Zwischen Kreissäge und Tunnelrastermikroskop
١٨ يونيو ٢٠٠٨تحتل ولاية "بادن فورتمبرغ" التي تقع في جنوب غرب ألمانيا مكانة اقتصادية بارزة حيث أنها من أولي الولايات الألمانية في التصدير، وتضم العديد من الشركات العالمية مثل بوش، بورشه،ساب وآي.بي.إم، بالإضافة لوجود المئات من الشركات الصغيرة الخاصة والتي تحظي بنجاح كبير.
كما أنها تحتل المرتبة الأولى في العالم من حيث إنفاق الأموال
على البحث العلمي والتكنولوجي لما تمتلكه من أرقي المعاهد و الجامعات المتخصصة في هذه المجالات.
ويرجع نجاح هذه الولاية إلي نشاط سكانها الدائم حيث أنهم قليلا ما يذكرون كلمات مثل الأجازة والراحة وأوقات الفراغ في أحاديثهم، فالعمل يحتل المرتبة الأولي في حياتهم.
وحياة كلا من النجار "جيرهارد ديجلمان" والأستاذ الجامعي "أولريش روديجر" تعد دليلا حيا على ذلك.
العمل وسط نشارة الخشب
النجار "جيرهارد ديجلمان" يعيش حياة يشعر فيها بالرضا الشديد عن عمله، فهو مشغول دائما ويده لا تتوقف عن العمل في ورشته وسط نشارة الخشب وأخذ المقاسات.
ولكن "جيرهارد" يعطي في البداية انطباعا بالريبة والجدية ولكنه سرعان ما يتلاشي هذا الانطباع عندما يبدأ الحديث عن عشقه المتمثل في بناء النوافذ وأحجامها المختلفة حيث يخرج من صمته وينطلق في الحوار.
فقد ورث هذه الورشة عن أجداده ونجح في تحويلها لمشروع صغير يضم 35 من العمال، ويري "جيرهارد" أن سر نجاحه يأتي من قدرته على الإبداع وتطويره الدائم لطرق جديدة.
ويقول "إن كل شخص يستطيع أن يحقق النجاح إذا توافرت لديه الإرادة القوية".
غرام الميكروسكوب
أما الأستاذ الجامعي المتخصص في مجال الفيزياء "أولريش روديجر" فعمله يعني له أشياء أكثر بكثير من مجرد وسيلة لكسب المال، فهو يكن عشقا وغراما لأحد الأجهزة التي يعمل عليها في جامعة "كونستانز".
وهذا الجهاز يطلق عليه "ميكروسكوب الفحص" ويصل ثمنه إلي مليون يورو لأنه جهاز عالي التقنية ويتم صنعه من حجر مشع ويحتوي على الكثير من الأسلاك والخراطيم وتم اختراعه بالجامعة.
ويقول "أولريش روديجر" البالغ من العمر 42 عاما أن هذا الميكروسكوب يعد آلة هامة جدا في حياته وفي مجال البحث العلمي المتخصص فيه وهو مجال النانوتكنولوجي.
وتعد جامعة "كونستانز" من أشهر الجامعات الألمانية المتخصصة في هذا المجال.
ويكن "أولريش روديجر" تقديرا هائلا لعمله وخاصة العمل الجماعي مع أصدقائه من مختلف التخصصات، فهذا ما يميز جامعته على حد قوله.
وبرغم ذهابه لإجراء بحوث علمية في مدينة نيويورك، إلا أنه يري أن البحث في المدينة الصغيرة "كونستانز" أفضل كثيرا بالنسبة له.
ويقول "العمل على بحيرة "بودن زيه" الشهيرة و وسط جبال الألب يعد شيئا رائعا"، كما أنه اعتاد على اللهجة المميزة لسكان المدينة والتي يتحدث بها أولاده، ولكنه مازال يتحدث باللغة الألمانية الفصحى بجانب إتقانه للغة الانجليزية التي يعمل بها بالجامعة.