إفريقيا تعلق آمالا كبيرة على الرئيس الأمريكي القادم باراك أوباما
٧ نوفمبر ٢٠٠٨قوبل فوز باراك أوباما بالانتخابات الرئاسية الأمريكية في عدد من دول العالم بترحيب كبير، وفي إفريقيا بفرح عارم وحماس شديد، ذلك أن العديد من الأفارقة يرون في الرئيس الجديد، الذي ينحدر من أم أمريكية وأب إفريقي، على أنه واحد منهم ويُعلقون عليه وعلى سياسته آمالا عريضة. وليس بالغريب أن تكون الفرحة في كينيا، موطن والد باراك أوباما. ففي قرية كوغيلو التي تنحدر منها جدته خرج الناس للرقص في الشوارع. وعمت الفرحة كل أنحاء البلاد إلى درجة أن الرئيس الكيني مواي كيباكي، الذي أعرب عن فخره بأصول الرئيس الأمريكي الجديد الكينية، أعلن يوم الإعلان عن فوز باراك أوباما بالانتخابات، أي السادس من نوفمبر/تشرين الثاني، يوم عطلة وطني.
فرحة إفريقية عارمة وآمال كبيرة
ولم تقتصر الفرحة على الكينيين فحسب، بل شملت مختلف دول القارة السمراء، إذ أعرب عدد من المسئولين عن سعادتهم بفوز أوباما بالانتخابات الأمريكية. وفي هذا السياق اعتبر مفوض شؤون السلام والأمن لدى الإتحاد الإفريقي رامتام لامامرا فوز أوباما بمثابة تطور تاريخي و"نجاح كبير في بلد الإمكانيات التي لا تنضب، الولايات المتحدة". أما الأمين العام للأمم المتحدة السابق والغاني الأصل، كوفي عنان، فقد وصف فوز أوباما بالانتخابات بأنه حدث تاريخي، لم يكن يتوقع أن يشهده خلال حياته. في حين قال الرئيس السنغالي عبدواللاي واده "إن الحدث يعكس ثورة العقليات في الولايات المتحدة".
ومن جهته أعرب الأمين العام للمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا محمد ابن شمباس عن أمله في أن تتلقى القارة السمراء مزيدا من الدعم في كفاحها ضد الفقر ودفع عجلة التنمية المتعثرة خلال فترة رئاسة أوباما مشيرا في هذا الإطار تأثر إفريقيا بأزمة الغذاء والطاقة سلبا بما يحول دون تحقيق الأهداف التنموية وأهداف الألفية التي تسعى الأمم المتحدة إلى تحقيقها. بالإضافة إلى ذلك أعرب شمباس عن أمله في أن تُظهر الحكومة الأمريكية الجديدة تفهما أعمق لمشاكل الأفارقة وأن تعالج مواضيع الفقر والمشاكل التنموية. بيد أنه أكد في نفس الوقت أن ذلك يستوجب إقامة علاقات مبنية على الاحترام المتبادل تعود بالنفع على الطرفين، في إشارة إلى زيادة المساعدات المالية التي وعدت الولايات المتحدة بصرفها في إطار جهودها لدعم التنمية المستدامة في البلدان الإفريقية والتي حددها الأمريكيون رسميا بنسبة 0.7 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي.
ومن ناحيته قال ويلسون آبيكوره، رئيس برنامج معهد الدراسات الأمنية في نيروبي، بأنه يأمل بالدرجة الأولى أن تُولي سياسة أوباما موضوع اجتثاث بؤر الأزمات في إفريقيا اهتماما كبيرا، وأن تعالج الحكومة الأمريكية القادمة موضوع انعدام الأمن والاستقرار، لاسيما في منطقة القرن الإفريقي وأن تبذل جهودا حثيثة من أجل مساعدة الصوماليين على بناء دولة متماسكة.
"أوباما رئيس جميع الأمريكيين وليس لفئة السود فقط"
وعلى صعيد آخر حذر أندرياس ماليه، مدير معهد الدراسات الإفريقية في هامبورغ الألمانية وخبير في الشؤون الإفريقية، من تعليق آمال عريضة على الرئيس الجديد، مشيرا في نفس الوقت إلى أن الولايات المتحدة تواجه حاليا عددا من التحديات، أكبرها الأزمة المالية التي تعصف بالأسواق الأمريكية والعالمية. ويعتقد أندرياس ماليه أن الرئيس الأمريكي المقبل سيركز على معالجة القضايا المحلية على غرار كل الرؤساء الأمريكيين خلال فترة رئاستهم الأولى. ومن جهة أكد ماليه على أن أوباما سوف يبذل كل ما في وسعه على أن يكون رئيسا لكل الأمريكيين وليس لفئة السود فحسب، وعليه فإن الرئيس الإفريقي الأصل سيحاول أن يظهر في صورة رئيس للولايات المتحدة وليس بصورة الرئيس الأسود.
وعلى الرغم من هذه التوقعات الكابحة لآمال الإفريقية، إلا أن مفوض شؤون السلام والأمن لدى الإتحاد الإفريقي لامامرا متأكد بأن فوز باراك أوباما بالانتخابات الرئاسية الأمريكية سيضفي بُعدا جديدا على العلاقات الأمريكية الإفريقية، لافتا في ذات الوقت إلى أن الرئيس المقبل لن يتمكن من تغيير المواقف والسياسة الأمريكية الخارجية بين ليلة وضحاها. ولكنه أعرب عن قناعته بأن الجذور الأفريقية للرئيس ستؤدي إلى مزيد من التقارب في العلاقات بين الولايات المتحدة والقارة السمراء.