301109 Klimawandel Erdpole
٨ ديسمبر ٢٠٠٩مازالت الثروات المعدنية المفترض وجودها في أعماق الأرض في القطب الشمالي مختفية تحت الثلوج التي طالما غطت تلك المنطقة. لكن كلما ذابت الأغطية الجليدية، كلما زاد الأمل في التمكن من استخراج تلك الثروات. وحسب توقعات العلماء الأمريكيين، فإن ربع مخزون الأرض من النفط والغاز الطبيعي يقبع في الأعماق تحت سلسلة لومونوسوف الجبلية المغمورة بالمياه، والواقعة بين منطقتي جرينلاند وشرق سيبيريا.
لكن هيرمان رودولف كودراس، الذي عمل لسنوات طويلة في المؤسسة الاتحادية للعلوم الجيولوجية والمواد الخام في هانوفر، ينظر لهذه التوقعات بتشكك قائلاً " أعتقد أن الآمال المعلقة على الثروة المعدنية الموجودة في منطقة الأركتيك أكبر مما يجب. في منطقة الحدود بين روسيا وكندا والولايات المتحدة الأمريكية التي تبلغ حوالي مائتي ميلاً بحرياً، هناك بالتأكيد ثروات معدنية كالغاز الطبيعي والنفط. لكن ما الذي يوجد شمال تلك المنطقة ووصولاً إلى القطب الشمالي، هذا أمر غير مؤكد".
الاستثمار في تلك المنطقة سيصبح مكلفاً جداً
من ناحية أخرى يعتقد العالم الألماني أنه بينما يعتبر وجود الحديد الخام والفحم في تلك المنطقة أمراً شبه مؤكد، فلا يوجد دليل على وجود ثروات معدنية أخرى كالنحاس والبلاتين والذهب والفضة. دليل وجود تلك الثروات يكمن في رأيه فقط في إتمام عمليات الحفر هناك وهو أمر مكلف للغاية. وهذه هي المشكلة التي تعاني منها البلدان التي تسعى إلى السيطرة على تلك المنطقة واستخراج الثروات الكامنة فيها، حسبما يؤكد أيضاً كريستيان رايشرت من المؤسسة الاتحادية للعلوم الجيولوجية والمواد الخام.
ويشير رايشرت إلى أن عمق المياه في تلك المنطقة، والذي يصل إلى نحو أربعة آلاف متراً يعد تجربة جديدة لم يخضها الإنسان بعد. ويضيف بالقول "هناك سؤال هام علينا طرحه، وهو إلى أي عمق يجب علينا أن نحفر حتى نصل إلى تلك الثروات؟ فالحفر لأعماق كبيرة مكلف جداً، وهو ما سيترتب عليه أيضاً ارتفاع الأسعار بالنسبة للمستهلك حتى يصبح البحث عن تلك الثروات مجدياً بالنسبة للشركات المستثمرة. فالمستثمر يبحث في نهاية الأمر عن تحقيق مكاسب".
تصاعد حدة التنافس
ورغم كل تلك المصاعب التي تنتظر المنقبين عن تلك الثروات، ورغم عدم الثقة من وجود ثروات معدنية في تلك الأعماق، إلا أن البلدان المتاخمة لتلك المنطقة تتربص لاستخراج تلك الثروات. فكل من روسيا والولايات المتحدة الأمريكية وكندا والدانمارك والنرويج تسعى إلى تثبيت أوضاعها في منطقة الأركتيك. وتعمل في منطقة الأركتيك المبادئ التي اعتمدت في قانون البحار الدولي المعتمد من الأمم المتحدة، الذي يسمح للدول بمد جرفها القاري لأكثر من مائتي ميل إذا أثبتت اتصال الجرف الخاص بها بهذه الأراضي الأخرى. وبناء عليه تسعى كل من البلدان الخمسة إثبات أن سلسلة جبال لومونوسوف هي الامتداد الطبيعي لأرضها، لتفوز بما فيها من كنوز مدفونة.
الكاتبة: يوتا فاسيراب/سمر كرم
مراجعة: طارق أنكاي