دراسة: 200 مليون شخص مهددون خلال سنوات معدودة بهجرة موطنهم جراء تغير المناخ
١١ يونيو ٢٠٠٩خلصت دراسة أجراها خبراء دوليون في حماية المناخ إلى أن عواقب مظاهر تغير المناخ مثل الأعاصير أو الجفاف أو الفيضانات أصبحت تأخذ بعدا جديدا يهدد استقرار ملايين من البشر على كوكب الأرض. وذكرت منظمات تابعة للأمم المتحدة ومنظمات إغاثة دولية يوم أمس الأربعاء (10حزيران/ يونيو 2009) في مؤتمر الأمم المتحدة التمهيدي لحماية المناخ المنعقد في مدينة بون الألمانية أنه بحلول عام 2015 سيهجر نحو 200 مليون شخص في جميع أنحاء العالم المناطق التي يعيشون فيها، بعدما تصبح غير صالحة للإقامة بسبب عواقب تغير المناخ.
وحذرت الدراسة، التي اعتمدت على تقديرات المنظمة الدولية للهجرة، من أن حركات الهجرة الناجمة عن تغير المناخ ستفوق كل حركات الهجرة التي شهدها العالم حتى الآن، إذا لم يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف ارتفاع درجة حرارة الأرض. وتوقع معدو الدراسة أن يهجر ملايين الناس موطنهم خلال السنوات المقبلة جراء تغير المناخ. كما أكدوا أن الناس في الدول النامية والجزر سيكونون أول وأكثر الناس تضررا من ظاهرة التغير المناخي.
مخاطر الفيضان على مناطق السكن والزراعة
وقال تشارلز إرهارت، منسق شئون المناخ في منظمة الإغاثة الدولية "كير إنترنشونال" إن تغير المناخ أصبح له اليوم "تأثير كبير على قرارات الناس في مغادرة موطنهم". وأكد إرهارت أن عواقب ارتفاع مناسيب مياه البحار والأنهار ستكون منذرة بالخطر، حيث تبين من خلال الدراسة أن مياه الفيضان من الممكن أن تغمر منازل أكثر من 14 مليون شخص يعيشون على ضفاف نهر الميكونج في فيتنام ونصف الأراضي الزراعية هناك إذا ارتفع منسوب المياه بمقدار مترين، وهو الأمر الذي يمكن أن يحدث أيضا لنهر النيل في مصر على سبيل المثال.
وكانت منظمات إغاثة دولية ومؤسسات تابعة للأمم المتحدة قد ذكرت في المؤتمر المذكور أن نحو 20 مليون شخص في جميع أنحاء العالم تشردوا وفروا من مناطق سكنهم في عام 2008 وحده جراء الكوارث الطبيعية التي وقعت نتيجة تغير المناخ. ووفقا لبيانات المنظمات، ارتفع عدد الأشخاص الذين تضرروا بشكل مباشر من الكوارث الطبيعية خلال العقد الماضي بشدة، و يتضرر سنويا 211 مليون شخص في المتوسط من عواقب تغير المناخ.
تناقص طبقة الجليد
وفي سياق ذي صلة، توقع باحثون ألمان استمرار انصهار جليد منطقة القطب الشمالي خلال العام الجاري بسبب تغير المناخ وارتفاع حرارة الأرض. وتوقع الباحثون في معهد ألفريد فيجنر للأبحاث القطبية والبحرية في بريمرهافن أن تنصهر طبقة تزيد عن 28 في المائة من طبقة الجليد التي تغطي المحيط المتجمد الشمالي بحلول نهاية الصيف المقبل. كما أكد البروفيسور، لارس كالشيكه، من معهد أبحاث علوم البحار في جامعة هامبورغ أن طبقة الجليد التي تغطي منطقة القطب الشمالي ستنصهر مجددا بشكل كبير خلال هذا العام نتيجة لاستمرار ارتفاع حرارة الأرض.
وعلى الرغم من عدم وجود تنبؤات دقيقة ومحددة فإن العلماء يتوقعون تناقصا بعيد المدى للجليد المغطي لمنطقة المحيط المتجمد الشمالي خلال فصول الصيف المقبلة. وفي المقابل لا توجد تنبؤات محددة تشير إلى أي مدى سيكون سمك الجليد بحلول نهاية الشتاء المقبل، حيث إن هذه التنبؤات تتوقف على طبيعة الطقس الحقيقي في منطقة القطب الشمالي خلال فصل الشتاء والذي يصعب التنبؤ به الآن.
(هـــــ.ع/ د.ب.ا)
تحرير: ابرهيم محمد