أوروبا "تنتفض" ضد العنصرية وعنف الشرطة
٧ يونيو ٢٠٢٠تعكس الاحتجاجات المستمرة التي انتشرت في أنحاء العالم تصاعد الغضب إزاء العنصرية ومعاملة الشرطة للأقليات وهو الأمر الذي أثاره مقتل الأمريكي الأسود جورج فلويد في مدينة منيابوليس الأمريكية يوم 25 مايو/ أيار بعد أن جثم ضابط شرطة بركبته على رقبته لنحو تسع دقائق.
ففي إيطاليا تجمع عدة آلاف في ساحة دياتسا ديل بوبولو في روما، حيث دعا المتحدثون لنبذ العنصرية في الداخل وفي الولايات المتحدة وأماكن أخرى. وضمن الحشد الذي شارك فيه العديد من المهاجرين الأفارقة في روما، جاء مايكل تايلور المتحدر من بوتسوانا مع عائلته.
وقال لفرانس برس "أنا افريقي أبيض، وأحيانًا أشعر بالخوف والازدراء لمجرد أنني أجنبي. تخيلوا كيف سيكون الأمر لو كنت أسودا". ورأى موريكيبا ساماتي (32 عام)، وهو مهاجر سنغالي، وواحد من عشرات الآلاف الذين وصلوا إلى إيطاليا بعد عبور البحر المتوسط "من الصعب حقا العيش هنا". مضيفا "إنهم يعتقدون أننا كلنا لصوص".
وكانت السفارات الأمريكية هي وجهة الاحتجاجات في أماكن أخرى من أوروبا، حيث تجمع أكثر من 10000 شخص في العاصمة الدنماركية كوبنهاغن، ومئات في بودابست، وآلاف في مدريد اصطفوا في شارع يحرسه أفراد شرطة بمعدات مكافحة الشغب.
وانضم الآلاف من المواطنين البريطانيين إلى المتظاهرين المناهضين للعنصرية ووحشية الشرطة في أنحاء بريطانيا اليوم الأحد (السابع من يونيو/ حزيران 2020)، حيث نزل المحتجون لشوارع العاصمة لندن ومدن رئيسية أخرى لليوم الثاني على التوالي. وتدفقت الحشود التي ارتدت أقنعة الوجه ورفعت لافتات، إلى الشوارع المحيطة بالسفارة الأمريكية في جنوب غربي لندن اليوم الأحد، حسبما ذكرت وكالة برس أسويسييشن البريطانية للأنباء.
وأظهرت الصور التي تم نشرها على شبكات التواصل الاجتماعي مسيرة حاشدة باتجاه داوننغ ستريت، حيث مقر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون. ورفع أحد المتظاهرين في لندن لافتة عليها عبارة "بريطانيا مذنبة أيضا". وكان وزير الصحة البريطاني مات هانكوك قد قال في وقت سابق إن المشاركة في احتجاجات التي دعت إليها حركة (حياة السود مهمة) من شأنها أن تزيد من مخاطر انتشار وباء كورونا.
وفي مدريد تجمع حوالى ثلاثة آلاف شخص، بحسب الشرطة، ظهراً أمام السفارة الأميركية في العاصمة الإسبانية. وندد المتظاهرون من البيض والسود، بوفاة جورج فلويد، وهو أميركي من أصل أفريقي يبلغ 46 عامًا قضى وهو يقول "لا أستطيع التنفس"، ورددوا "لا سلام بدون عدالة" أو "أنتم العنصريون، من هم الإرهابيون".
وقالت لينيزا سيمدو (26 عاما)، وهي مترجمة إسبانية متحدرة من الرأس الأخضر "إن العنصرية لا حدود لها. لقد عشت في الصين والبرتغال والآن في إسبانيا، وقد عانيت في كل بلد من التمييز بسبب لون بشرتي".
وفي برشلونة الواقعة شمال إسبانيا، ضاقت ساحة سانت غاومي، حيث مقر حكومة كاتالونيا الإقليمية، بمئات المتظاهرين الذين يضعون كمامات ملتزمين قواعد التباعد الإجتماعي، رافعين لافتات باللغة الإنكليزية للتنديد بالعنصرية في إسبانيا وأوروبا.
ودعت منظمة جالية السود والأفارقة والمتحدرين من أصل افريقي في إسبانيا للتظاهر في نحو عشر مدن، من بامبلونة في إقليم الباسك إلى جزر الكناري قبالة السواحل الإفريقية.
وجرت مظاهرات أخرى اليوم الاحد في كوبنهاغن وبروكسل وغلاسكو. وامتد السخط الذي أدى إلى تظاهر عشرات الآلاف من الأميركيين بعد وفاة جورج فلويد الذي قضى خلال اعتقاله بسبب ارتكابه جناية صغيرة في 25 أيار/مايو الماضي في مينيابوليس، تدريجياً إلى بلدان عدة في العالم. والسبت جرت مظاهرات في مختلف أنحاء العالم من أستراليا إلى تونس مرورا بألمانيا وفرنسا وبريطانيا، ندد المشاركون فيها بالعنصرية في بلدانهم.
م.أ.م/ أ.ح ( د ب أ، أ ف ب، رويترز )