ألمانيا.. شاحنة ليمبورغ: حادث عرضي أم اعتداء إرهابي؟
٨ أكتوبر ٢٠١٩شاهد عيان، رفض ذكر اسمه، كان حاضرا في مكان وقوع الحادث مساء الاثنين (السابع من تشرين الأول/ أكتوبر)، أكد في حديث مع DW أن الشاحنة كانت مسرعة جدا حين وصلت إلى تقاطع الطرق وصدمت السيارات الأخرى التي كانت واقفة على إشارة المرور الحمراء. ويقول الشاهد مصدوما "بدا المشهد وكأنه تلة حطام" انتشرت في الشارع قطع السيارات وشظايا الزجاج.
وتفيد مصادر الشرطة التي تحقق في الموضوع، بأن خمسة من عناصر الشرطة الاتحادية الذين كانوا متواجدين ولكن ليسوا في مهمة، خرجوا من سيارتهم وتوجهوا إلى الشاحنة حيث أخرجوا السائق منها وألقوا القبض عليه، وكانت إصابته طفيفة. ويقول عنه الشاهد إنه كان يبدو مرتبكا ومحتارا.
سكان البيوت التي وقع الحادث بالقرب منها، سارعوا إلى مساعدة الجرحى الثمانية الذين أصيبوا في الحادث حتى وصلت الشرطة وسيارات الإسعاف.
وعن دوافع السائق المشتبه به، يقول صاحب أحد المحلات في الحي القديم بمدينة ليمبورغ، "إذا لم يكن الحادث متعمدا، لا يمكن أن يكون مجرد حادث عادي بسيط". ويقول سائق شاحنة (66 عاما) "لحسن الحظ لم يحدث أكثر مما وقع" ويضيف السائق ذو الخبرة الطويلة لـ DW "كنت سائق شاحنة لأعوام طويلة، أعرف أي قوة لديها" ويعتقد أن مرتكب الحادث لم يكن يعرف كيفية قيادة الشاحنة.
التحقيق في كل الاتجاهات
الشرطة تولت التحقيق في الحادث، ولكنها لم تستطع أن تحسم الموقف وتجزم فيما إذا كان للحادث خلفية إرهابية. وحسب معلومات الشرطة وما وصلت إليه التحقيقات حتى الآن، لم يثبت أن للمشتبه به علاقة مع الوسط الإسلامي المتطرف المستعد للعنف. والمشتبه به سوري عمره 32 عاما، جاء إلى ألمانيا عام 2015 وحصل على الحماية المؤقتة، ويقيم في منطقة أوفنباخ بالقرب من فرانكفورت.
وحسب وكالات الأنباء فإن المشتبه به معروف لدى الشرطة حيث كانت له سوابق إجرامية وأخرى تتعلق بالمخدرات، ولكن الدوائر الأمنية المختصة لم تؤكد هذه المعلومات بعد. كما أن هناك معلومات متضاربة حول قيام الشرطة بتفتيش منزل يبعد عن مدينة ليمبورغ حوالي 80 كيلومترا يعتقد أنه بيت المشتبه به، ومصادرة وحدة تخزين للبيانات "USB".
وكان المشتبه به قد سرق الشاحنة قبل وقوع الحادث بقليل، حيث قام بإخراج السائق الحقيقي من قمرة القيادة ليصعد هو إلى الشاحنة ويسيطر عليها، حسب تقارير إعلامية حول الحادث. وتعود ملكية الشاحنة لشركة شحن مقرها بولاية بادن فورتمبيرغ.
وبعد وقوع الحادث عبر عمدة مدينة ليمبورغ، موريس هان، عن صدمته وأسفه متمنيا "الشفاء للجرحى" ومواساته لعائلاتهم.
وقد أدى الحادث إلى انتشار القلق وعدم الشعور بالأمان بين سكان المدينة، وتعبر عن ذلك إحدى السيدات بقولها "لم أتوقع حدوث مثل هذا الأمر هنا"، فهكذا حوادث تقع عادة في المدن الكبرى. وقالت سيدة أخرى لـ DW معبرة عن خوفها "لم أعد أتجرأ على الخروج إلى الشارع".
ميودراغ زوريتش/ عارف جابو