الشحن الجوي وكيفية تأمينه مستقبلاً في ألمانيا
٢ نوفمبر ٢٠١٠قبل ثلاث ساعات من إقلاع طائرة الشحن MD11 التابعة للخطوط الجوية الألمانية (لوفتهانزا) من مطار كولن/بون الدولي، تبدأ حمولة الطائرة في التحرك باتجاهها عبر بوابة مطاطية تفتح بإيقاع منتظم، تفصل الطائرة عن صالة تخزين البضائع الرئيسية. على جانبي الطائرة تصطف عربات نقل صغيرة تجرّ عدة أقفاص من الألمنيوم.
النقل الجوي: دقة وسرعة
وفي ذات الوقت يتوجه الطيار تيم هولديرر إلى طائرته، ويوضح أن "الطائرة حطت هنا من الشارقة في الإمارات العربية المتحدة بعد رحلة استمرت ست ساعات ... البضائع ذات الأهمية القصوى يستغرق تحميلها على الطائرة دقائق معدودة. أما تلك ذات الأهمية العادية فتستغرق وقتاً أطول بقليل".
هذا المشهد يعطي وصفاً دقيقاً لقطاع النقل الجوي، الذي تعد أهم مميزاته السرعة والدقة. وبالرغم من أن أسطول طائرات الشحن التابع لشركة لوفتهانزا يتألف من حوالي 17 طائرة، وهو رقم ضئيل، إلا أن هذا العدد ليس مستغرباً، إذا ما علمنا أن لوفتهانزا تنقل حوالي 50 بالمائة من حمولتها على متن طائرات الركاب العادية. لكن حادث اكتشاف طرود مفخخة على متن إحدى طائرات الشحن المتجهة إلى الولايات المتحدة الأمريكية قد يعرض هذه الطريقة الفعالة في النقل للخطر، إذ إن الثغرات الأمنية في قطاع الشحن الجوي قد تعرّض ركاب الطائرات للخطر أيضاً.
وفي السياق نفسه يقول مدير العمليات اللوجستية في المطار الألماني، أندرياس يانكه، مطمئناً: "لدينا حس أمني عال، فنحن نستخدم ما يعرف بالمركز الأمني، وهو يختص بفحص حمولة الطائرات باستخدام عدة وسائل تقنية، ما يساهم في إحباط أي هجمات إرهابية محتملة". وبالإضافة إلى هذا الفحص الأمني، فإن مسؤول التحميل يقوم شخصياً بالتدقيق في الملصق الخاص بالحمولة والتأكد من مطابقته للمعلومات التي بحوزته.
قانون أوروبي لتوزيع المسؤولية الأمنية
كل ما يصل المطار من بضائع ليتم نقلها إلى أنحاء العالم يتم استقباله من قبل الطاقم الأرضي، الذي يتولى عملية تجهيز ما ترسله شركات الخدمات اللوجستية لنقله بالطائرة، سواء أكان بحجم كرة التنس أو معدات ثقيلة تقترب في حجمها من حجم منزل بأكمله. وبمجرد أن تدخل الشحنة جوف الطائرة، يتم تثبيتها إلكترونياً عن طريق مشابك لمنعها من الانزلاق أثناء الطيران.
وفي السابق كانت خطوط الطيران التي تنقل الشحنات مسؤولة عن عملية التدقيق الأمني، إلا أن قانوناً أوروبياً جديداً سيدخل حيز التنفيذ عام 2013 سيلزم شركات الخدمات اللوجستية أيضاً باستحداث برنامج أمني للحماية من الهجمات الإرهابية، وخصوصاً عند قدوم هذه الشحنات من مطارات غير آمنة مثل اليمن على سبيل المثال.
وبالعودة إلى طائرة لوفتهانزا للشحن، يقول قائدها تيم هولديرر إن وجهة طائرته الأولى ستكون نيودلهي في الهند، ومن ثم إلى مدينة كانتون بمقاطعة غوانغشو الصينية، انتهاء بمدينة كرازنويارسك في سيبيريا، حيث تتوقف الطائرة للتزود بالوقود مجدداً.
وستتطلب الطرق الجديدة لتأمين طائرات الشحن الجوي مزيداً من الاستثمارات والوظائف، أو على الأرجح تشديد الإجراءات الأمنية المتبعة في منطقة تحميل البضائع، وهو ما قد يؤدي إلى تباطؤ التجارة العالمية وحركة الملاحة الجوية بشكل عام.
ريشارد فوكس/ ياسر أبو معيلق
مراجعة: عارف جابو