العاهل السعودي والرئيس السوري يدعوان اللبنانيين إلى نبذ العنف
٣٠ يوليو ٢٠١٠بدأ العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس السوري بشار الأسد اليوم الجمعة (30 يوليو/ تموز) زيارة إلى لبنان في مسعى لتهدئة التوتر الذي يسود البلاد بخصوص المحكمة الدولية التي يعتقد أنها قد توجه اتهامات لعناصر تابعة لحزب الله اللبناني في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري. وكان الأمين العام للحزب حسن نصر الله قد أكد في وقت سابق أنه سيرفض أي قرار للمحكمة يضع الحزب الشيعي في دائرة الاتهام، معتبرا أن ذلك قد يشكل تهديدا للسلم الأهلي في لبنان.
ودعا الزعيمان السعودي والسوري في بيان مشترك إلى "أهمية الالتزام بعدم اللجوء إلى العنف وتغليب مصلحة لبنان العليا على أي مصلحة فئوية"، وأكدا ضرورة "الاحتكام إلى الشرعية والمؤسسات الدستورية والى حكومة الوحدة الوطنية لحل الخلافات". ويرى المراقبون أن المصالحة اللبنانية الداخلية في حاجة لمحور الرياض دمشق باعتبار أن حزب الله الشيعي تدعمه سوريا وإيران، فيما يعتبر رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري حليفا للسعودية.
زيارة لدعم استقرار لبنان
وكان الملك عبد الله والرئيس بشار الأسد قد وصلا على متن طائرة سعودية ملكية آتية من دمشق إلى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، وكانت في استقبالهم كبار القيادات اللبنانية وعلى رأسهم الرئيس ميشال سليمان ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة سعد الحريري وعدد من الوزراء والنواب والشخصيات السياسية والأمنية والدبلوماسية. وبعد ذلك تم التوجه إلى القصر الرئاسي في بعبدا، حيث اجتمعا مع سليمان لنحو ربع ساعة قبل أن ينضم إليهما نبيه بري وسعد الحريري، بينما دعي إلى مأدبة الغداء وزراء حكومة الوحدة الوطنية التي تضم أيضا وزيرين من حزب الله. وذكرت مصادر مطلعة أن العاهل السعودي سيزور مقر رئيس الحكومة في وسط بيروت، حيث سيعقد لقاء مع ممثلي الطوائف في لبنان، فيما لم يتأكد إذا ما سينضم الرئيس بشار الأسد إلى هذا الاجتماع.
يشار إلى أن زيارة الأسد إلى لبنان هي الأولى من نوعها منذ اغتيال رفيق الحريري، وهو الحادث الذي أدى إلى انهيار العلاقات بين دمشق وبيروت وانسحاب الجيش السوري من لبنان عام 2005، فيما وجهت تقارير أصدرتها لجنة التحقيق الدولية أصابع الاتهام إلى سوريا في عملية الاغتيال، إلا أن دمشق نفت أي تورط لها. و منذ عام 2008 بدأت العلاقات في التحسن بين البلدين، وتوج التقارب بين دمشق وبيروت بإقامة علاقات دبلوماسية للمرة الأولى. كما قام رئيس الوزراء اللبناني الحالي سعد الحريري ونجل رفيق الحريري بأربع زيارات لدمشق منذ توليه مهامه في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.
ح.ز (أ.ف.ب/ رويترز)
مراجعة: هشام العدم