"داعش" يستهدف المدنيين الفارين من الفلوجة
١٢ يونيو ٢٠١٦أطلق تنظيم "الدولة الإسلامية" النار على مدنيين كانوا يحاولون الفرار من مدينة الفلوجة العراقية ما أدى إلى مقتل 18 شخصا بينهم نساء وأطفال وإصابة عشرات آخرين بجروح، بحسب ما أفاد ناجون ومصدر أمني الأحد (12يونيو/ حزيران 2016). وأكد عدد من الأهالي الهاربين -الذين وصلوا إلى معسكرات للنازحين في جنوب المدينة تشرف عليها منظمات إغاثية- مقتل عدد من سكان الفلوجة خلال محاولتهم الفرار عبر نهر الفرات.
ويستخدم التنظيم المتطرف المدنيين دروعا بشرية للدفاع عن معقله في الفلوجة منذ بدء القوات العراقية هجومها في 22 أيار/ مايو لاستعادة المدينة، كما أطلق النار مرارا على المدنيين الذين كانوا يحاولون الفرار. بدوره، قال أحمد الغنيم من عشيرة البوصالح لفرانس برس إن: "العائلات دفعت مئة دولار عن كل فرد لمهرب من عناصر التنظيم ليساعدهم على تجاوز العبوات الناسفة والألغام".
وأضاف: "خرج أقاربي سيرا لمسافة ستة كيلومترات مع عشرات الأشخاص أغلبهم نساء وأطفال، وعند وصولهم إلى مقربة من القوات الأمنية العراقية، وصل مسلحون على دراجات نارية وفتحوا النار بشكل مباشر" على المدنيين. وتابع: "هرب البعض ورمى بنفسه في نهر صغير، في حين حاول آخرون الاختباء في منزل مجاور، لكنه كان ملغما وانفجر بهم فور دخولهم إليه". وأضاف الغنيم: "بعض الناجين أجبروا على العودة إلى داخل الفلوجة، بينهم 17 جريحا اقتادهم داعش إلى المستشفى".
وذكر أحد العاملين في مخيم للنازحين في منطقة عامرية الفلوجة (جنوب غرب) أن "عناصر داعش هربوا عددا كبيرا من عائلاتهم إلى خارج الفلوجة، لكنهم أبقوا الآخرين كدروع بشرية". وأضاف: "لدينا في المخيم أطفال وزوجات قياديين في داعش لكننا نعاملهم بإنسانية".
وتابع أن "محاولات الأسر للفرار مستمرة، آخرها السبت عندما أطلق "داعش" النار على عدد منها وهي تحاول الوصول إلى الممرات الآمنة التي وفرتها قوات الأمن من الجهة الجنوبية، وأجبروهم على العودة". وتعرض أفراد عدد من الأسر التي حاولت الفرار إلى الجلد من قبل عناصر التنظيم الذي أجبروهم على التعهد بعدم الفرار مجددا. وأشار البوحاتم إلى أن "داعش يعتبر المدنيين من أهالي الفلوجة أخطر عليه من الجيش لأنه يعتبرهم مصدر معلومات للقوات الأمنية".
من جانب آخر، تواصل قوات عراقية مدرعة التحرك عبر مدينة تكريت نحو شمالي العراق استعدادا لاستعادة السيطرة على قضاء الشرقاط (280 كم شمال بغداد). وأفاد مصدر في قيادة شرطة محافظة صلاح الدين بأن "القوات العراقية تضم لواءً مدرعا وقوات مساندة أخرى". وتزامن عبور القوات إلى شمالي العراق مع زيارة وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي إلى مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين واجتماعه مع قائد شرطة صلاح الدين اللواء ضامن حميد الجبوري. وقوبلت القوات العراقية المارة عبر تكريت بحفاوة بالغة من أبناء المدينة الذين رفعوا شارات النصر وهم يهتفون للجيش العراقي.
وأوضح المصدر أن" القوات العراقية ستتخذ مواقع قتالية شمالي مدينة بيجي استعداداً للهجوم على قضاء الشرقاط (110كم شمالي تكريت) وهو آخر منطقة من محافظة صلاح الدين مازالت تحت سيطرة عناصر داعش". وأضاف أن "القوات ستندفع شمالا للالتقاء مع القوات القادمة من مخمور قرب قضاء القيارة (50 كم جنوب الموصل) التابع لمحافظة نينوى استكمالا لخطة تحرير مدينة الموصل".
ع.م/ ع.خ (أ ف ب ، د ب أ)