ميركل تطالب بمعسكرات تأهيل للاحداث الجانحين ورعايتهم خلال فترة احتجاز قصيرة

­انضمت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لقائمة المطالبين بتشديد العقوبات على الأحداث الجانحين وإنشاء" معسكرات تأهيل" لهم وعدم اكتفاء المحاكم بإصدار أحكام بحقهم مع إيقاف التنفيذ. وقالت ميركل في حديث مع الصحيفة الأسبوعية "بيلد أم زونتاج" التي تصدر يوم غد الأحد: "إن قضاء فترة قصيرة تحت الرعاية ومعسكرات التأهيل هذه يمثلان إضافة هامة لنظام القضاء الجنائي ببلدنا ويمكن لذلك أن يساعد الشباب على تغيير أسلوب تفكيرهم في مرحلة مبكرة حتى لا ينتهي بهم الحال إلى السجن".

ويأتي موقف ميركل هذا بمثابة تأييد لرولاند كوخ من الحزب المسيحي الديمقراطي، رئيس ولاية هيسن، الذي يخوض معركة انتخابات ساخنة في ولايته ويخشى من فقدان أغلبيته الحالية في برلمان الولاية لصالح الحزب الاشتراكي الديمقراطي.

نقاشات ساخنة بين الأحزاب

وأعربت قيادة الحزب المسيحي الديمقراطي اليوم في اجتماعها المغلق في مدينة فيسبادن، وفق ما قاله الموقع الألكتروني لـ"ديرشبيجل"، عن تأييدها القوي لاقتراحات كوخ بشأن تشديد القوانين الجنائية الخاصة بالشباب. وكان كوخ قد دعا في وقت سابق إلى محاسبة الشباب في سن 18 إلى 21 عاما حسب القانون الجنائي للبالغين واعتماد ما يعرف بــ"معسكرات التدريب" للشباب المدانين في جرائم عنف ووضعهم لفترات قصيرة رهن الرعاية الاجتماعية بدلا من الاقتصار على العقوبات موقوفة التنفيذ.

وفي السياق نفسه طالب بيتر رامزاور، رئيس الحزب المسيحي الاجتماعي في ولاية بافاريا بإعداد إحصائيات للجرائم التي ترتكب من قبل الشباب الأجانب وقال إن صناع القرار السياسي "غضوا الطرف وقتا طويلا عن جرائم الشباب.. إننا نكذب على أنفسنا عندما لا نفرق بين الجرائم التي يرتكبها شباب ألمان والجرائم التي ترتكب من قبل شباب أجانب ومهاجرون". وأضاف رامزاور في حديث مع صحيفة "مونشنر ميركور": "إن من يرفض هذا التحليل ليس قادرا على استخلاص الدروس".

وأما الحزب الاشتراكي الديمقراطي فيتهم كوخ باستغلال اعتداء شابين أجنبيين على متقاعد ألماني في قطار مترو الأنفاق بمدينة ميونيخ قبيل احتفالات أعياد الميلاد، حيث قال ديتر فيفلشبوتس، خبير الحزب الاشتراكي الديمقراطي للشئون الداخلية، في تصريح لراديو وسط ألمانيا "ام دي ار انفو" إن كوخ يستغل هذا الحادث المفزع لأنه "يخشى على منصبه كرئيس وزراء هيسن".

موقف القانون من الترحيل

وتعليقا على هذه التهديدات والمطالبات اعتبر خبير بمنظمة العفو الدولية في بروكسل تعميم تهديد السلطات الأمنية في ألمانيا بترحيل مرتكبي الجرائم من الشباب ذوي الأصول غير الألمانية من ألمانيا مخالفا للقانون الأوروبي. وأكد كريس بوليت، الخبير بشئون الهجرة في المنظمة، ضرورة تدقيق النظر في أي حالة ترحيل لأجنبي إلى وطنه الأصلي كل على حدة وقال: "لابد أن يظل الترحيل هو الاستثناء حسب المبدأ الأوروبي".

وفي سياق متصل قال محامي أحد الشابين اللذين اعتديا على المتقاعد في مترو أنفاق ميونيخ والذي أثار كل هذه الضجة الإعلامية والسياسية إن موكله يأسف لاعتدائه على المتقاعد ويرجو منه الصفح . وأضاف المحامي أوليفر شميت في ميونيخ أن موكله التركي الأصل البالغ من العمر عشرين عاما بصدد صياغة خطاب يعرب عن الأسف للرجل المسن "ولكنه يبحث عن الكلمات المناسبة".