حراك دبلوماسي سعودي لحماية لبنان وكسر تحالف دمشق وطهران
٣٠ يوليو ٢٠١٠تحاول المملكة العربية السعودية في الآونة الأخيرة استعادة دورها كلاعب مهم في منطقة الشرق الأوسط، إذ تسعى من خلال تحركاتها في المنطقة لإعادة العلاقات السورية اللبنانية إلى مسارها الطبيعي وكذلك إحراز تقدم في مساعيها الرامية لإضعاف التحالف السوري الإيراني.
وحول فرص نجاح الدبلوماسية السعودي ة في التأثير على الموقف السوري إزاء عدد من القضايا الإقليمية يرى الخبير الألماني في شؤون الشرق الأوسط شتيفان بوخن أن المملكة لديها تأثير سياسي محدود على سوريا، بالرغم من استثماراتها الاقتصادية الكبيرة هناك. كما أشار إلى أن الدبلوماسية السعودية "تهدف إلى إضعاف تحالف دمشق مع طهران وحزب الله الذي ينظر إلى السعودية كعدو في لبنان"، خصوصاً في ظل دعم المملكة لتيار المستقبل بزعامة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري.
كسر التحالف السوري الإيراني؟
وفي ظل هذه الجهود يقوم الرئيس السوري بشار الأسد اليوم الجمعة (30 يوليو/ تموز) بصحبة العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز بزيارة إلى لبنان وصفت بالتاريخية. ويتوقع أن تناقش الزيارة التي تعتبر الأولى منذ عام 2002 سبل تدعيم العلاقات بين دمشق وبيروت التي بدأت تتحسن تدريجيا منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما في العام 2008 والتي تضررت إثر اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري.
ومن جهته يعتقد المحلل السياسي وسفير لبنان السابق في واشنطن، رياض طبارة في حديثه لدويتشه فيله أن السعودية بوسعها إقناع دمشق بالتخلي عن تحالفها الاستراتيجي مع إيران لصالح تعاون لبناني-سعودي-مصري مشترك في المنطقة، موظفة في ذلك ثقلها الاقتصادي والإقليمي والدولي. ويضيف الدبلوماسي السابق أن "السعودية قادرة على بحث هذه المسألة (التحالف السوري الإيراني) بشكل أخوي وجدي أكثر من أمريكا، فهو موضوع تهتم به منذ مدة كونه يصب في مصلحة تهدئة الأمور". وفي هذا السياق ألمح مسؤولون سعوديون إلى إمكانية تقديم المملكة مساعدات مالية لسوريا في حال مراجعتها لعلاقاتها مع إيران لصالح مزيد من التنسيق مع الدول العربية.
احتواء التوتر في لبنان
كما يعول اللبنانيون على دور سوري إيجابي في بلادهم التي تشهد أزمة داخلية متصاعدة، لاسيما بعد خطاب الأمين العام الأخير لحزب الله حسن نصر الله الذي قال فيه إن المحكمة الدولية المكلفة بالتحقيق في اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري قد توجه أصابع الاتهام إلى عناصر من حزب الله وصفت "بغير المنضبطة".
وفيما يتعلق بتطلعات اللبنانيين للدور السعودي في بلادهم يرى المحلل طبارة أن الدور السعودي يحظى بقبول معظم الأطراف في لبنان وهو ما قد يسهل مهمة تخفيف التوتر الناجم عن قرارات المحكمة الدولية المقبلة. في حين يرى المحلل الألماني شتيفان بوخن أن السعودية لا تزال غير مناسبة للعب دور الوسيط في لبنان، مؤكداً أن دعمها لتيار المستقبل يجعل من السعودية "طرفاً في الصراع داخل لبنان، وبالتالي لن تلعب دور الوسيط في هذا البلد. أعتقد أن قادة حزب الله لا يثقون بالدبلوماسية السعودية وسيتحفظون على الدور السعودي في المنطقة".
ياسر أبو معيلق
مراجعة: هشام العدم