لاجئو إدلب بألمانيا قلقون ويدعمون أهاليهم بـ"المال والدعاء"
١٥ سبتمبر ٢٠١٨القيامة قائمة في إدلب"، هكذا يصف وليد، اللاجئ السوري في ألمانيا، الأوضاع في إدلب التي وصل عدد سكانها في السنوات الماضية إلى حوالي ثلاثة ملايين شخص، نصفهم نازحون.
يقول وليد لمهاجر نيوز إنه يتواصل مع عائلته في محافظة إدلب- ويتابع: "أنا قلق جداً على أهلي في إدلب، فالعديد من الناس هناك لا يدرون إلى أين يذهبون في حال حدوث هجوم- لا سمح الله- في ظل إغلاق تركيا حدودها".
منذ شهور تستعد منظمات إنسانية على الأقل للتخفيف من الآلام الكبيرة. "في المنطقة يسكن نحو ثلاثة ملايين نسمة"، تقول أنيسة هاينلاين من منظمة CARE الألمانية. " وما يزيد الوضع تعاسة هو أن نحو نصف هؤلاء الأشخاص مهجرون في الداخل". ولقد غادر بعض الناس المدينة في الأيام الماضية. "لكن الوضع صعب جدا ـ ولا توجد أماكن أخرى يمكن الهرب إليها".
منسق الأمم المتحدة للمساعدة الطارئة مارك لوكوك، حذر من خطورة الأوضاع في إدلب، عندما قال:"يجب إيجاد سبل للتعامل مع هذه الإشكالية التي قد تتحول في الشهور المقبلة إلى أسوء كارثة إنسانية مع أكبر خسارة للحياة البشرية في القرن الواحد والعشرين". المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية قال إن نحو نصف النازحين انتقلوا إلى مخيمات في حين ذهب آخرون إلى أماكن إيواء غير رسمية أو ظلوا مع عائلاتهم أو استأجروا سكناً.
التحذير من موجة لجوء جديدة
وتقول تركيا التي تستضيف نحو 3.5 مليون لاجئ سوري إنها لا تستطيع استقبال المزيد من اللاجئين، وتخشى من أن يؤدّي الهجوم على إدلب إلى تدفق جديد للاجئين صوب حدودها، بل إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حذّر من أنّ أيّ هجوم على إدلب سيتسبّب في مخاطر إنسانية وأمنية لأوروبا أيضاً.
ورغم إغلاق تركيا حدودها إلا أن إبراهيم ق.، الذي يعيش مع عائلته في محافظة إدلب، يرى أنه ليس هناك بديل من التوجه إلى تركيا في حال حدوث الهجوم، ويتابع لمهاجر نيوز: "إن حدث هجوم، فالخطوة الأولى هي أن نتوجه إلى تركيا والتي قد نستقر فيها أو أن نتوجه إلى إحدى الدول الأوروبية".
"المساعدة المالية والدعاء"
ويرى اللاجئ السوري وليد أن اللاجئين من أهالي إدلب في ألمانيا لا يمكنهم أن يساعدوا أهاليهم الموجودين هناك إلا "عن طريق تقديم المساعدة المالية والدعاء لهم"، ويتابع: "لا نستطيع أن نقرّر عنهم فنحن لا نعيش واقعهم" مشيراً إلى أنه سيبذل كلّ ما بوسعه ليصل أهله إلى مكان آمن في حال حدوث هجوم.
أما اللاجئ السوري عبدالله، ورغم ازدياد قلقه على أهله في إدلب عند سماعه بالهجوم المحتمل عليها، إلا أنه يحاول التخفيف من خوفه عن طريق إقناع نفسه بأن "الهجوم الواسع على إدلب ليس سوى حملة إعلامية لإخافة الناس".
يقول عبدالله، الذي يتواصل مع أهله في إدلب، لمهاجر نيوز: "الأوضاع في إدلب سيئة للغاية، ولذلك أرجو أن يتمّ الوصول إلى حلّ سياسي لكي لا يتعرض المدنيون للأذى"، مشيراً إلى أن والديه يرفضان الخروج من إدلب واللجوء إلى دولة أخرى.
التحذير من "حمّام دمّ"
ولم يستطع رؤساء تركيا وإيران وروسيا في اجتماعهم الذي عقد في طهران الأسبوع الماضي من أن يتفقوا على وقف لإطلاق النار في إدلب يحول دون الهجوم المتوقع، رغم أن اجتماعات سابقة لزعماء تركيا وروسيا وإيران أدت إلى إقامة ما يسمى بـ"مناطق خفض التصعيد" في سورية، بما في ذلك إدلب.
ويأمل اللاجئ السوري حسن بأن تفتح الحكومة التركية أبوابها لأهالي إدلب، ويتابع لمهاجر نيوز: "إذا دخل النظام إلى إدلب ستحدث مجازر وسيسقط عدد كبير من القتلى"، مضيفاً بأن خوفه على عائلته التي تعيش في إدلب ازداد كثيراً بعد سماع أخبار التحضير لهجوم واسع عليها.
وقد حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش النظام السوري وداعميه من شن هجوم شامل على إدلب، مشدداً على ضرورة ألا تتحول إدلب إلى "حمام دم". وأضاف أن شنّ هجوم شامل على إدلب "سيطلق العنان لكابوس إنساني لم يسبق له مثيل في الصراع السوري الدموي".
يقول عبدالله إن ما يحدث في إدلب هو صراع بين دول يدفع ثمنه المدنيون، ويضيف: "لا نريد الحرب ولا يمكننا أن نقوم بأيّ شيء لإيقافها".
محيي الدين حسين- مهاجر نيوز