أوباما يخوض جدلا جديدا بشأن "مسجد قرطبة" في نيويورك
١٥ أغسطس ٢٠١٠دافع الرئيس الأميركي باراك اوباما عن التصريحات، التي أدلى بها أمس بشأن حق المسلمين في بناء مسجد بالقرب من موقع اعتداءات 11 أيلول/سبتمبر في نيويورك، مؤكدا أنها مسالة "قيم" بالنسبة للولايات المتحدة. وكان الرئيس الأميركي قد أثار جدلا كبيرا بتدخله للمرة الأولى في هذا الملف المتفجر عندما انبرى مساء الجمعة للدفاع عن حق المسلمين في إقامة مسجد بالقرب من مركز التجارة العالمي السابق في نيويورك.
وقال الرئيس أوباما أمس السبت: "في هذا البلد نعامل الجميع على قدم المساواة ووفقا للقانون دون أي اعتبار للجنس أو للدين". كما أكد أوباما للصحافيين، الذين يرافقونه في فلوريدا: "لم ولن أتحدث عن مدى صواب اتخاذ القرار ببناء مسجد هناك" بالقرب من موقع برجي مبنى مركز التجارة العالمي اللذين دمرا في اعتداءات 11 أيلول/سبتمبر 2001.
وفي الإطار ذاته قال متحدث باسم البيت الأبيض إن تصريحات اوباما الجديدة لا تمثل تراجعا عن التصريحات، التي أدلى بها خلال حفل الإفطار. فقد قال بيل بورتون للصحفيين في رسالة عبر البريد: "ما قاله الليلة الماضية وأكده اليوم هو أنه إذا كان من الممكن بناء كنيسة أو معبد أو معبد هندوسي في مكان ما فلا يمكن ببساطة حرمان هؤلاء الذين يريدون بناء مسجد من هذا الحق".
جدل كبير في الوليات المتحدة
وينطوي تدخل اوباما على مجازفة سياسية خطيرة مع اقتراب انتخابات التجديد النصفي التشريعية في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، حيث إنه يتعارض مع توجهات غالبية الرأي العام الأميركي. فقد أشار استطلاع للسي.ان.ان واوبينيون ريسرتش نشر مؤخرا إلى أن 68 في المائة من الأميركيين يعارضون بناء هذا المسجد، الذي لا يؤيده سوى 29 في المائة.
كما لم تتوان المعارضة الجمهورية عن استغلال هذه الفرصة، فقد وصف جون بوينر، زعيم الجمهوريين في مجلس النواب الأمريكي، "موافقة" اوباما على بناء المركز قرب موقع الهجمات بأنها "أمر مثير للقلق". كما اتهم ممثل نيويورك في مجلس النواب بيتر كينغ الرئيس بأنه "استسلم لآداب اللياقة".
كما اعتبر أيضا النائب الجمهوري أن المسلمين "يستغلون" حقوقهم و"يسيئون بشكل مجاني" إلى الكثيرين بهذا المشروع. كما قال معارضو المشروع إن بناء هذا المسجد يشكل إهانة لذكرى ضحايا اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر.
أما مركز العلاقات الإسلامية الأميركية المدافع عن الحقوق المدنية للمسلمين ومقره واشنطن فقد أشاد بتدخل اوباما في هذه المسألة. كما يؤكد أنصار المشروع أن "بيت قرطبة"، الاسم الذي يحمله المركز الإسلامي المزمع إنشاؤه، سيساعد على تجاوز الأفكار النمطية المسبقة التي ما زال المسلمون في المدينة يعانون منها منذ اعتداءات 11 أيلول/سبتمبر 2010.
(هــــ.ع/أ.ف.ب/رويترز)
مراجعة: لؤي المدهون