ألمانيا ترفع المساعدة لأفغانستان وباكستان لدعم "الحكم الرشيد"
٢٤ نوفمبر ٢٠٠٩أعلن وزير التعاون الاقتصادي والإنماء الجديد ديرك نيبل (من الحزب الليبرالي الحر) أن الحكومة الألمانية قررت بعد الإطلاع على البرنامج الإصلاحي الطموح الذي عرضه الرئيس الأفغاني حميد كرزاي أخيرا بهدف تنفيذ إصلاحات ومحاربة الفساد، زيادة المساعدات المعتمدة إلى أفغانستان بنسبة الثلث، أي ما قيمته 52 مليون يورو ليصبح المبلغ المخصص لإنماء أفغانستان لهذا العام 144 مليون يورو.
وأضاف في هذا السياق أن هذه الزيادة ستُستخدم في شمال البلاد بصورة خاصة حيث تتحمَّل وحدات أساسية من القوات الألمانية العاملة في أفغانستان مسؤولية الحفاظ على الأمن في هذا الجزء من البلد. وتابع أن برلين قررت أيضا زيادة 10 ملايين يورو إلى باكستان لتصبح قيمة المساعدات الألمانية الإنمائية المقررة لها عامي 2010/2009 نحو 97 مليون يورو.
"استقرار أفغانستان مرتبط باستقرار باكستان"
وبسبب العلاقة الوثيقة بين أحداث أفغانستان وباكستان وتواجد قوات حركة "طالبان" و"القاعدة" على الحدود بين البلدين مستفيدين من دعم القبائل البشتونية لمقاتليهما، قال الوزير نيبل إنه "لن يكون بالإمكان إعادة الاستقرار إلى أفغانستان إلا إذا تمكَّنت باكستان من السيطرة على الوضع الأمني فيها". وأضاف أن حكومته استبقت الأمور بالمساعدتين الإضافيتين للبلدين، وسيكون على الحكومة الجديدة في أفغانستان العمل الآن من أجل تعزيز عدد وعديد القوى الأمنية فيها، والعمل بصورة مستدامة على مكافحة الفساد وتنفيذ إصلاحات في الحكم للتقدم على طريق الاستقرار والتنمية.
نيبل: نريد مغادرة أفغانستان دون رهان على الوقت
وردا على سؤال حول رأيه في تصريح الرئيس كارزاي الأخير بأنه يريد خلال السنوات الخمس القادمة الانتهاء من بناء الجيش والشرطة ليحلا محل القوات الدولية "آيساف" في بلده، قال الوزير نيبل لدويتشه فيله "أدعم كارزاي في نيته هذه، لكن لا استطيع تأكيد الرقم أو نفيه، إنما بالنسبة إلى الحكومة الألمانية قلنا بوضوح إننا خلال عهد حكومتنا البالغ أربع سنوات سنعمل في اتجاه تطوير الأمور لتحديد موعد مغادرتنا أفغانستان عسكريا". وأضاف أنه لا يرغب في المراهنة على السرعة التي قد يتمكن خلالها الرئيس الأفغاني في تحقيق رغبته.
من ناحية أخرى كشف وزير التنمية أن وزارته ستعمل مستقبلا على التركيز على التنمية "المناطقية" لإفادة الأرياف أيضا وستسهر على دعم "الحكم الرشيد" في مدينة قندز ومحيطها. كما سيجري العمل على توسيع برنامج حكم القانون وتمويل عمل مدربي الشرطة الألمان وزيادة عددهم كما التزمت ألمانيا بذلك. وتابع أن العمل الإنمائي سيشمل كذلك تحسين البنى التحتية، وبناء مدارس مهنية للشباب لمساعدتهم على تأمين العمل لهم.
مبدأ "مساعدة من يساعد نفسه"
وعن باكستان قال نيبل إنه إلى جانب زيادة الالتزام الإنمائي الألماني بها ستعمل وزارته على ضمان قيام "حكم رشيد" فيها، وستحضّ على تنفيذ إصلاحات اقتصادية وسياسية، وتعزيز قدرة الحكومة الباكستانية على تحقيق الوعود التي قدَّمتها في شمال غرب البلاد المليء بالنزاعات. وأضاف أن حكومته تنفِّذ بذلك "مبدأ مساعدة من يساعد نفسه".
الكاتب: اسكندر الديك
مراجعة: طارق أنكاي