ليبرمان يختم جولته الأوروبية بزيارة العاصمة الألمانية
٧ مايو ٢٠٠٩يبدأ وزير الخارجية الإسرائيلي إفغدور ليبرمان مساء هذا اليوم (7 مايو/ أيار 2009) زيارة إلى العاصمة الألمانية برلين، يجري خلالها محادثات مع نظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير وذلك خلال حفلة عشاء تجمع بينهما وبين أعضاء من البرلمان الألماني.
ويقوم ليبرمان حاليا بأول زيارة رسمية إلى دول الاتحاد الأوروبي بعد تولي الحكومة الإسرائيلية الجديدة بزعامة رئيس الوزراء بنيامين نتاتياهو مقاليد السلطة مطلع أبريل/ نيسان الماضي. ويسعى ليبرمان عبر هذه الجولة إلى تعزيز العلاقات بين بلاده وبين دول الإتحاد الأوروبي بعدما شهدت هذه الأخيرة برودا زادت من حدته المفوضة الأوروبية للعلاقات الخارجية بينيتا فيريرو-فالدنر. فقد أعلنت الأخيرة الأسبوع الماضي أن "الوقت لم يحن بعد للمضي أبعد من مستوى العلاقات الحالية" بين بروكسيل وتل أبيب. وعزت ذلك إلى الغموض المحيط بمسار عملية السلام ورفض الحكومة الإسرائيلية الجديدة ذات الاتجاه اليميني فكرة حل الدولتين لتسوية النزاع الفلسطيني- الإسرائيلي.
المستشارة الألمانية تدعم حل الدولتين
من جهتها ومن برلين وجهت المستشارة الألمانية إشارات واضحة إلى وزير الخارجية الإسرائيلي مفادها أنه "لا بديل عن حل الدولتين كسبيل وحيد للسلام في الشرق الأوسط" مطالبة الحكومة الإسرائيلية بالتحرك سريعا نحو بدء محادثات مع الفلسطينيين. وأدلت المستشارة ميركل بتصريحاتها هذه عقب لقاءها العاهل الأردني الملك عبد الله، الذي قام يوم أمس الأربعاء (6 مايو/ أيار 2009) بزيارة رسمية إلى برلين.
يذكر أن ألمانيا والإتحاد الأوروبي ينظران إلى ليبرمان ، وزير الخارجية الإسرائيلي وزعيم الحزب اليميني المتشدد "إسرائيل بيتنا" بعين الريبة بسبب مواقفه الرافضة لتسوية قائمة على أساس دولتين، وكذا لمقررات مؤتمر السلام للشرق الأوسط أنابوليس معتبرا إياها "باطلة وغير قانونية".
دعوات أوروبية لاستئناف محادثات السلام دون تأخير
هذا، واُستقبل وزير الخارجية الإسرائيلي إفغدور ليبرمان بنوع من التحفظ من قبل الفرنسيين، الذين دعوا وعلى لسان وزير الخارجية برنار كوشنير إلى "استئناف فوري للعملية التفاوضية والوقف التام للأنشطة الاستيطانية"، إضافة إلى " إعادة إحياء المفاوضات غير المباشرة بين سوريا وإسرائيل" حسب ما جاء في بيان لوزارة الخارجية الفرنسية. ولم يكن الأمر مختلفا في العاصمة التشيكية براغ، حين اجتمع ليبرمان بخافيير سولانا منسق السياسات الخارجية بالإتحاد الأوربي ، الذي صرح بدوره أن الإتحاد سيبحث بشأن التطوير المؤجل للعلاقات مع إسرائيل لكن شريطة أن تكشف هذه الأخيرة عن مراجعتها للإستراتيجية المتعلقة بالفلسطينيين. في المقابل تخلل الخطاب الإيطالي نبرة أكثر إيجابية. إذ ذكر وزير الخارجية فرانكو فراتيني عقب لقاءه نظيره الإسرائيلي إلى أن "تعزيز العلاقات بين أوروبا وإسرائيل يجب أن لا يتوقف على ضوء الدور البارز الذي يمكن للاتحاد الأوروبي لعبه في تسوية النزاع في الشرق الأوسط".
ليبرمان: إيران تزعزع استقرار العالم
وشكل البرنامج النووي الإيراني أحد أهم محاور مباحثات ليبرمان مع نظراءه الأوروبيين. إذ أنه شدد في محطات جولته المختلفة إلى التأكيد على أن طهران تمثل "المشكلة الرئيسية" في المنطقة، وأن سعيها لامتلاك أسلحة نووية من شأنه أن يتسبب في "عدم استقرار المنطقة بكاملها والعالم بأسره". وأضاف : "يتعين منح إيران ثلاثة أشهر فقط لإظهار نيتها في وقف برنامجها النووي. وفي حال عدم التزامها بهذه المهلة، يتوجب على المجتمع الدولي اتخاذ ما وصفه "بالخطوات العملية" ضدها.
ويرى بعض المراقبين أن هدف زيارة ليبرمان كسب المزيد من الوقت، حتى تتمكن الحكومة الإسرائيلية الجديدة بزعامة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو من بلورة إستراتيجية إقليمية تشمل خطة لإنهاء النزاع الفلسطيني- الإسرائيلي.
(و.ب/رويترز/د.ب.أ/أ.ف.ب)
تحرير: ابراهيم محمد