Europareise von Obama
٣١ مارس ٢٠٠٩غادر الرئيس الأمريكي باراك أوباما الولايات المتحدة اليوم الثلاثاء 31 مارس/آذار متجهاً نحو أوروبا في أول ظهور كبير له على المسرح العالمي، بعد أن قضى أول شهرين من ولايته في البيت الأبيض في محاولة لإنقاذ الاقتصاد الأمريكي. ومع بدء أول رحلة خارجية كبيرة له منذ توليه المنصب الرئاسي في يناير/كانون الثاني، سيحول أوباما تركيزه إلى الاقتصاديات العالمية والدبلوماسية بعد تركيز مكثف على القضايا الداخلية. وسيتوقف أولاً في لندن حيث يشارك يوم الخميس 2 أبريل/نيسان في قمة مجموعة العشرين التي تضم أكبر قوى اقتصادية في العالم، ثم يتوجه بعدها إلى الحدود الفرنسية-الألمانية للمشاركة في قمة حلف شمال الأطلسي قبل أن يزور التشيك وتركيا.
تحدي دولي كبير أمام أوباما
تأتي رحلة أوباما على خلفية الركود العالمي الذي يزداد عمقا، حيث يتوقع القادة الذين سوف يحضرون قمة العشرين في لندن أن تتم الموافقة علي عملية تجديد كبيرة للنظام المالي العالمي بالإضافة إلي اتخاذ خطوات لضمان مزيد من التنسيق بين الحكومات في مواجهه التدهور. وبعد أن اضطر أوباما في بداية عهده إلى خوض معركة ضارية لإخراج بلاده من أسوأ أزمة اقتصادية شهدتها منذ عقود، يواجه الرئيس الأمريكي الجديد اختباراً صعباً لبحث الأزمة الاقتصادية العالمية، من أجل تحرك دولي يسمح باحتواء الأزمة، وفي الوقت نفسه البحث عن توافق يقرب وجهات النظر بين أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية بشأن طبيعة الإجراءات الواجب اتخاذها.
وفي هذا الإطار، نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن ستيفن شريج، من مركز الدراسات الإستراتيجية الدولية قوله إن "الرئيس أوباما لا يواجه أكبر تحدياته فحسب، بل إنه يواجه هذا التحدي للمرة الأولى على مسرح دولي من هذا الطراز". وأضاف: "وهو يقوم بذلك بعد أسابيع قليلة من بدء رئاسته، في وقت لم ينضم بعد إلى فريقه عدد من شخصياته الأساسية وعلى الأخص في وزارة الخزانة. إنه تحد حقيقي له".
سعي إلى التقريب بين وجهتي النظر الأوروبية والأمريكية
ومن جانبه، سعى أوباما قبل القمة إلى تبديد الفكرة القائلة إن الولايات المتحدة الأمريكية تدعو إلى التشديد على إنعاش الاقتصاد أكثر من العمل على ضبط القطاع المالي لمعالجة الأزمة، على عكس أوروبا الداعية إلى إعطاء الأولوية للرقابة والضبط. وفي هذا السياق، قال المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت غيتس: "إن الولايات المتحدة الأمريكية هي بالنسبة لأوروبا ومجموعة العشرين شريك يريد العمل من أجل النجاح في النهوض بالاقتصاد مجدداً وتصحيح أوضاعه، وكذلك من أجل التوصل إلى تشديد نظام الضبط حتى لا نواجه هذه المشكلات مجدداً".
وسيخضع جميع القادة المشاركين في القمة مثل أوباما إلى ضغوط كثيفة لحملهم على اتخاذ إجراءات فورية، فزعماء أوروبا -وعلى رأسهم ميركل- مازالوا متشككين إزاء مسألة تقديم مزيد من الأموال في وقت الركود على أساس أن الإجراءات التي تم اتخاذها سوف تستغرق بعض الوقت حتى تؤتي ثمارها وأن التركيز يجب أن يكون منصبا الآن علي الإصلاح المالي. ولكن قادة الحكومات الذين سوف يشاركون في قمة لندن لا يريدوا أن تفشل القمة في خضم أكبر أزمة مالية في العالم منذ الكساد الكبير. وعلي الأقل، سوف يحرص أوباما علي ألا تنتهي أول خطواته على المسرح الدبلوماسي العالمي بالفشل. ولذلك فانه عوضا عن اتخاذ إجراءات جدية ملموسة في الموازنة للمساعدة في إصلاح الاقتصاد العالمي، فانه من المحتمل أن يبني قادة العالم مواقفهم علي أساس اجتماع وزراء ماليتهم الشهر الحالي ويعلنون ببساطة أنهم سوف يفعلون ما يرونه ضروريا لمواجهة الركود.
فرصة للقاء بقادة الاقتصاديات الكبرى
وبغض النظر عن أن قمة مجموعة العشرين تمثل عهدا جديدا في العلاقات عبر الأطلسي، فإنها سوف تمثل أيضا أول فرصة يحظى بها قادة العالم لمقابلة الرئيس الأمريكي الجديد. ومن المقرر أن يقابل أوباما قادة الصين والهند والمملكة العربية السعودية وهؤلاء القادة يمثلون ثلاثة من الاقتصاديات الناشئة الرئيسية في العالم، بالإضافة إلي الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف. وبعد قمة لندن سوف يغادر أوباما لحضور قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) للاحتفال بالذكري الـ60 لتأسيسه والتي سوف تعقد في ألمانيا وفرنسا، حيث من المقرر أن يقابل هناك المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزى .
وسوف يتوجه أوباما في وقت لاحق إلي براغ لحضور قمة أمريكا والاتحاد الأوروبي وبعدها سوف يتوجه إلي تركيا في ظل آمال البيت الأبيض بأن تؤدي رحلته إلي تنحية العلاقات المشحونة التي نشأت بين واشنطن وأوروبا والعالم الإسلامي في عهد الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش.
(س.ك/ه.ع.ا/د.ب.أ/أ.ف.ب/رويترز)