الهاشمي يؤكد أنه سيعود إلى العراق بعد انتهاء جولته
٥ أبريل ٢٠١٢أكد مصدر سعودي رسمي لوكالة فرانس برس اليوم الخميس 5 أبريل/نيسان أن نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي، المطلوب في بغداد بتهمة الإرهاب "سيمكث في السعودية في الوقت الراهن". وقال المصدر إن الهاشمي السني الذي يخوض نزاعا محموما مع رئيس الوزراء العراقي الشيعي نوري المالكي "سيمكث في السعودية في الوقت الراهن"، دون أن يستبعد أن يبقى في المملكة حتى رحيل المالكي "ديموقراطيا"، معتبرا أن "المالكي يمثل امتدادا لإيران وسقوط المالكي ديموقراطيا سينهي التدخل الإيراني للمنطقة". وكان الهاشمي وصل إلى السعودية أمس الأربعاء قادماً من الدوحة، وأجرى محادثات مع وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل.
إلا أن بيانا صادرا عن مكتب الهاشمي أكد أن الأخير سيعود في وقت لاحق إلى إقليم كردستان العراق حيث يقيم، نافيا بذلك إعلان المسؤول السعودي أنه سيبقى مؤقتاً في المملكة. وقال مدحت أبو عبد الله مدير المكتب الإعلامي للهاشمي لوكالة فرانس برس إن "نائب رئيس الجمهورية يؤكد عودته إلى الوطن بمجرد إكمال جولته العربية".
الهاشمي يتهم المالكي باستهداف السنة
وكان طارق الهاشمي قد التقى أمس الأربعاء وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في جدة، كما اتهم في مقابلة مع الجزيرة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي باستهداف السنة العرب في العراق. وقال الهاشمي في مقابلة مع قناة الجزيرة إن قضيته "تحمل بعدا طائفيا" باعتبار أنه "خامس شخصية سنية يتم استهدافها". وأكد أن "90 بالمائة من المعتقلين في العراق من العرب السنة وأن ما لا يقل عن 80 تهمة وجهت" إلى أفراد حماية الهاشمي "فضلا عن تعرضهم للتعذيب" فيما "هناك اعتقالات لم تفصح عنها الأجهزة الأمنية".
وانتقد الهاشمي رئيس الوزراء العراقي مؤكدا أن "الفساد يستشري في البلاد ويدمر التوزيع العادل للثروات" محذرا من أن "وحدة العراق أصبحت على المحك في الوقت الراهن وكل الخيارات ستكون مفتوحة". وألمح الهاشمي إلى دعم تقدمه بغداد للنظام السوري. وقال بحسب مضمون المقابلة الذي نقل عبر موقع الجزيرة إن "نوري المالكي كان يتهم نظام بشار الأسد بدعم الإرهاب لكنه غيَر موقفه بعد الثورة وأصبح يدافع عنه".
توتر العلاقات بين دول الخليج والعراق
ويذكر أن الهاشمي بدأ الأحد زيارة مفاجئة إلى الدوحة بناء على دعوة قطرية. وأكد وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية خالد العطية الثلاثاء أن بلاده استقبلت الهاشمي بصفته الرسمية وترفض تسليمه لبغداد. وطالب العراق قطر بإعادة الهاشمي وهو من السياسيين السنة البارزين في الحكومة المركزية التي يتزعمها الشيعة وتعرض قضيته العراق لخطر عودة الانقسامات الطائفية، لكن قطر قالت إنها لا تستطيع الاستجابة لهذا الطلب. ونقلت وكالة الأنباء القطرية عن وزير الدولة لشؤون التعاون الدولي خالد بن محمد العطية قوله إن الأعراف الدبلوماسية ووضع الهاشمي والحصانة التي يتمتع بها تمنع قطر من تسليمه.
وتنظر الدول العربية الخليجية بريبة إلى الحكومة التي يتزعمها الشيعة في العراق والتي لها علاقات وثيقة بإيران. وكان أمير الكويت هو الزعيم الخليجي الوحيد الذي حضر القمة العربية في بغداد بينما أرسلت السعودية وقطر وفدين على مستوى منخفض وهو ما قالت قطر إنه رسالة إلى بغداد بشأن معاملتها للأقلية السنية.
"سفر الهاشمي غير قانوني"
ومن جانبه، صرح قاض عراقي بأن سفر نائب الرئيس طارق الهاشمي خارج البلاد وتنقله بين الدول "أمر يخص السلطة التنفيذية ولا دخل للقضاء فيه". وقال القاضي عبد الستار البيرقدار، الناطق الرسمي باسم مجلس القضاء الأعلى في العراق لصحيفة "المدى" في عددها أمس الأربعاء، إن سفر الهاشمي "ليس طبيعيا لأن هناك أوامر قبض صادرة بحقه عندما كان في العراق، فضلا عن منعه من السفر وسنتخذ الإجراءات القانونية بحقه، إلا أنه حاليا خارج العراق". وأضاف: "يمكن أن تحرك القضية مع الإنتربول باعتباره خارج العراق".
وأثارت مذكرة اعتقال الهاشمي أزمة سياسية في العراق في ديسمبر/ كانون الأول، وهددت بالإخلال باتفاق تقاسم السلطة بين الأكراد والسنة والشيعة الذي استهدف تهدئة التوتر الطائفي، حيث يرى كثير من السنة العراقيين أن هذا الإجراء محاولة من رئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي لتعزيز سلطته على حساب السنة.
(س.ك/ د.ب.أ، رويترز،أ.ف.ب)
مراجعة: منصف السليمي