إيران تطرد دبلوماسيين ألمانيين وبرلين ترد
١ مارس ٢٠٢٣طردت إيران دبلوماسيَين ألمانيَين معتمدَين في طهرانردا على إجراء مماثل في حق دبلوماسيين إيرانيًين قررت برلين طردهما في (22 فبراير/ شباط 2023) بعد صدور حكم الاعدام على مواطن إيراني-ألماني على ما ذكرت وزارة الخارجية الإيرانية. وأفادت الوزارة في بيان عن "طرد دبلوماسيين ألمانيين لاعتبارهما عنصرين غير مرغوب بهما إثر تدخلات (..) للحكومة الألمانية في الشؤون الداخلية والقضائية" الإيرانية.
من جهتها وصفت وزارة الخارجية الألمانية في بيان الأربعاء قرار إيران طرد اثنين من دبلوماسييها من طهران بأنه "تعسفي وغير مبرر". وقالت الوزارة إن "طردهما تعسفي وغير مبرر، ليس هناك ما يُلامان عليه". جاء قرار إيران ردا على طرد برلين بلوماسيَين إيرانيَين قبل أسبوع بعدما حكمت محكمة في طهران بالإعدام على المعارض الألماني الإيراني جمشيد شارمهد البالغ من العمر 67 عاما. ودافعت برلين في بيانها عن عمل دبلوماسييها المطرودين بالقول "أظهرا قدرًا كبيرًا من الانفتاح والاهتمام والالتزام على الأرض على الرغم من الظروف المتزايدة الصعوبة".
ويذكر أن المستشار الألماني أولاف شولتس ندد بالحكم على جمشد شارمهد ، معتبراً في تغريدة أنه "غير مقبول"، وطالب "النظام الإيراني بالعودة عن قراره"، فيما قالت وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك في بيان "استدعيت القائم بأعمال السفارة الإيرانية. أبلغناه بأننا لن نقبل الانتهاك الجسيم لحقوق مواطن ألماني". وأضافت أنّ "الحكومة اعتبرت موظفين في السفارة الإيرانية في برلين غير مرغوب فيهما وطلبت منهما مغادرة ألمانياعلى الفور"، وطالبت بـ"إجراءات استئناف عادلة وتتماشى مع القانون". إلى ذلك دعت فرنسا الأربعاء طهران إلى "إعادة النظر في حكم الإعدام" الصادر في حق جمشد شارمهد، واصفةً القرار بـ "غير المبرر وغير المقبول إطلاقاً".
ومثل جمشد شارمهد (67 عامًا) أمام محكمة في طهران في شباط / فبراير 2022 حيث اتُهم بالمشاركة في تنفيذ هجوم على مسجد في شيراز (جنوب) أسفر عن مقتل 14 شخصًا في نيسان / أبريل 2008. ووجه إليه القضاء تهمة إقامة اتصالات مع "عملاء مكتب التحقيقات الفدرالي ووكالة الاستخبارات المركزية" الأميركية وبأنه "حاول الاتصال بعملاء الموساد الإسرائيلي". وكانت إيران قد أعلنت في آب / أغسطس 2020 توقيف شارمهد الذي كان مقيمًا حينها في الولايات المتحدة، من خلال "عملية معقّدة"، دون أن تحدّد مكان أو كيفية تنفيذها. أمّا أسرته، فتقول إن أجهزة الأمن الإيرانية اختطفته أثناء عبوره في دبي في العام 2020 وتم نقله قسرًا إلى إيران.
نددت منظمات غير حكومية بالحكم وبينها منظمة العفو الدولية. وقال مدير منظمة "حقوق الإنسان في إيران" غير الحكومية محمود أميري مقدم الثلاثاء "خطفوا جمشد شارمهد والآن يرسلونه إلى الموت بعد محاكمة صورية"، مضيفًا "في الواقع، تهدد الجمهورية الإسلامية ببساطة بقتل رهينة".
وأثارت طهران سلسلة من التنديدات الدولية بعدما أعدمت في كانون الثاني / يناير المسؤول السابق في وزارة الدفاع، الايراني البريطاني، علي رضا أكبري بتهمة التجسس لحساب المملكة المتحدة. ويواجه معارض آخر هو الإيراني السويدي أحمد رضا جلالي أيضًا عقوبة الإعدام. وأوقف رضا جلالي وهو طالب جامعي خلال زيارة إلى إيران في نيسان / أبريل 2016 وحُكم عليه بالإعدام في 2017 بتهمة التجسس لصالح إسرائيل. وتؤكد أسرته أنه ما زال ينتظر تنفيذ حكم الإعدام.
ويأتي حكم الإعدام على جمشيد شارمهد غداة فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات جديدة على إيران، استهدفت وزيرين إيرانيين و30 كيانا ومسؤولاً آخرين الإثنين على خلفية قمع التظاهرات في إيران التي اشعلتها وفاة الشابة الكردية مهسا أميني في 16 أيلول/سبتمبر بعد اعتقالها لدى شرطة الأخلاق.
ح.ز/ ا.ف (أ.ف.ب / رويترز)