ميونيخ المتأرجحة بين الماضي العريق وقمة الحداثة
١٤ أكتوبر ٢٠٠٧باريس، لندن، روما، بون أو برلين، هذه أسماء عواصم أوروبية لامعة. ولكن، من منا لم يسمع يوماً بمدينة ميونخ العريقة؟ اللافت للانتباه هو أنه غالباً ما يرد ذكرها مع أسماء العواصم الأوروبية رغم أنها لم تكن يوماً عاصمةً لألمانيا. السر يكمن في أن ميونخ تملك مؤهلات المدن الحديثة من حيث الرقي الحضاري المتجلي في البنيان ووسائل الاتصالات والمواصلات، ومن حيث الإرث الأدبي الذي ورثته ميونخ من الحضارات والشعوب التي عاشت في تلك المنطقة أو مرت بها أو حتى كان لها معها صلة. أضف إلى ذلك ثروة ميونخ من الشركات والمحال التجارية التي جعلت منها القبلة الأولى للتسوق من قبل زائري ألمانيا من الدول العربية وفي مقدمتها دول الخليج.
ساحة مارين نواة ميونخ التاريخية
أرقام الوافدين من كل أصقاع الأرض إلى ميونخ والتي تقدر ببضعة ملايين سنوياً تدل على مكانة المدينة وشهرتها عالمياً. ومركز ميونخ، المعروف بساحة مارين، يشهد على تلك الحشود التي مرت به. كما تعتبر ساحة مارين من أهم معالم ميونخ التاريخية والسياحية على حدٍ سواء؛ فقد شهد هذا المكان ولادة ميونخ في النصف الثاني من القرن الثاني عشر على يد هاينريش الأسد لكون هذا الموقع ملتقى المحورين الشرقي الغربي مع الشمالي الجنوبي. ويشمخ في وسط الساحة تمثال ذهبي للسيدة العذراء تعبيراً عن الشكر والامتنان لليد السماوية التي وقت ميونخ من الدمار ودرأت الأخطار عنها أثناء فترة حرب الثلاثين عاماً في منتصف القرن السابع عشر.
وعلى الطرف الشرقي للساحة يظهر للعيان دار البلدية القديم والذي تحول بعد بناء دار البلدية الحديث إلى معرض للألعاب. أما المبنى الحديث فيعتبر من المعالم السياحية الهامة ولا بد أن يستوقف الزائر للمدينة، حيث أن واجهته الرائعة متعة للناظرين وصوت تناغم أجراسه يطرب الأذان.
وعلى بُعد بضعة أمتار قليلة يختبئ خلف المنازل المتراصة أحد أهم معالم ميونخ التاريخية ألا وهي كنيسة "التن بيتر"؛ حيث يُعتبر برجها على الأرجح من الأبنية الأولى التي شكلت نواة لمدينة ميونخ. وأثناء صعود الزائر درجات البرج الضيقة والبالغ عددها 306 درجات يسترجع في ذاكرته كتب العصور الوسطى من خلال البناء المعماري القديم و الأجراس الهائلة التي تجسد رسوخ وصلابة التاريخ.
محمد سامي الحبال