55 قتيلا الحصيلة المؤقتة لمأساة حقل الغاز في الجزائر
٢٠ يناير ٢٠١٣رجح وزير الاتصال الجزائري محمد السعيد أوبلعيد اليوم الأحد (20 كانون الثاني/ يناير 2013) العثور على ضحايا آخرين بمصنع الغاز ببلدة إن أميناس. وكانت وزارة الداخلية أعلنت السبت أن هجوم القوات الخاصة للجيش أدى في حصيلة مؤقتة إلى مقتل 32 مسلحا ووفاة 23 رهينة إلى جانب العثور على كمية كبيرة من الأسلحة المتطورة والذخيرة والمتفجرات. ويعتقد أن من بين قتلى المتشددين زعيمهم عبد الرحمن النيجري، وهو من النيجر ومقرب من مختار بلمختار، القيادي المرتبط بتنظيم القاعدة والذي يعتقد أنه مدبر الهجوم.
وقال أوبلعيد، في برنامج للإذاعة الجزائرية الأحد، إنه يخشى كثيرا أن تعثر قوات الجيش التي تقوم بعملية تمشيط واسعة لمصنع الغاز على ضحايا آخرين، موضحا أن التدقيق لا يزال جاريا لتحديد هوية بعض الجثث لم يتسن التعرف على أصحابها. وأضاف أن القوات الغازية لا تزال تواصل عملية إزالة الألغام التي زرعها المسلحون بالموقع مرجحا أن تنتهي العملية قريبا حتى يعود المصنع للعمل بصورة طبيعية.
"هجوم خارجي على الجزائر"
وكشف أوبلعيد أن المسلحين دخلوا المنطقة من دول مجاورة وهم ينتمون لستة جنسيات من دول غرب إفريقيا وحتى من خارج إفريقيا. واعتبر الوزير الجزائري أن بلاده تعرضت لعدوان خارجي استهدف ضرب استقرارها واقتصادها وجرها إلى التورط في حرب مالي، موضحا أنه لم يكن أمام الجيش أي خيار سوى شن هجوم حاسم لإنقاذ مئات الأرواح ومنع تفجير المصنع الذي يعد منشأة اقتصادية إستراتيجية للجزائر.
وفي لندن، أعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون صباح الأحد أن ثلاثة بريطانيين وشخصا يقيم في بريطانيا قتلوا، مرجحا مقتل ثلاثة بريطانيين آخرين في هذا الهجوم. وقال كاميرون بعد اتصال هاتفي مع نظيره الجزائري عبد المالك سلال صباح الأحد "أعرف أن كل البلاد تريد الانضمام إلي للتعبير عن تعازينا للعائلات التي عاشت محنة مروعة".
الغرب يحمل الإرهابيين المسؤولية
وكانت حكومات غربية قد وجهت انتقادات لطريقة السلطات الجزائرية في إدارة العملية وأبدت إحباطها من عدم إبلاغها بخطط الجزائر لاقتحام المنشأة. وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن الولايات المتحدة تطلب من السلطات الجزائرية فهما أفضل لما حدث لكنه قال "المسؤولية عن هذه المأساة تقع على عاتق الإرهابيين الذين نفذوها".
واعتبر وزير الدفاع البريطاني فيليب هاموند "أن سقوط ضحايا أمر محزن" لكنه أضاف بأن "الإرهابيين هم الوحيدون الذين يتحملون المسؤولية"، وذلك في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الأمريكي ليون بانيتا. وطالب هاموند الحكومة الجزائرية بمزيد من "التفاصيل عن العملية العسكرية وعدد القتلى والناجين".
كما دافع الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند عن عملية الجيش الجزائري وقال إن ما قامت به الجزائر كان أفضل خيار فيما يبدو نظرا لأن المفاوضات لم تكن ممكنة. وقال أولاند "عندما يكون أمامك أشخاص احتجزوا كرهائن بمثل هذا العدد الكبير على أيدي إرهابيين بمثل هذا الإصرار وعلى استعداد لقتل هؤلاء الرهائن -مثلما فعلوا- تكون الجزائر قد تصرفت بطريقة أراها في نظري أفضل ما يمكن لأنه ربما لم يكن هناك مجال للمفاوضات".
ع.ع./ أ.ح (د ب أ، رويترز)