ألمانيا تشهد أكبر سلسلة بشرية مناهضة للطاقة النووية
٢٥ أبريل ٢٠١٠نظم تحالف من منظمات حماية البيئة واتحادات الطاقة المتجددة وعدد من المؤسسات الشبابية والدينية الألمانية السبت أكبر تظاهرة ضد الاستمرار في استخدام الطاقة النووية، إذ شكل ما يقرب من 120 ألف متظاهر سلسلة بشرية بلغ طولها 120 كيلومتر بين مفاعلات برونسبوتل، وبروكدورف، وكرومل شمال ألمانيا، فيما قام عشرة آلاف متظاهر بإحاطة أقدم مفاعل ألماني في بلدة بيبليس في ولاية هيسن، والذي تم تشغيله عام 1974. جاء ذلك قبيل يومين من حلول الذكرى الرابعة والعشرين لكارثة مفاعل تشيرنوبل في أوكرانيا، والتي تصادف الاثنين.
المعارضة تمتدح المظاهرة
ويحتج المتظاهرون على خطط الحكومة الألمانية تأجيل إقفال ما يقرب من 17 مفاعلاً نووياً بحلول عام 2020، وهو قرار اتخذته حكومة الائتلاف عام 2000 والتي شكلها حزب الخضر والحزب الاشتراكي الديمقراطي بزعامة غيرهارد شرودر.
من ناحيته وصف زيغمار غابرييل، زعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي المعارض، المظاهرة بأنها "نجاح عظيم"، مؤكداً أن قرار الحكومة الحالية الإبقاء على المفاعلات النووية لا يخدم الصالح العام، وإنما الشركات التي تشرف على تشغيل هذه المفاعلات. وطالب غابرييل الحكومة بتوفير بدائل للطاقة النووية وبالبحث عن أمكنة أكثر ملاءمة لدفن مخلفات هذه المفاعلات.
مشاركة للقطاع الخاص
من جهته قال يوخن شتاي، أحد منظمي السلسلة البشرية، أن معارضي الطاقة النووية "ما زالوا هنا، وهم أكثر تنوعاً من ذي قبل"، مشيراً إلى أن عدداً من الشركات الخاصة شاركت لأول مرة في هذه النشاطات، مثل شركات الخدمات العامة وشركات توفير الطاقة المتجددة.
وتخللت السلسلة البشرية العملاقة سبع منصات خصصت لإلقاء خطابات ولتنظيم حفلات موسيقية معارضة للطاقة النووية، في حين حمل عدد كبير من المشاركين في المظاهرة يافطات تضمنت شعارات مناهضة لاستخدام الطاقة النووية مثل "طاقة نووية؟ لا شكراً".
ويطالب المتظاهرون حكومة ائتلاف الاتحاد المسيحي الديمقراطي والحزب الألماني الحر الحالية بسنّ قانون يحدد الإطار الزمني لإقفال المفاعلات النووية في البلاد والاستغناء عن الطاقة النووية بالكامل، غير أن حكومة ميركل الحالية تقول بأنها لن تكون قادرة على الوفاء بالتزاماتها بتقليل الاحتباسات الحرارية بدون الاعتماد على الطاقة النووية. هذا وتشير استطلاعات الرأي إلى أن غالبية ضئيلة من الألمان تعارض التوسع في توليد الطاقة النووية، بحسب وكالة (د ب أ) الألمانية.
ويشير منظمو التظاهرة إلى الحوادث والأخطاء الفنية التي كثر وقوعها في كل من مفاعلي برونسبوتل وكرومل النووين في السنوات الماضية، وهو ما أدى إلى إيقافهما في منتصف عام 2007، إلا أن شركة فاتنفال الألمانية للطاقة تنوي إعادة تشغيلهما في بداية العام المقبل، بحسب قول المنظمين. وتقول ريناته باكهاوس، خبيرة الطاقة الذرية من اتحاد حماية البيئة والطبيعة في ألمانيا، بأنها مقتنعة بعدم قدرة الشركة على ضمان أمن المفاعلين النووين بعد تشغيلهما.
(ي.أ/د ب أ/ أ ف ب/ إ ب د)
مراجعة: عبده جميل المخلافي