هل تكفي التهنئة الإلكترونية بالعيد وتعوض عن زيارة الأحبة؟
١ سبتمبر ٢٠١٧استيقظ أيهم إبراهيم من النوم في اليوم الأول من عيد الأضحى على منبه رسائل "واتس آب" التي تلقاها بمناسبة العيد والتي تجاوزت ثلاثين رسالة منذ الليلة السابقة!
يقول اللاجئ السوري الشاب المقيم في ألمانيا منذ أكثر من سنتين، إنه رد على بعض الرسائل بسرعة ليعود ويكمل نومه، ويضيف لـDWعربية "العيد هنا في ألمانيا هو كأي يوم عادي. يجب علي أن أنام جيداً لأن عملي يبدأ بعد الظهر".
ويرى اللاجئ العشريني الذي يقيم في مدينة كولونيا، أن المباركات الإلكترونية تطغى على الزيارات رغم أن المرء لا يشعر بنكهة العيد إلا عندما يزور أهله وأصحابه ليتشارك معهم لحظات هذه المناسبة الجميلة. ويتابع "أحاول أن أجعل عيدي أجمل في بعض الأحيان بزيارة بعض أقاربي الذين يسكنون في مدينة زيغبورغ القريبة".
هذا لا يحصل مع أيهم فحسب، بل إن العديد من اللاجئين المسلمين في ألمانيا يتلقون رسائل المباركة الإلكترونية على الواتس أب والفيسبوك حتى قبل أسبوع من العيد. ويبدي بعضهم انزعاجهم من انتشار هذه الظاهرة، كالصحفي السوري مكسيم العيسى المقيم في برلين، والذي نشر رأيه "بصراحة" على الفيسبوك.
الخروج من القوقعة الإلكترونية
بعض المسلمين في ألمانيا يحاولون الخروج من هذه "القوقعة الإلكترونية" من خلال تكثيف زياراتهم للأهل والأصدقاء في العيد. كاللاجئة السورية فاطمة الأحمد التي أخذت إجازة من العمل في أيام العيد لتقضيها مع العائلة. التقينا فاطمة بعد صلاة العيد في المسجد المركزي في كولونيا، حيث أتت إلى هناك لتشعر بأجواء العيد. وتقول لـ DW عربية: "أعمل في إحدى الشركات في كولونيا، وقد أخذت إجازة للاستمتاع بالعيد وزيارة الأهل والخروج من القوقعة الإلكترونية التي يعيشها المغتربون هنا". وتضيف أنها أيضاً تتلقى العديد من المباركات الإلكترونية والتي تكون أغلبها على شكل بطاقات معايدة جاهزة أو مقاطع فيديو صغيرة عن طريق الواتس أب والفيسبوك.
المباركة الإلكترونية تسبب الضغط النفسي
وحول ظاهرة المباركات الإلكترونية في العيد وطغيانها على الزيارات العادية، يقول الخبير الاجتماعي الألماني المغربي محمد عسيلة لـ DWعربية، إن هذا النوع من المباركة لا يعوض نهائياً عن الزيارات وتبادل الأحاديث، ولا يخفي في الوقت ذاته أن التواصل الإلكتروني يطغى على العلاقات الاجتماعية في هذا الوقت وخاصة بين المغتربين عن وطنهم.
و عن أسبابها يقول عسيلة: "يلجأ الناس للمباركات الإلكترونية نظراً لسرعة التواصل من خلالها، فيمكن للمرء اختصار المدة التي يحتاج فيها للمباركة، خاصة وأن العديد من المسلمين في ألمانيا قد يكونون على رأس عملهم في العيد".
ولكن الخبير في شؤون الاندماج والذي يقيم في مدينة فوبرتال يؤكد أنه يجب على الناس ألا يجعلوا التهنئة الإلكترونية تطغى على حياتهم، وإن كان لابد منها في بعض الأحيان مع مراعاة الجانب الأخلاقي وعدم إزعاج الآخرين. و يضيف " أحياناً تُرسَل هذه الرسائل في ساعة متأخرة من الليل أو قد ينتظر المرسل رداً سريعاً من المرسل إليه، وإلا فسوف يشعر بنوع من الغبن أو سوء الفهم على أن المرسل إليه لا يريد التواصل معه بسبب عدم الرد على الرسالة بسرعة، الأمر الذي يشكل ضغطاً نفسياً لأحد الجانبين أو كليهما".
وتختم فاطمة حديثها معنا عن العيد، بأنها لا تجيب على جميع الرسائل الكثيرة التي تتلقاها، تجنبا للضغط النفسي وتضيف: "من يتذكرني بالفعل في العيد، سيزورني أو يحاول الاتصال بي شخصيا على الأقل".