إدانات دولية لاغتيال بوتو: "يوم أسود للديمقراطية"
٢٨ ديسمبر ٢٠٠٧توالت البيانات الدولية المنددة باغتيال رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة وزعيمة حزب الشعب المعارض بنظير بوتو، حيث أجمعت غالبية العواصم العالمية والمنظمات الدولية والإقليمية على إدانتها واستنكارها للحادث. فقد أدانت كل من ألمانيا والولايات المتحدة وبريطانيا الهند وروسيا وفرنسا والمفوضية الأوروبية والفاتيكان ومعظم الدول العربية والإسلامية وجامعة الدول العربية، وكذلك الأمم المتحدة ومنظمة المؤتمر الإسلامي اغتيال السياسية الباكستانية المخضرمة. ومازالت بيانات الإدانة والاستنكار الدولية وردود الفعل تتوالى.
وكانت بوتو قد لقيت حتفها اليوم الخميس في اعتداء انتحاري أسفر أيضا عن مقتل 20 شخصا وجرح 56، واستهدف تجمع انتخابي في روالبندي قرب العاصمة إسلام أباد، وذلك قبل أسبوعين من الانتخابات التشريعية، وبعيد شهرين على عودتها إلى بلادها من المنفى الاختياري.
ميركل تعرب عن "صدمتها" و "شعورها بالاشمئزاز"
ففي برلين عبرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن "صدمتها" و "شعورها بالاشمئزاز" تجاه اغتيال بوتو، وأدانت ميركل عبر نائب المتحدث باسم حكومتها توماس شتيج الهجوم الانتحاري بأشد لهجة، واصفة إياه بالـ"الهجوم الإرهابي الجبان". وقالت إن هذا الاعتداء يؤكد على ضرورة الاستمرار في محاربة الإرهاب ومساندة من يعانون من ويلاته. من جانبه اعتبر وزير الخارجية الألمانية فرانك فالتر شتاينماير اغتيال بوتو، معتبرا أن "إن العنف لا يمكنه ولا يجوز له أن يصبح وسيلة للسجال السياسي".
بوش يدعو إلى "محاكمة المتطرفين القتلة"
وأدان الرئيس الأمريكي جورج بوش اغتيال زعيمة المعارضة الباكستانية، بوصفه " عملا جبانا"، وقال إن بوتو ضحت بحياتها من اجل الديمقراطية. ودعا بوش إلى محاكمة " المتطرفين القتلة الذين يحاولون تقويض الديمقراطية في باكستان". وفى تصريحاته التي تم إذاعتها ، قال بوش إن بوتو كانت تعلم أن عودتها إلى باكستان تعرض حياتها للخطر، ومع ذلك رفضت أن تسمح "للقتلة بأن يملوا على البلاد المسار الذي تسلكه".
جلسة استثنائية لمجلس الأمن
وأدان أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون " بشدة لهذه الجريمة النكراء"، معربا عن تخوفه من أن يهدد هذا الحادث الاستقرار والعملية الديمقراطية في باكستان. وأضاف في بيان:" إنني اشعر بالصدمة والغضب الشديد من جراء اغتيال بوتو"، كما دعا إلى تقديم الجناة إلى العدالة بأسرع ما يمكن. وكان مجلس الأمن الدولي قد سارع إلى عقد جلسة استثنائية اصد ر في نهايتها بيانا أدان فيه "بأشد العبارات الهجوم الانتحاري الإرهابي الذي شنه متطرفون"، ودعا كل الباكستانيين لممارسة ضبط النفس وصون الاستقرار في البلاد.
إدانات في معظم العواصم العالمية
وأدان رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون اغتيال بوتو بوصفه "عملا وحشيا"، داعيا إلى عدم السماح للمتطرفين بقتل الديمقراطية في البلاد، ومعتبرا إن الذين اغتالوها هم "جبناء يخافون الديمقراطية". وعبر وزير الخارجية الفرنسي بيرنارد كوشنير عن "صدمته الشديدة" وإدانته الاعتداء، داعيا في بيان عن وزارة الخارجية الفرنسية اليوم لـ"وضع استقرار باكستان وديمقراطيته في بؤرة اهتمام المجتمع الدولي". ودان رئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروسو "بشده هذا الهجوم الإرهابي الشرس"، معتبرا في بيان صدر في بروكسل "إنه هجوم على الديمقراطية وعلى باكستان".
وفي موسكو أدان متحدث باسم وزارة الخارجية الروسية "هذا الاعتداء بشدة"، أملا أن تتمكن القيادة في باكستان من اتخاذ التدابير الضرورية لضمان الاستقرار في البلاد". وفي وقت لاحق وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اغتيال بوتو بأنه "عمل بربري من أعمال الإرهاب".
وشجب رئيس الحكومة الإيطالية رومانو برودي "التعصب" الذي أودى بحياة بوتو داعيا إلى "عدم وقف الطريق الصعب نحو السلام". وأعتبر الفاتيكان الهجوم الانتحاري "مأسويا ومروعا" كما نقلت وكالة الأنباء الايطالية انسا عن المتحدث باسم الفاتيكان الأب فريديريكو لومباردي، الذي أضاف قائلا إن "هذا الاعتداء يظهر إلى أي حد من الصعب للغاية إحلال السلام في امة يمزقها العنف إلى هذه الدرجة", معتبرا أن هذا الاعتداء أدى إلى "ابتعاد السلام".