من الذي قتل دانييل هـ. في مدينة كيمنتس؟
١٨ مارس ٢٠١٩في 26 أغسطس/ آب 2018 تم طعن دانييل هـ. البالغ من العمر 35 عاما على هامش احتفال بمدينة كيمنتس الألمانية في ظروف غامضة. وتوفي دانييل بسبب طعنة في القلب وأخرى في الرئة. وأصيب رجل إضافي بجروح. ويبدو أن العراقي فرهاد أ. البالغ من العمر 22 عاما وطالب اللجوء السوري البالغ من العمر 23 عاما علاء س. مسؤولان عن الجناية. ويُعتبر فرهاد الجاني الرئيسي، لكنه اختفى إلى اليوم.
الوضع الراهن للتحقيقات الجارية؟
التحقيقات تفيد أن العراقي الهارب اشتبك مع الضحية في تلك الليلة في الشارع. وحسب وسائل إعلام متعددة فإن فرهاد أ كان تحت تأثير المخدرات وتناول مع الضحية الكوكايين. وعندما حصل نزاع بين فرهاد ودانييل. تقدم علاء س. لمساعدة العراقي. وقد لجأ كلاهما "بدون بسبب وجيه" لطعن دانييل البالغ حينها من العمر 35 عاما بسكين، كما تفيد الدعوى.
يمثل المتهم علاء س. لوحده أمام المحكمة وتحمله النيابة العامة تهمة "القتل الجماعي إضافة إلى التسبب في جروح خطيرة". وتعتمد الدعوى على شهادة شاهد عيان. بعد ارتكاب الجناية وُجدت سكين بالقرب من موقع الجريمة يحمل آثار دم الضحية دانييل هـ. ويتهم الشاهد علاء س. بتوجيه عدة طعنات، إلا أن الشاهد أعلن أنه لم يتمكن من رؤية سكين. ويدعي علاء س. براءته وبأنه لم يكن في مكان الواقعة.
ماذا حصل في الأيام بعد الجناية؟
أثارت جريمة القتل صدمة في مدينة كيمنتس حيث دعت عدة مجموعات، بينها "برو كيمنتس" عبر فيسبوك إلى مظاهرات مشى فيها المواطنون جنبا إلى جنب مع يمينيين متطرفين أشهر العديد منهم تحية هتلر النازية، وفتحت الشرطة تحقيقات في عشر حالات على الأقل. وتعرض 18 من طرفي المتظاهرين والشرطة لجروح أثناء المظاهرة.
وعلى الجانب الآخر أُقيمت مظاهرات مضادة ومهرجانات ضد كراهية الأجانب. وخلال مهرجان موسيقي شاركت فيه فرق موسيقية مشهورة عبّر عشرات الآلاف عن رفضهم لمحاولة توظيف وفاة دانييل هـ. سياسيا.
هل حصلت "مطاردة" للأجانب في كيمنتس؟
المستشارة الألمانية ميركل أعلنت حينها:" لدينا مقتطفات فيديو تؤكد حصول مطاردات وكراهية في الشارع، وهذا ليس له علاقة بدولتنا القانونية، ولا يحق أن يحصل في أي مكان وفي أي شارع هذا النوع من الهجمات". وهذا ما عارضه رئيس وزراء الولاية ميشاييل كريتشمير الذي قال بأنه لم "تحصل أي مطاردة ولا أي تحريض". ونفى صحة أخبار تفيد بأن يمينيين متطرفين طاردوا أجانب عبر شوارع المدينة. وقال بأن الدولة لا تسمح بتجريدها من احتكار السلطة. ووصف "التوظيف السياسي من قبل يمينيين متطرفين" بأنه مقزز. وما زاد الطين بلة هو موقف رئيس الاستخبارات الداخلية الألمانية السابق، هانس غيورغ ماسن الذي أعلن لصحيفة "بيلد" الشعبية فيما يخص مشاهد الفيديو في الإنترنيت أن هناك أسبابا وجيهة تؤكد فيما يخص أنباء المطاردة وجود أخبار زائفة "لإبعاد الرأي العام عن عملية القتل في كيمنتس". وعلى إثرها طالب الخضر وحزب اليسار باستقالة ماسن. وبعد أسابيع من الانتقادات أحال وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر ماسن على التقاعد المبكر.
ولاية ساكسونيا ومشكلة اليمين المتطرف
ويخشى سياسيون من كل الأحزاب تقريبا اتساع نطاق اليمين المتطرف في ولاية ساكسونيا، فمنذ سنوات يلحق يمينيون متطرفون ومعادون للأجانب الضرر بسمعة الولاية وسكانها الأربعة ملايين. وكان بإمكان " الحركة السرية الاشتراكية القومية" النشاط بشكل سري في ساكسونيا إلى أن تم الكشف عنها عام 2011. وفي عاصمة الولاية درسدن تخرج بانتظام مظاهرات "القوميين الأوروبيين ضد أسلمة الغرب". كما حصلت في 2015 مواجهات بين يمينيين متطرفين والشرطة لمنع إقامة مسكن للاجئين. وفي خريف 2016 حاصرت مجموعة غاضبة من المعادين للأجانب حافلة تقل لاجئين أفرجت عنهم بالشرطة بعد استخدام العنف ضد المهاجمين. وبعد أسابيع منع مشاهدون في بلدة باوتسن أعمال إطفاء حريق نشب في سكن لاجئين. وفي سبتمبر ركز اهتمام الرأي العام مجددا على المدينة عندما حصلت مواجهة بين يمينيين متطرفين ولاجئين. وفي مدينة فرايتال الصغيرة نفذت مجموعة يمينية متطرفة عدة اعتداءات على دور لاجئين وخططت لأخرى إضافية، وصدرت أحكام بالسجن في مارس 2018 على الجناة. وفي ولاية ساكسونيا حصلت في 2017 حسب تقرير المخابرات 1959 جنحة يمينية متطرفة.
كرستين كنيب/ م.أ.م