البابا يهاجم "الرأسمالية الجامحة" و"أصنام" المال الجدد
١٦ مايو ٢٠١٣وصف بابا الفاتيكان فرنسيس اليوم الخميس (16 مايو/ أيار) الرأسمالية الجامحة بأنها مخالفة للدين، في الوقت الذي دعا فيه إلى تدخل أكبر للدولة وإدخال إصلاحات مالية " أخلاقية " لضمان توزيع أكثر عدلا للثروات بين الأغنياء والفقراء . ورغم أنه سبق له أن أعرب عن مواقف مماثلة أثناء توليه منصبه السابق كرئيس لاساقفة بوينس ايريس، فان هذا كان أقوى انتقاد من جانب فرنسيس لاقتصاديات السوق الحرة منذ انتخابه بابا للفاتيكان في آذار/مارس الماضي .
وفي كلمة ألقاها أمام سفراء جدد لدى الفاتيكان، أفصح البابا عن حزنه من أن " أغلبية الرجال والنساء في عصرنا مازالوا يمرون يوميا بمواقف تنم عن عدم الأمن " وأشار إلى انه " بينما يزداد دخل الأقلية أضعافا، فان دخل الأغلبية ينهار ".
وقال فرنسيس "إن عدم التوازن هذا ينتج عن الإيديولوجيات التي تؤيد الاستقلال التام للأسواق والمضاربات المالية، وبالتالي تحرم الدول من حق الرقابة من أجل الصالح العام ". كما أدان " استشراء الفساد والتهرب الضريبي الأناني الذي اخذ أبعادا عالمية " وكذلك الجشع " غير المحدود".
وأشار البابا إلى أن الأزمة المالية العالمية مردها إلى "أزمة انتروبولوجية عميقة" مع ظهور "أصنام جدد" هي "شهوة المال وديكتاتورية اقتصاد من دون وجه ولا هدف إنساني حقيقي".
وذكر البابا فرنسيس بان الإنسان في العصر الراهن "تم حصره بواحد فقط من اهتماماته: الاستهلاك، وأسوأ من ذلك، بات الكائن البشري بذاته سلعة استهلاكية بالإمكان استخدامها ثم رميها". وقال رئيس الكنيسة الكاثوليك التي تضم 2ر1 مليار كاثوليكي إن هناك " حاجة إلى إصلاح مالي على أسس أخلاقية "، مشددا على أن ذلك سوف " يقتضي تغييرا شجاعا للنهج من جانب القادة السياسيين ".
وفيما يتعلق بالمسائل المالية، واجه الفاتيكان نفسه انتقادا، نظرا لان البنك الخاص به " مؤسسة الأعمال الدينية " لديه تاريخ مظلم ويواجه تحقيقا في ايطاليا بشأن تورطه في غسل الأموال.
م. أ.م/ع.ج.م (د ب أ، ا ف ب)