متقي يشارك بصورة مفاجئة في مؤتمر ميونخ للسياسات الأمنية وسط آمال بحل أزمة إيران النووية
٥ فبراير ٢٠١٠حرّك حضور وزير الخارجية الإيراني، منوشهر متقي، المفاجئ مؤتمر الأمن الدولي في ميونيخ السنوي من جديد الجمود الذي أصاب المساعي السابقة التي بذلها المجتمع الدولي لحل أزمة البرنامج النووي الإيراني وإضفاء الشفافية عليه. ومع وصول متقي إلى ألمانيا توجهت الأنظار بقوة أكثر إلى المؤتمر الذي يشارك فيه وزراء دفاع وخارجية وخبراء أمن في ظل انعدام وجود حضور لافت هذه السنة لرؤساء الدول والحكومات باستثناء الرئيس الأفغاني، حامد كرزاي، ووزير الخارجية الصيني، يانغ جيشي، خاصة وأن الصين تشارك للمرة الأولى في هذا المنتدى الدولي. كما لن تحضر المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، أعمال هذا المؤتمر في دورته الحالية.
وتركزت الأنظار على الاتصالات التي سيجريها المسؤول الإيراني مع نظرائه الأوروبيين والدوليين، خاصة وأن ثمَّة احتمال لاجتماع وزير خارجية ألمانيا غيدو فيسترفيلله به على هامش المؤتمر.
روسيا تضغط والصين تدعو إلى الحوار
وقبل بدء منتدى ميونيخ التقى فيسترفيلله في برلين وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف وبحث معه العلاقات الثنائية والأوروبية والدولية، وبصورة خاصة البرنامج النووي الإيراني المثير للجدل وإمكان تحوله إلى برنامج تسلح نووي على عكس ما تدعيه طهران. وفيما انضمت روسيا بحذر إلى الدول الغربية لرفع وتيرة الضغط على طهران، رفض وزير خارجية الصين جيشي فرض أية عقوبات جديدة على إيران داعيا إلى الحوار معها وإبداء الصبر.
وشدَّد فيسترفيلله في المؤتمر الصحافي الذي عقده مع لافروف على أن حكومته "لا تكتفي بالأقوال وتنتظر من إيران قرنها بالأفعال والقبول رسميا بعرض الوكالة الدولية للطاقة الذرية"، وإلا فإن الرد سيكون بفرض عقوبات جديدة عليها. وأوضح لافروف أنه سيجتمع مع متقي على هامش المؤتمر ويحضَّه على توضيح موقف بلده أمام الوكالة الدولية للطاقة. ولم تستبعد وكالة الأنباء الألمانية "د ب أ" الوثيقة الإطلاع حصول "حراك" في الخلاف الدائر حول برنامج إيران النووي، إذ ثمة من يتحدث في برلين عن أمل جديد لحل النزاع المستمر منذ سنوات.
برلين تطالب بالأفعال وفيسترفيلله قد يجتمع مع متقي
وبعد أن ذكر الناطق الرسمي باسم الحكومة الألمانية، أولريش فيلهلم، أن أحدا لم يكن يتوقع حضور متقي مؤتمر ميونيخ، وأن طهران سبق ولمَّحت إلى إرسال مندوب عادي ثمَّ غيَّرت رأيها في اليومين الأخيرين، سرت تساؤلات عمّا إذا كان المسؤول الإيراني جاء ليبلِّغ نظراءه الأوروبيين أبعاد الكلام الذي ألقاه الرئيس محمود أحمدي نجاد أخيرا حول استعداد بلاده للقبول بعرض الوكالة الدولية تسليم اليورانيوم الإيراني لتخصيبه في الخارج وإعادته إليها لاستخدامه للأغراض السلمية.
ولم ينف المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية شتيفان بريدول إمكان اجتماع الوزير غيدو فيسترفيلله مع متقي على هامش المؤتمر، لكنه قال إن قرارا بذلك لم يتخذ بعد. وعقَّب فيلهلم على ذلك بالقول إن حكومته "تعتبر أن كل محادثة تجري مع الجانب الإيراني حول برنامجها النووي فيها نفع، وكل لقاء سيكون مفيدا إذا ساهم في تغيير موقف إيران". وأضاف: "أوضحنا مرارا أن الأقوال وحدها لا تكفي، وعلى إيران إرسال تبليغ إلى وكالة الطاقة الذرية". وتابع أنه في حال فعلت طهران ذلك "سيشكل هذا الأمر بالنسبة إلينا واقعا جديدا يسمح بالتعليق عليه، لكن مجرد الحديث عن أشياء لا يوصل إلى خطوات محدَّدة".
الكاتب: اسكندر الديك
مراجعة: هشام العدم