قمة الناتو: مطالب بتعزيز القوات الدولية في أفغانستان
٢٨ نوفمبر ٢٠٠٦مع بدء أعمال قمة الناتو المنعقدة في ريغا عاصمة لاتفيا أكد الأمين العام لمنظمة حلف شمال الأطلسي دي هوب شيفر أن الوضع في افغانستان ما يزال تحت السيطرة، رغم تزايد وتيرة الهجمات التي تشنها طالبان على قوات الحلف المرابطة هناك أو ما يسمى ايساف. غير أنه اعتبر ان العدد المحدود لهذه القوات يحد بشكل كبير من دورها في إحلال الأمن. وفي هذا السياق انتقد شيفر عجز الحلفاء عن إرسال المزيد من الجنود لمواجهة الهجمات المذكورة.
وتناقش القمة التي بدأت اليوم قضايا تتعلق بوضع قوات الحلف في أفغانستان وإعادة نشرها وطبيعة المهام الموكلة إليها. كما تناقش أموراً أخرى كالرقابة على تعهدات المانحين ومنح دور اكبر للامم المتحدة والبنك الدولي في مجال التنمية وإعادة الأعمار. وتبحث القمة أيضا إمكانية توسيعه ليشمل دول منطقة البلقان.
القوات الألمانية للاعمار
تقع على عاتق القوات الألمانية المشاركة في ايساف مهمة المساعدة في إعادة أعمار ما دمرته الحروب المتوالية في أفغانستان. وهذا ما أكدت عليه المستشارة الألمانية ميركل في لقاء مع الرئيس الأمريكي بوش مشيرة إلى أن الجنود الألمان البالغ عددهم 2800 جندي متواجدون هناك من اجل إعمار منطقة شمال البلاد بعيداً عن جنوبه المضطرب. وقد أثار الإصرار الألماني على حصر مهمة قواتها بذلك حفيظة بعض الدول الأعضاء في حلف الناتو كبريطانيا وهولندا، بالإضافة الى الولايات المتحدة التي طالبت على لسان رئيسها في ان تتولى القوات الألمانية وقوات دول أخرى مهام أضافية، ومنها القتالية على وجه الخصوص.
من جانب آخر حث رئيس الوزراء البريطاني توني بلير دول الناتو على مضاعفة جهودها في أفغانستان مؤكداً على "أن مصداقية الحلف على المحك". ورأى بلير بأن فشلها هناك يعني "ان العالم بأسره سيصبح اقل أمانا". الجدير بالذكر ان القوات الأطلسية في جنوب البلاد تواجه منذ أشهر مقاومة متزايدة وأقوى مما كانت تتوقه من قبل عناصر طالبان.
الحاجة إلى 2500 جندي إضافي في أفغانستان
على هامش قمة الناتو أكد شيفر ان المشكلة الرئيسية التي تواجه القوات الدولية المرابطة في الجنوب الأفغاني تتمثل في نقص عدد عناصرها بنسبة 20 بالمائة من مجمل العدد الذي تقرر من قبل. ويعني هذا الأمر عملياً ان الحلف بحاجة الى قرابة 2500 جندي إضافي لمواجهة هجمات طالبان هناك. اللافت ان القائد العام لقوات الحلف، الجنرال الأمريكي جيمس جونز طالب في سبتمبر/ أيلول الماضي بإرسال القوات الإضافية، التي وعدت دول الحلف بها.
وكانت بولندا أول دول الحلف استجابة للطلب، إذ أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع البولندية بيتر باشكوفسكي مع بداية القمة عن إرسال ألف جندي إضافي. ولكن عملية نقل القوات سوف لا تتم قبل شباط/ فبراير المقبل. ويبدو ان صعوبة إرسال إرسال الجنود ليس المشكلة الوحيدة فقط، وإنما نقل المروحيات القتالية والمعدات اللوجستية ووسائل الاتصال الى المناطق الساخنة في الجنوب أيضا.
توسيع حلف الناتو ليشمل البلقان
من القضايا الرئيسية المدرجة على برنامج القمة كذلك النقاش الدائر حول توسيع الحلف باتجاه دول البلقان التي أبدت رغبتها في الانضمام إليه. وفي هذا السياق يتوقع المراقبون ان تحصل كرواتيا على دعوة لدخوله عام 2008. كما ان لجمهوريتي مقدونيا وألبانيا فرص كبيرة للالتحاق بركب الناتو. أما البوسنة والهرسك والجبل الأسود وصربيا فما زال الطريق أمامها طويلاً. في هذا السياق نفى شيفر الأنباء التي شككت بعدم قدرة الناتو على استيعاب المزيد من الأعضاء الجدد، لكنه أكد على ضرورة ان "تلبي الدول الراغبة بالانضمام للناتو شروط العضوية قبل دخولها إليه".
دويتشه فيله (ع.غ)