السباح أسامة الملولي ينال جائزة أفضل رياضي عربي
٢٢ ديسمبر ٢٠١١توج السباح التونسي أسامة الملولي البالغ من العمر 27 عاماً الخميس (22 ديسمبر/ كانون الأول 2011) بجائزة أفضل رياضي في الدورة الثانية عشرة للألعاب العربية، التي تستضيفها قطر حالياً. وتسلم الملولي الجائزة، التي يبلغ قدرها 70 ألف دولار، من الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني، رئيس اللجنة العليا المنظمة للألعاب العربية. واختير "القرش" التونسي بناء على عدة معايير، أولها إنجازاته التي لم يستطع أي رياضي آخر تحقيقها في تاريخ الدورات العربية منذ انطلاقها عام 1953 في الإسكندرية، بالإضافة إلى معايير تتعلق بالمهارة والانضباط والأخلاق.
13 ذهبية من 14 سباق
وحصل الملولي على 13 ميدالية ذهبية في 14 سباقاً، ومن المنتظر أن يشارك اليوم في سباقين اثنين أيضاً. ويعود عدم فوزه في السباق الوحيد إلى استبعاده من نهائي 100 متر صدراً، لتجاوزه المسافة المسموح بها دولياً تحت الماء، وهي 15 متراً. وإضافة إلى القيمة المعنوية والمادية للجائزة، سيحصل الملولي على خمسة آلاف دولار عن كل ذهبية نالها، أي ما يتراوح بين 65 و75 ألفاً.
يذكر أن الملولي كان قد اختير أفضل رياضي في تونس لعامي 2003 و2004 على التوالي. كما منح لقب أفضل سباح في إفريقيا عام 2008. ويحظى الملولي بشعبية كبيرة في مجمع حمد للسباحة في الدوحة، إذ بمجرد ظهوره تنطلق هتافات الجماهير التونسية التي تسانده بقوة. وعبر الملولي، الذي أهدى أولى ميدالياته في السباحة يوم السبت الماضي إلى "شهداء الثورة التونسية"، عن أمله في إحراز المزيد في السباقات الثلاثة التي سيخوضها، لتحقيق رقم قياسي من حصيلة الميداليات في الألعاب العربية.
من مسابح المرسى التونسية إلى بطل عالمي
وبدأت مواهب الملولي، المولود في 16 فبراير/ شباط 1984، تتجلى في مسبح المرسى التونسي، الذي أعده نادي كليشي الفرنسي أفضل إعداد. وبرزت موهبته بشكل خاص في الدورة العربية العاشرة في الجزائر عام 2004، بعد عام واحد من أول برونزية له في بطولة العالم 2003 في برشلونة.
آنذاك اختير الشاب التونسي كأفضل رياضي في "الأولمبياد" العربي، بعد إحرازه 6 ذهبيات و4 فضيات وبرونزية، قبل أن يتألق في بطولة العالم داخل حوض صغير في مدينة إنديانابوليس الأمريكية في العام ذاته ويحرز ميداليتين، الأولى ذهبية في سباق 400 متر متنوعة، والثانية برونزية في سباق 200 متر متنوعة، فضلاً عن حلوله في المركز الرابع في نهائي سباق 1500 متر حرة.
وكان الملولي على موعد مع الذهب بعد عام أيضاً، في دورة المتوسط عام 2005 في ألميريا، حيث نال 3 ذهبيات قبل أن يتم اتهامه بتعاط المنشطات. لكنه أكد آنذاك براءته من هذه التهمة، وأوضح أنه تناول مادة "أمفيتامين" لكي تساعده على البقاء متيقظاً طوال الليل أثناء تحضيره لدراسة جامعية. وخرج الملولي من فضيحة المنشطات أكثر إرادة وتصميماً، وركز على المسافات الطويلة في المنتديات واللقاءات العالمية، فأصبح متخصصاً في سباق 1500 متر تحديداً، مضيفاً الذهب إلى الأولمبية الأولى لبلاده منذ 40 عاماً، والثانية في تاريخ مشاركاتها الأولمبية، بعد ذهبية العداء محمد القمودي في أولمبياد 1968 في مكسيكو سيتي.
"فيلبس العرب" وتألق متواصل
وفرض الملولي نجوميته المطلقة في النسخة السادسة عشرة من دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط عام 2009 في مدينة بيسكارا الإيطالية، بعد إحرازه خمس ميداليات ذهبية وتحقيق خمسة أرقام قياسية، في إنجاز غير مسبوق في تاريخ الدورات المتوسطية. ودخل أسامة الملولي تاريخ دورات المتوسط من بابه العريض، بعدما جمع حتى الآن ثماني ذهبيات في النسختين الأخيرتين، ليسجل اسمه على لائحة نادي رياضيي النخبة في هذه الدورة. وبات يطلق على الملولي لقب "فيلبس العرب"، في إشارة إلى البطل العالمي والأولمبي الأمريكي مايكل فيلبس، صاحب الرقم القياسي في عدد الميداليات الذهبية في دورة أولمبية (ثماني ذهبيات في بكين).
وعزا الملولي هذه النتائج الكبيرة التي حققها إلى "العمل المتواصل والتدريبات الجدية"، مضيفاً أنه احتفل "كما يجب بالتتويج الأولمبي (ذهبية 1500 متر أولمبياد بكين)، ومباشرة بعد ذلك عملت بتركيز كبير للحفاظ على هدوئي وبرودة أعصابي، واستأنفت التدريبات للموسم الجديد واضعاً بطولة العالم في روما (عام 2009) كهدف أساسي لتحقيق المزيد من النتائج الجيدة". وخلال ظهوره في أحواض دورة الألعاب العربية، أمتع الملولي كل من شاهده، وسجل عدة أرقام تؤهله للمشاركة في أولمبياد عام 2012 التي ستقام في لندن، بعضها بشكل مباشر والآخر بشكل يحتاج إلى تأكيد الاتحاد الدولي في يونيو/ حزيران المقبل.
(ش.ع / د.ب.أ / أ.ف.ب / رويترز)
مراجعة: ياسر أبو معيلق