الصحة محور العام العلمي 2011 في ألمانيا
٤ يناير ٢٠١١يعد برج البريد، البوست تاور، في مدينة بون أعجوبة فيما يخص توفير الطاقة. يصل ارتفاع هذا البرج الذي يوجد فيه مكاتب المؤسسة اللوجستية للبريد الألماني" دي إتش إل" إلى 160 متراً وهو أول مبنى يعمل بما يعرف بالتكييف السلبي، وهذا يعني أن زجاج البرج يُدخل الهواء المنعش إلى المبني في الصيف بحيث يمكن الاستغناء عن مكيفات تبريد الهواء، ويمنع الهواء الدافئ من مغادرة المبنى في الشتاء، الأمر الذي يوفر في مصاريف التدفئة.
العلوم للجميع
برج البريد هو أحد النماذج الناجحة لتوفير الطاقة. ولنشر المزيد من الوعي عن توفير الطاقة أعلنت وزارة التعليم والأبحاث الاتحادية بالتعاون مع مؤسسة "العلوم في الحوار" أن عام 2010 هو العام العلمي لمستقبل الطاقة. وتقول مديرة مشروع العام العلمي هيلغا أبلينغ عن الهدف من مبادرة العام العلمي "نريد بالأخص إثارة اهتمام الأطفال والشباب". تنظم وزارة التعليم والأبحاث الاتحادية منذ عام 2000 العام العلمي. وعلى عكس الأعوام الماضية التي تناولت الوزارة خلالها مجالات خاصة أو علماء مشهورين، يتناول محور هذا العام ولأول مرة، موضوعا مستقبليا يضم العديد من المجالات.
وقد تم في العام الماضي مناقشة العديد من الأسئلة في ورشات تحدثت عن البيئة وقدمت عروضا لأفلام علمية بالمدارس وندوات كثيرة مثل" كيف يستطيع المرء حماية البيئة؟" و "هل من الممكن استخدام الشمس و الرياح بشكل أفضل لتوليد الطاقة؟".
جذب الشباب والأطفال
ولأن مجال الطاقة سوف يعمل فيه حسب تقارير الوزارة أكثر من نصف مليون شخص، يحاول المشروع جذب انتباه التلاميذ والطلاب الجامعيين.
ولاحظت هيلغا أبلينغ اهتمام طلاب الجامعة الشديد بالمواضيع التي تخص الطاقة. ولهذا فهي مهتمة بدعم الدراسة الجامعية في مجال " تكنولوجيا الطاقة والبيئة" أو "أنظمة إعادة استخدام الطاقة".
توجد مسابقة طلابية لبرنامج العام العلمي لسنة 2010 باسم "الطاقة لجلب الأفكار" ضمن المسابقات التي تعقد منذ عام 2007. وكان هدف مسابقة العام الماضي إيجاد الأفكار لتوضيح مجال علوم الطاقة والدور الذي من الممكن أن يلعبه الفرد لدعم مستقبل الطاقة. وقد فازت المجموعات الثلاث عشرة ب10000 يورو لتستطيع تمويل برامجها في المدارس.
2011 عام الأبحاث من أجل الصحة
من ناحية أخري ستعقد هذا العام مسابقة تحت عنوان "ما الذي يبقينا في صحة جيدة؟". يستطيع جميع طلاب الجامعات الألمانية تقديم مقترحاتهم وأفكارهم حتى الرابع والعشرين من شباط فبراير المقبل. ويتم إيضاح دور الجامعات في الأبحاث العلمية التي تخص مجال الصحة.
وتقول أنغيلا ليندنر، مديرة البحث العلمي في مجال الصحة بوزارة العلوم والأبحاث، إن تلك المسابقة لا تخاطب طلاب كليات الطب وعلم الأحياء فقط، بل إن طلاب كلية الحقوق مثلاً يدرسون أيضاً النقاط القانونية والأخلاقية لإجراء العمليات الجراحية المعقدة.
وبخلاف العام الماضي، سيضع المنظمون لهذا المشروع موضوعاً جديداً كل شهر للبحث العلمي، لضمان تنوع المواضيع من" أهمية الحركة" إلى "مشاكل الدورة الدموية" و" الأمراض المهملة في الغرب". وتشرح ليندنر قائلة المقصود بالأمراض المهملة وتقول "هي الأمراض الغير منتشرة في الغرب كالأمراض الطفيلية وآثارها، وبالتالي لا يتم تناولها كثيراً في الأبحاث الغربية".
تعاون مع المؤسسات غير الجامعية
ولدعم تعاون الجامعات مع المستشفيات وبالتالي مع المرضى أيضاً لإجراء الأبحاث، سيتم إنشاء ستة مراكز جديدة للأبحاث الصحية خلال عام 2011- الأمر الذي سينعكس إيجابياً علي طلاب الجامعات لأنهم سيستطيعون من خلال تلك المراكز التواصل مع الباحثين الذين لا يعملون في الجامعات. بالإضافة إلي هذا ستتيح تلك المراكز للطلاب فرصة استخدام المختبرات والأجهزة غير الموجودة أحياناً في الجامعات.
وكما في كل عام، يهتم المشروع بمخاطبة العامة من خلال عروض مسرحية مثلاً. والمبهر أنه توجد أيضا ً سفينة علمية عائمة تجول ثلاثين مدينة ألمانية لعرض كل ما يخص مجال الأبحاث والصحة.
سفنيا أوينج / منى حفني
مراجعة: عبد الرحمن عثمان