" لا أمل في تحقيق السلام والحرية دون عدالة دولية"
٢٦ يونيو ٢٠٠٧افتتح أمس الاثنين 25 يونيو/حزيران مؤتمر "السلام والعدالة – حجر الأساس للمستقبل" بمدينة نورنبرج الألمانية. وفي كلمته الافتتاحية طالب وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير بتحقيق المزيد من العدالة لضحايا الصراعات والحروب الأهلية مؤكداً على ضرورة التعامل قضائياً مع جرائم الحرب. وأضاف شتاينماير أنه من الصعب صياغة خطة نموذجية للتعامل مع العنف والظلم في شتى أنحاء العالم. كما أشار إلى اختلاف الأوضاع من بلد لآخر، وأضاف بهذا الخصوص: "لا يوجد حل يشبه الآخر عندما يتعلق الأمر بإعادة بناء دولة ما. لكن فقط عندما تعترف الأطراف المتنازعة بالحقائق التاريخية، يمكن الوصول إلى مصالحة". من ناحية أخرى شدد شتاينماير على ضرورة عدم شعور الساسة المحليين أو الوسطاء الدوليين بالإحباط نتيجة الأوضاع المعقدة في أماكن الأزمات.
" لا سلام وحرية دون عدالة دولية"
يشارك في المؤتمر الذي يستمر حتى يوم الأربعاء 27 يونيو/حزيران أكثر من 300 شخص من بينهم وزراء وممثلون عن 80 دولة بالإضافة إلى الخبراء في حل النزاعات وأعضاء مؤسسات المجتمع المدني، لبحث سبل تأمين السلام الدائم في مناطق الأزمات ومنها الصومال وأفغانستان والعراق. ويشارك في هذا المؤتمر أيضاً المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي لويس مورينو أوكامبو، الذي حذر من التسامح مع انتهاكات حقوق الإنسان تحت غطاء ضمان الأمن، وقال في هذا السياق: "ليس هناك اختيار فيما يخص تحقيق العدالة والسلام، فليس لدى أي دولة السلطة لتحقيق السلام والحرية لمواطنيها دون توفير العدالة على المستوى العالمي".
المؤتمر الأول من نوعه
ويعد هذا المؤتمر الأول من نوعه، إذ أنه يجمع بين عدد كبير من المعنيين من دول مختلفة ويهدف إلى الوصول إلى حلول عملية باتفاق عالمي. يذكر المؤتمر يقام بمبادرة وزراء خارجية ألمانيا وفنلندا والأردن وشارك في تمويله ألمانيا وفنلندا بالتعاون مع منظمة" مبادرة إدارة الأزمات الدولية" غير الحكومية والمركز الدولي للعدالة المتحولة ICTI. وشارك في تنظيمه عدد من الهيئات على رأسها جمعية التعاون التقني ووكالة المشاريع الاقتصادية الموجهة. ويمول القدر الأكبر من مصاريف المشروع عدد من المؤسسات الخاصة مثل مؤسسة روبرت بوش في شتوتجارت ومؤسسة دريجر بلوبك، بالإضافة إلى مشاركة من جهات أخرى مثل وزارة الخارجية الألمانية ووزارة التعاون الاقتصادي والتنمية، ووزارة الخارجية الفنلندية ومؤسسة فريدريش ابرت والمركز الدولي للعدالة المؤجلة.
أما اختيار مدينة نورنبرج بالذات للقيام بهذا المؤتمر، فلم يأت صدفة: فهذه المدينة شهدت تاريخ محاكمة القادة النازيين على ما ارتكبوه من جرائم ضد الإنسانية أثناء الحرب العالمية الثانية. هذه المحاكمات التي تعد أشهر محاكمات في التاريخ جعلت من تلك المدينة رمزاً للعدالة وذكرى لمولد حقبة جديدة للتصالح في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية. وفي نفس القاعة التي شهدت في 20/11/1945 محاكمة مجرمي الحرب النازيين، افتتح المؤتمر على أمل أن يكون هو أيضاً بداية لحقبة جديدة على المستوى العالمي.