طيران الإمارات ينافس لوفتهانزا للتوسع في العالم
٢٠ يوليو ٢٠١٠في وقت لا يزال ميزان التبادل التجاري بين ألمانيا والإمارات العربية المتحدة يميل بفارق كبير، ومنذ سنوات عديدة، لصالح الاقتصاد الألماني (6.106 مليارات يورو صادرات ألمانية مقابل 466 مليون يورو واردات) تجهد شركة طيران الإمارات "إميريتس إيرلاينز" لتصبح إحدى أكبر وأقوى شركات الطيران في العالم، وتضغط في هذا الإطار على المسؤولين الألمان للحصول على حقوق الهبوط في مدن ألمانية إضافية. ويفتح هذا التطور المنتظر الباب واسعا أمام الشركة الإماراتية لمنافسة شركة الطيران الألمانية الضخمة "لوفتهانزا".
حلم "إيميرتس" يتحول إلى حلم مزعج ل "لوفتهانزا"
وفي تقرير احتل الصفحة الأولى من صحيفة "هاندلسبلات" الاقتصادية الألمانية تحت عنوان "الحلم العربي" ذكرت الصحيفة أن شركة الطيران الإماراتية تسعى لتصبح الرقم الأول بين شركات الطيران في العالم بعد أن اشترت خلال الشهرين الأخيرين 62 طائرة حديثة: 32 طائرة إيرباص أ 380 الضخمة في معرض برلين للطيران بقيمة تبلغ 11.5 مليار دولار، و 30 طائرة بوينغ 777 في معرض فارنبورو البريطاني الذي افتتح بالأمس بقيمة تصل إلى 9.1 مليارات دولار. وقالت الصحيفة إن الحلم العربي "بدأ يتحول إلى حلم مزعج" لشركة "لوفتهانزا" الألمانية التي لم تتمكن بسبب النقص في احتياطيها المالي من شراء أي طائرة في معرضي برلين وفارنبورو.
وأضافت أنه حتى ولو لا تزال "لوفتهانزا" تتفوق بنحو ثلاثة أضعاف على "إيميرتس"، إن بعدد الركاب أو بالدخل، إلا أن الأخيرة تمكّنت من تجاوز الشركة الألمانية بصورة جلية في رحلات المسافات الطويلة في العالم. وفي الوقت الذي أعلنت الشركة الألمانية عن تسجيل خسائر في عام 2009 أعلنت "إيميرتس" عن تحقيق ربح من 691 مليون يورو جعلها الأولى في العالم من حيث الأرباح المحققة.
لكن رئيس فرع الشركة في ألمانيا أندريه باركر قللّ في حديث مع "دويتشه فيلّه" من شأن كلام الصحيفة مؤكدا في المقابل أن الشركة الإمارتية تسعى للتوسع استراتيجيا في الداخل والخارج. وأضاف: "هذا كلامهم هم، ونحن لم ندّع أبدا أننا نسعى لنصبح الرقم الأول في العالم، ولكننا ننمو بالفعل بصورة استراتيجية، وبكل حذر، وأعود بك إلى نقطة هامة وهي أن لدى لوفتهانزا 700 طائرة فيما لدينا 150 طائرة واشترينا أخيرا مجموعة من الطائرات الجديدة".
"الشركة الإمارتية ستصبح دون شك التحدي الأكبر في العالم"
وذكر خبراء الطيران أنهم ينتظرون خلال السنوات العشر المقبلة أن يتضاعف عدد طائرات اسطول "إيميرتس" للرحلات الطويلة ليصبح أكبر من اسطولي منافستيها "بريتيش إيرويز" و "لوفتهانزا" معا. وقال الخبير مارك لابيدوس العامل في شركة تمويل الطيران "دوريك أسّه فينانس" للصحيفة إن الشركة الإماراتية "ستصبح دون أدنى شك التحدي الأكبر لكل شركات الطيران الأخرى".
وتسمح وزارة المواصلات الألمانية لشركة "إيميرتس" حتى الآن بالطيران إلى أربع وجهات في ألمانيا هي فرانكفورت وميونيخ ودوسلدورف وهامبورغ، لكن الشركة تطالب حاليا بالسماح لها في الهبوط في مطارين آخرين كبيرين على الأقل هما برلين ودوسلدورف علما أن الحكومة الألمانية ترفض ذلك حتى الآن. ولكن أمام شراء الإمارات 32 طائرة "إيرباص" بمبلغ ضخم سيكون من الصعب على الوزارة مواصلة صدّ رغبات المنافس العربي.
وزير المواصلات يظهر انفتاحا ومسؤول "إيميرتس" متفائل
ولذلك أظهر وزير المواصلات الاتحادي بيتر رامزاور في حديث مع "هاندلسبلات" انفتاحا جديدا شكّل إنذارا لموقع شركة "لوفتهانزا". وقال للصحيفة دون ذكر برلين ودوسلدورف بالاسم: "نحن ندرس الرغبات الفردية بصورة جدّية وبدقة كبيرة" لافتا إلى أن صفقة الطائرات التي تمت "لا تفرض الحصول على حقوق جديدة" في الهبوط في المطارات الألمانية. وشدّد على أنه يحق للشركة الإماراتية حاليا الهبوط في المطارات الأربع المذكورة كما تشاء ودون تحديد لعدد الرحلات.
وعن "خطر" سيطرتها على خطوط الرحلات إلى فرانكفورت وميونيخ أوضح رامزاور أن المواصلات الجوية تنمو بسرعة حسب تأكيد الخبراء، "ولذلك لا أرى ضرورة لتضخيم أي خطر ممكن". وإزاء المنافسة الدولية المتنامية قال وزير المواصلات إن قطاع الطيران الألماني "يلعب دورا ممتازا في العولمة، وعلينا بالتالي السهر على مصالحنا والدفاع عنها في مجالي نقل الركاب والبضائع، وإلا فانها ستنتقل على المدى الطويل إلى دول الخليج".
ومن جانبه أعرب رئيس فرع الشركة الإماراتية باركر عن تفاؤله بحصول شركته على حقوق هبوط أضافية في ألمانيا متنبأ بأن "أيام وضع الحكومات يد الحماية والدعم على شركات الطيران فيها ستنتهي قريبا" مضيفا أن الماضي أثبت بأن شركات الطيران المحتاجة إلى حماية تصبح غير فعالة. وإذ شدّد على أن "إيميرتس" تعمل من أجل أن تصبح محور المواصلات في العالم لاحظ "أن موقع الإمارات في وسط العالم، وإمكانية ربط العالم ببعضه عبر دبي، وتحفيز النمو في البرازيل أو في آسيا أمور تزيد الثقة في أنفسنا".
الكاتب: اسكندر الديك
مراجعة: منى صالح