وزير البيئة الألماني يتوقع مفاوضات شاقة بشأن حماية المناخ
٢٨ أبريل ٢٠٠٩دعت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أمس الاثنين (27 أبريل/نيسان) في واشنطن إلى تقديم اقتراحات بناءة لمكافحة التغييرات المناخية، وذلك في إطار المنتدى الدّولي حول الطاقة والمناخ، الذي كان دعا إلى عقده الرئيس الأمريكي باراك أوباما في نهاية شهر مارس/آذار الماضي. وطالبت كلينتون خلال المنتدى، الذي يستغرق يومين ويشارك فيه ممثلون عن 17 من كبار الدول اقتصاديا في العالم، ببذل مزيد من الجهود لخفض الانبعاثات المُضرّة بالمناخ على المستويين الوطني والدولي. وشدّدت الوزيرة الأمريكية على أهمّية هذه القضية بالقول: "لقد كانت ظاهرة التغير المناخي نتاج عمل كثير من أشخاص كثيرين خلال القرن الماضي وستحتاج مواجهة هذه الظاهرة إلى الكثير من جهودنا".
تباعد بين المواقف الأوروبية والأمريكية
وفي هذا الإطار، أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن إدارته ستولي أهمية كبيرة لمواجهة ظاهرة التغير المناخي وللطاقات المتجددة وذلك ردّا على الانتقادات التي وُجّهت للولايات المتحدة والتي تقول إنها قد أهملت هذه المشكلة لفترة طويلة، خاصّة وأن الولايات المتحدة تعدّ إلى جانب الصّين من أكثر الدول المتسببة في الانبعاثات الاحتباسية التي أدت إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض. وفي سياق متّصل أشارت كلينتون إلى أن بلادها لم تتنصّل من مسئوليتها عن حماية المناخ، مشدّدة على أن التغير المناخي قد أصبح يحظى باهتمام كبير من قبل الرئيس الأمريكي والإدارة الأمريكية بأسرها.
ومن جانبه، توقع وزير البيئة الألماني زيغمار غابريل أن تكون المفاوضات الدولية بشأن سبل حماية المناخ شاقة خلال الأشهر المقبلة، مشيراً إلى أن المواقف الأوروبية والأمريكية بشأن سبل خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون مازالت متباعدة وذلك في ضوء قرب انعقاد مؤتمر البيئة الدولي في كوبنهاغن في كانون أول/ديسمبر المقبل. وقال غابريل إن "موقف الولايات المتحدة مازال بعيدا كثيرا عن الالتزامات التي أخذها الاتحاد الأوروبي على نفسه حتى الآن"، مشيرا إلى أن "القضايا الأساسية لم تحل حتى الآن". على صعيد آخر، دعا غابريل إلى ضرورة إلزام الدول النامية بتقديم تعهدات في مكافحة التغير المناخي، مشيرا في الوقت نفسه إلى ضرورة الاتفاق على سبل مساعدة الدول الفقيرة في مواجهة تبعات هذه الظاهرة.
ترحيب ألماني بالسياسة المناخية الأمريكية الجديدة
لكنه في الوقت نفسه أشاد بالمسار السياسي الجديد للإدارة الأمريكية الجديدة فيما يتعلق بسياسة المناخ على هامش المنتدى، وقال إن "الولايات المتّحدة قد اعترفت ولأوّل مرّة بالبيانات العلمية المُتعلقة بالتغير المناخي والتي تؤكّد على أن الانبعاثات الاحتباسية هي المسئولة عن التغيّر المناخي". ورحّب الوزير الألماني باستعداد الولايات المتحدة على "توقيع معاهدات دولية ملزمة" فيما يتعلق بحماية المناخ، واصفا ذلك بالتقدّم الملحوظ في طريق مكافحة التغييرات المناخية.
وفيما يتعلق بما يمكن أن يتوصّل إليه المنتدى الدولي حول الطاقة والمناخ، أشار غابريال إلى أنّه يتوقّع ألاّ تحسم القضايا الحاسمة قبل قمة كوبنهاغن للمناخ والمقرّر عقدها في شهر ديسمبر/ كانون الأول. يذكر أنه من المنتظر أن يعمل الاجتماع الدولي في كوبنهاغن نهاية العام الجاري على صياغة متابعة لبروتوكول كيوتو، الذي ينتهي العمل به في عام 2012.
(ش.ع / د.ب.أ)
تحرير: سمر كرم