نتنياهو يعارض وقف إطلاق نار في لبنان لا يمنع تسليح حزب الله
١٥ أكتوبر ٢٠٢٤قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الثلاثاء (15 أكتوبر/ تشرين الأول 2024) إنه أبلغ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأنه لن يوافق على أي اتفاق لوقف إطلاق النار لا يتضمن منع جماعة حزب الله اللبنانية من إعادة التسلح وحشد الصفوف.
ويدعو ماكرون إلى وقف إطلاق النار بين إسرائيل والجماعة المدعومة من إيران، فضلا عن وقف صادرات الأسلحة المستخدمة في قطاع غزة ولبنان.
وجاء في بيان صادر عن مكتب نتنياهو "رئيس الوزراء أبلغ الرئيس ماكرون بأنه يعارض وقف إطلاق النار من جانب واحد ...". وأضاف البيان أن نتنياهو فوجئ بنية الرئيس ماكرون استضافة مؤتمر في باريس حول قضية لبنان، بمشاركة دول مثل جنوب أفريقيا والجزائر "تعمل على حرمان إسرائيل من حقها الأساسي في الدفاع عن النفس، وفي الواقع ترفض حقها في الوجود".
في سياق متصل أعلن الجيش الإسرائيلي الثلاثاء أنه أسر ثلاثة عناصر من حزب الله، ما يرفع الى أربعة عدد المقاتلين الذين أعلن أسرهم منذ بدئه العمليات البرية في جنوب لبنان أواخر سبتمبر / أيلول 2024. وأفاد الجيش في بيان بأنه عثر "على فتحة نفق تحت الأرض داخل مبنى كان يستخدمه حزب الله" وتحصَّن داخله ثلاثة عناصر "من قوة الرضوان (وحدة النخبة في الحزب) مع وسائل قتالية..." وأكد "القبض عليهم واعتقالهم ...".
لبنان يؤيد الدعوة الأمريكية-الفرنسية لوقف إطلاق النار
من جانبها، أكدت الولايات المتحدة الثلاثاء أنها أبلغت حليفتها إسرائيل بمعارضتها الغارات الجوية على بيروت في ظل الحملة الكثيفة التي تشنها إسرائيل ضد حزب الله. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر "لقد أوضحنا أننا نعارض الحملة بالطريقة التي رأينا أنه تم تنفيذها خلال الأسابيع الماضية".
وبدورها، شددت سفيرة الاتحاد الأوروبي في لبنان ساندرا دو وال، خلال لقائها اليوم الثلاثاء وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية عبدالله بو حبيب، على أهمية وقف إطلاق النار في لبنان، وأكدت دعم الاتحاد الأوروبي للبنان. وجدد الوزير "تأييد لبنان الثابت للمبادرة الأمريكية-الفرنسية التي تدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار لمدة 21 يوما، وتمسكه بالتنفيذ الكامل والشامل والمتوازي لقرار مجلس الأمن رقم 1701".
غارات وهجمات
واستهدفت المدفعية والطائرات الحربية الإسرائيلية بعد ظهر اليوم الثلاثاء، عددا من المناطق في جنوب لبنان. وشنت الطائرات الحربية الإسرائيلية سلسلة من الغارات على المناطق التي طالها القصف وبخاصة المناطق الحدودية الجنوبية.
وشن الطائرات الحربية الإسرائيلية صباح اليوم أيضا سلسلة غارات عنيفة استهدفت مناطق في البقاع الغربي شرق لبنان وعلى منطقة عند الحدود السورية في قضاء الهرمل شرق لبنان. وأغارت طائرة مسيرة إسرائيلية على بلدة هناك. وكان الطيران الإسرائيلي قد شن صباح الثلاثاء 5 غارات جوية استهدفت محيط مجرى الليطاني.
من جانبه أعلن حزب الله في بيان الثلاثاء أن مقاتليه قصفوا بالصواريخ دبابة ميركافا وثلاث جرافات اسرائيلية عند أطراف بلدة لبنانية عند الحدود في جنوب لبنان، "ما أدى إلى احتراقها وقتل وجرح من فيها".
وتعتبر دول عديدة حزب الله اللبناني، أو جناحه العسكري، منظمة إرهابية. ومن بين هذه الدول الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا ودول أخرى. كما حظرت ألمانيا نشاط الحزب على أراضيها في عام 2020 وصنفته كـ "منظمة إرهابية".
وقُتل 41 شخصا من بينهم 21 قتيلا في شمال لبنان وأصيب 124 شخصا بجروح نتيجة الغارات الاسرائيلية على مناطق مختلفة في لبنان يوم الإثنين، وفق ما أعلنت وزارة الصحة اللبنانية الثلاثاء، "وبذلك ترتفع حصيلة القتلى في لبنان إلى 1356 منذ كثفت اسرائيل القصف على جنوب لبنان وشرقه وعلى الضاحية الجنوبية لبيروت في 23 سبتمبر / أيلول 2024.
حزب الله يستهدف "إيلام" إسرائيل ويدعو لوقف إطلاق النار
من جانبه قال نعيم قاسم نائب الأمين العام لجماعة حزب الله اللبنانية اليوم الثلاثاء إن الجماعة ستتبنى "معادلة إيلام العدو" لكنه دعا إلى وقف إطلاق النار في وقت يحتدم فيه الصراع بين إسرائيل والجماعة المدعومة من إيران في جنوب لبنان. وقال قاسم في كلمة مسجلة "أقول للجبهة الداخلية الإسرائيلية الحل بوقف إطلاق النار، لا نتحدث من موقع ضعف، إذا كان الإسرائيلي لا يريد نحن مستمرون، وبعد وقف إطلاق النار بحسب الاتفاق غير المباشر يعود المستوطنون إلى الشمال وتُرسم الخطوات الأخرى".
ولم يصدر تعليق بعد من إسرائيل التي تقول إن عملياتها في لبنان تستهدف تأمين عودة عشرات الآلاف من السكان الذين أُجبروا على الفرار من منازلهم في شمال إسرائيل بسبب هجمات حزب الله. وأيقظ النزوح الجماعي الذي شهده لبنان في أثناء الحملة العسكرية الإسرائيلية شبح الصراع الطائفي في لبنان من مرقده.
ع.م / خ.س (أ ف ب، رويترز، د ب أ)