اتفاق أمريكي روسي حول الأسلحة الكيماوية السورية
١٤ سبتمبر ٢٠١٣منحت الولايات المتحدة وروسيا مهلة لسوريا حتى منتصف عام 2014 لتدمير أسلحتها الكيماوية أو إزالتها. وخلال محادثاتهما في جنيف السبت (14 سبتمبر/ أيلول 2013)، طالب وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف أيضاً بأن يتواجد مفتشو منظمة حظر الأسلحة الكيماوية بسوريا في موعد لا يتجاوز شهر نوفمبر/ تشرين الثاني 2013.
وقال كيري إنه في حالة عدم التزام سوريا بتنفيذ الاتفاق أو استخدمت أسلحتها الكيماوية مجدداً، فإن مجلس الأمن سينظر في إجراءات بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي يشمل عملاً عسكرياً أو غيره من الأعمال العقابية. وأضاف كيري بعد محادثات مع لافروف في جنيف أنه تم منح سوريا أسبوعاً للكشف عن مخزونها من الأسلحة الكيماوية.
هذا وأعلن مسؤول أمريكي أن الولايات المتحدة تقدر عدد المواقع المرتبطة ببرنامج الأسلحة الكيماوية في سوريا بـ45 موقعاً، وهي متوافقة مع روسيا على تقدير المخزون بألف طن. ولا يزال الاتفاق الأمريكي الروسي بحاجة إلى موافقة منظمة حظر الأسلحة الكيماوية في لاهاي.
من جانبه، أكد لافروف في جنيف أنه "في حال عدم احترام (دمشق) للشروط (في إطار اتفاقية حظر الأسلحة الكيماوية) أو في حال استخدام الأسلحة الكيماوية من أية جهة كانت، فإن مجلس الأمن الدولي سيتخذ تدابير في إطار الفصل السابع" من ميثاق الأمم المتحدة والذي يجيز استخدام القوة. وأضاف لافروف: "هذا لا يعني بالطبع أننا سنصدق أية حالة انتهاك يتم رفعها إلى مجلس الأمن الدولي دون التحقق منها". وشدد لافروف على أن روسيا والولايات المتحدة توصلتا إلى تسوية "في مهلة قياسية" في إطار إيجاد حلول لمشكلات أسلحة الدمار الشامل.
الجيش الحر يرفض وكندا وتركيا تشككان
من ناحيته، رفض الجيش السوري الحر، الذي يشكل مظلة لغالبية مقاتلي المعارضة السورية، الاتفاق الروسي الأميركي حول الأسلحة الكيماوية التي يمتلكها نظام الرئيس بشار الأسد، وذلك بحسب تصريحات لرئيس هيئة أركان الجيش الحر سليم إدريس السبت. وقال إدريس في مؤتمر صحفي عقده في إسطنبول: "نحن في الجيش الحر غير معنيين بتنفيذ أي جزء من الاتفاقية (...) أنا وأخوتي المقاتلون سنستمر في القتال حتى إسقاط النظام. لا نستطيع أن نوافق على هذه المبادرة".
وأشار إدريس إلى أن القوات النظامية بدأت في تحريك بعض أسلحتها الكيماوية إلى لبنان والعراق خلال الأيام القليلة الماضية لتفادي تفتيش محتمل من الأمم المتحدة، مضيفاً أن كتائب المعارضة تعتبر أن الاقتراح الأمريكي الروسي للقضاء على ترسانة الأسلحة الكيماوية لدى الأسد ضربة لانتفاضتها المستمرة منذ عامين ونصف العام من أجل الإطاحة بالأسد.
أما وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، فقد رحب السبت بالاتفاق الأمريكي الروسي في جنيف، معتبراً أنه "تقدم مهم". وسيقوم فابيوس غداً الأحد بزيارة إلى بكين ومن ثم الثلاثاء إلى موسكو لإجراء محادثات تتناول أيضاً الأزمة السورية.
كما أبدى وزيرا خارجية تركيا وكندا أحمد داود أوغلو وجون بيرد السبت في إسطنبول تشكيكهما في عزم دمشق على التخلص من ترسانة أسلحتها الكيماوية. ووصف بيرد مهلة الثلاثين يوماً الواردة في اتفاق حظر الأسلحة الكيماوية لبدء النظام السوري بوضع ترسانة أسلحته الكيماوية تحت إشراف دولي بأنها "عبثية"، وأن "طلب مثل هذه المهلة ليس واقعياً ولا قانونياً".
وذكر داود أوغلو خلال المؤتمر الصحفي مع نظيره الكندي: "فيما نعقد الآن هذا المؤتمر الصحفي، لا يزال طيران النظام السوري يقصف مناطق مختلفة (...) ويقتل مدنيين". واعتبر الوزير التركي أن المبادرة التي أطلقتها روسيا لتفكيك الترسانة الكيماوية السورية "لن تلغي الجرائم المرتكبة في الماضي التي استهدفت نساءاً وأطفالاً وأبرياء"، وحض المجتمع الدولي على "التيقظ في وجه أية رغبة من دمشق لكسب الوقت".
ع.م/ ي.أ (د ب أ ، أ ف ب ، رويترز)