مدينة دريسدن الألمانية تحيي ذكرى مقتل مروة الشربيني
١ يوليو ٢٠١٠أحيت مدينة دريسدن الألمانية الذكرى الأولى لمقتل الصيدلانية المصرية مروة الشربيني، والتي أغتيلت بدافع "كراهية الأجانب" على يد ألماني من أصل روسي. وفي موقع الجريمة بمحكمة دريسدن، أزيح الستار عن لوحة تذكر بالضحية التي سقطت بطعنات أثناء النظر في قضيتها، ضد قاتلها. وقدم هذه اللوحة جهاز القضاء في ولاية سكسونيا، و يقول رئيس فرع المنظمة العربية لحقوق الانسان في ألمانيا ، نبيل يعقوب الذي حضر هذه المراسيم أن "العبارات التي كتبت على هذه اللوحة التذكارية احتوت إدانة واضحة للعنصرية ولمعاداة الأجانب".
من جانبه قال يورجن ماتينز وزير العدل في ولاية سكسونيا "لقد أصابتنا هذه الجريمة جميعا بصدمة عنيفة وألقت بظلالها الكثيفة على القضاء وألمانيا". وحضر مراسم التأبين أكثر من 200 شخص، بينهم ممثلون عن المنظمات الإسلامية واليهودية في ألمانيا وموظفون ينتمون لسلك القضاء في ألمانيا، بالإضافة إلى عدد من الساسة وممثلي سكان مدينة إلبشتاد، ووضعت أكاليل الزهور في المكان.
يذكر أن مروة الشربيني ، التي كانت تبلغ من العمر 32 عاما، لقيت حتفها طعنا بالسكين في قاعة المحكمة قبل عام على يد المسمى ألكسندر ف. أثناء إدلائها بشهادتها في قضية اهانتها بعبارات عنصرية على يد الجاني. وكانت حبلى آنذاك. ويقضي قاتل مروة الشربيني في الوقت الحالي عقوبة السجن مدى الحياة.
غياب عائلة الشربيني
لكن الغائب الأكبر عن هذه المراسيم هي عائلة الشربيني وزوجها علوي علي عكاز الذي غادر ألمانيا ليستقر في بريطانيا حسب ما ذكرته عائلة الفقيدة في تصريحات لدويتشه فيله، وأكد طارق الشربيني، شقيق مروة الشربيني لموقعنا، أن عائلته تلقت دعوة من وزارة العدل في ولاية سكسونيا منذ أكثر من ستة أشهر، و تم الموافقة على الدعوة قبل أن تتراجع العائلة في قرارها مباشرة بعد أن اصدر الادعاء الألماني قرارا بوقف التحقيقات مع الشرطي المتهم بإطلاق النار خطأ على زوج الضحية أثناء محاولته إنقاذ زوجته. و تطالب عائلة الشربيني إلى جانب مواصلة التحقيقات مع الشرطي، حصولها على اعتذار من السلطات في ولاية ساكس على الحادث.
وكان الادعاء الألماني ذكر في بيان له، مطلع هذه السنة، أنه لا يمكن توجيه تهمة الإصابة العمد أو الإصابة الخطأ ضد الشرطي بدعوى الإهمال ، وأضاف الادعاء أن الشرطي دخل القاعة في نفس لحظة الصراع بين علوي عكاز زوج الضحية والقاتل أليكس دبليو وأن الشرطي اعتقد أن عكاز هو الجاني حينما رآه يحمل السكين، فأطلق رصاصة على فخذه. وأوضح الادعاء في أسباب وقف التحقيق مع الشرطي أن استبيان الموقف كان "صعبا للغاية".
دعوات لمكافحة العنصرية
وكان مجلس الأجانب في مدينة دريسدن بالتنسيق مع فرع المنظمة العربية لحقوق الإنسان في ألمانيا وعدد من مؤسسات المجتمع المدني ناشدو بأن يكون الأول من يوليو/تموز الموافق لذكرى مقتل مروة الشربيني يوما للتضامن الإنساني و للتمسك بالقيم الإنسانية التي تربط البشر جميعا، و بهذا الشأن نظم مساء اليوم الخميس أمام مجلس بلدية دريسدن تجمع خاص للحديث عن معاداة الأجانب ، و يقول نبيل يعقوب ممثل فرع المنظمة العربية لحقوق الإنسان في ألمانيا، في حديث لدويتشه فيله، "إن هذه التظاهرة التي جمعت كافة الأطياف السياسية و الدينية تهدف إلى التذكير بحادث مقتل مروة الشربيني داخل محكمة دريسدن"، مضيفا أن "المناسبة فرصة حقيقة للحوار مع سلطات ولاية دريسدن للحديث عن قضايا المهاجرين و الأجانب".
وبعد عام من مقتل مروى الشربيني، يرى مراقبون أن الحادث ساهم بشكل كبير في تسليط الضوء على موضوع الخوف من الإسلام "الإسلاموفوبيا ". و يقول الإعلامي المصري المقيم في ألمانيا وليد الشيخ في حديث لدويتشه فيله إن الإعلام الألماني بالإضافة إلى الأحزاب الألمانية وقفوا بعد أيام من الحادث وقفة صارمة من أجل عدم تكرار هذه الأحداث المأساوية" مضيفا أن "الجاليات العربية والإسلامية في ألمانيا يطالبون السلطات بمزيد من التحرك في هذا الاتجاه حتى يصبح حادث مقتل مروة الشربيني نقطة فاصلة في جهود محاربة ظاهرة معاداة الأجانب".
الكاتب : يوسف بوفيجلين
مراجعة: حسن زنيند