتباره إصلاحاً بالحجم المطلوب. ممكن الأخذ بمنهجه كسياق لإصلاح الإسلام ... لكن الأهم هو إرادة السيد منصور ومن مثله في تحقيق إنجاز على مستوى العالم من خلال الدولة العظيمة التي ينتمون إليها. هذه العملية ليست مستحيلة، فلو قدمت عشر جاليات من عشرة بلدان أوروبية طلباً إلى حكوماتها بمفاتحة الدول العربية بإصلاح الخطاب الديني من خلال الإعلام تحت مظلة الأمم المتحدة، سيكون هذا الإجراء الأكثر عظمة للحفاظ على الأمة الإسلامية.
ي.أ (DW)
تنويه: هذه حلقة جديدة من تعليقات قراء ومتابعي DW عربية التي ننشرها تباعاً حتى يتسنى للآخرين الاطلاع على وجهات نظركم. يرجى ملاحظة أن المحرر يحتفظ بحق اختصار وتنقيح نصوص الرسائل، كما أن الآراء الواردة فيها تعبر عن رأي أصحابها وليس عن رأي DW عربية.