قصف البيشمركة لمواقع "داعش".. معركة الحسم في كوباني؟

وأخيرا وبعد أيام من الأخذ والرد وتضارب المعلومات حول عددهم والأسلحة التي جلبوها معهم إلى مدينة كوباني/ عين العرب، شاركت قوات البيشمركة الكردية في القتال الدائر هناك. فقد انضم المقاتلون الأكراد العراقيون إلى القتال ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف إعلاميا بـ "داعش" في كوباني أملا في أن تحول مساندتهم لإخوانهم الأكراد المدعومين بغارات جوية تقودها الولايات المتحدة دون سيطرة التنظيم الإرهابي على المدينة الحدودية السورية.

وقال القيادي الكردي إدريس نعسان من داخل كوباني إن الأكراد العراقيين، الذين يستخدمون المدفعية بعيدة المدى انضموا إلى المعركة ضد "الدولة الإسلامية" مساء أمس السبت. وأضاف نعسان لرويترز "شارك البيشمركة أمس بالقتال.. شاركوا بمعارك بعد الظهر. استعملوا المدفعية النظامية التي جلبوها معهم. نحن لم يكن لدينا مدفعية. كان لدينا مورتر وأسلحة محلية الصنع"، فقط.

مشاركة البيشمركة والحر ـ تغيير المعطيات على الأرض

وقال نعسان في اتصال هاتفي مع تلفزيون DW عربية من برلين إن المقاتلين الأكراد في المدينة يأملون في أن تساهم مشاركة البيشمركة الكردية العراقية ومقاتلي الجيش الحر الذين دخلوا المدينة في تغيير المعطيات على الأرض. وكشف نعسان لـ DW أن فصائل من الجيش الحر تقاتل في المدينة منذ أشهر ضمن ما يعرف بغرفة عمليات "بركان الفرات".

بيد أن نعسان لم يقدم مزيدا من التفاصيل، كما لم يتسن على الفور التأكد من تحقيق تقدم في مواجهة تنظيم "الدولة الإسلامية"، بعد مشاركة قوات البيشمركة في القتال أو تغيير المعطيات على الأرض. ويمثل وصول 150 مقاتلا عراقيا من قوات البيشمركة الكردية أول مرة تسمح فيها تركيا بعبور قوات من خارج سوريا لدعم الأكراد السوريين الذين يدافعون عن كوباني منذ أكثر من 40 يوما.

كل الأنظار تتجه إلى كوباني

وقال جبار ياور، أمين عام وزارة البيشمركة في منطقة كردستان بشمال العراق في إشارة إلى القوة الكردية المسلحة الأساسية التي تحارب في كوباني إن المقاتلين العراقيين يدعمون وحدات حماية الشعب (الاسم الرسمي للمقاتلين الأكراد السوريين) وإن لديهم عددا من الأسلحة شبه الثقيلة. وقال شهود عيان في منطقة مرشد بينار على الجانب التركي من الحدود إن صاروخين أطلقا ليلة أمس السبت.

وقال شاهد من رويترز إن القتال اليوم الأحد (الثاني من تشرين الثاني/ نوفمبر 2014) كان أعنف من اليومين الماضيين مشيرا إلى غارة قرب الظهر وسماع دوي ثلاثة انفجارات.

وتركز الاهتمام على كوباني التي تعتبر اختبارا مهما لفعالية الغارات الجوية الأمريكية ومدى قدرة القوات الكردية مجتمعة على صد تنظيم "الدولة الإسلامية". وساعدت الغارات الجوية في إحباط عدة محاولات من التنظيم المتشدد للسيطرة على كوباني. لكن الغارات لم تسهم كثيرا في وقف تقدم التنظيم خاصة في مناطق سنية بغرب العراق حيث يعدم المئات من أبناء عشيرة البونمر السنية التي قاومت سيطرته على الأراضي.

وإلى جانب انتشارهم في كوباني يخوض الأكراد العراقيون معركتهم الخاصة ضد مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" المتشددين في العراق. ورغم استعادة الأكراد السيطرة على بعض الأراضي بدعم من الغارات الجوية الأمريكية في الشمال فإن التنظيم لا يواجه مقاومة تذكر في محافظة الأنبار بغرب العراق حيث أعدم مقاتلوه أكثر من 300 من أبناء عشيرة البونمر لوقوفها في وجه التنظيم على مدى أسابيع.

ومنذ أن أعلن التنظيم المتشدد قيام ما يسمى بـ "دولة الخلافة" في مناطق واسعة بسوريا والعراق في حزيران/ يونيو فقد المئات إن لم يكن الآلاف من مقاتليه في معارك ضد فصائل المعارضة السورية وكذلك ضد البيشمركة والقوات العراقية وغارات جوية تقودها الولايات المتحدة في سوريا والعراق.

ويقول مقاتلون من داخل التنظيم إنهم يستقبلون مئات المتطوعين شهريا مما يساعدهم على شن المزيد من الهجمات. كما أعلنت جماعات إسلامية في باكستان وإفريقيا وبعض الدول العربية مبايعتها لتنظيم "الدولة الإسلامية". ويسيطر التنظيم على أجزاء من سوريا والعراق في إطار سعيه لإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط.

أ.ح/ ع.م (رويترز)