بروتوكول مونتريال ـ " أحد أهم إنجازات التعاون الدولي في مجال المناخ"
١٩ سبتمبر ٢٠٠٧يعقد برنامج الأمم المتحدة للبيئة في مدينة مونتريال الكندية مؤتمرا دوليا يهدف إلى حماية طبقة الأوزون. ويستمر المؤتمر من السابع عشر وحتى الثاني والعشرين من الشهر الجاري ويشارك فيه ممثلو ن عن حوالي 191 دولة.
ويأتي ذلك وسط ضغوط من أجل تسريع الخطوات الرامية إلى الحد من استخدام غازات الكلوروفلوركاربون وأيضا غازات الهيدروكلور وفلوروكاربون وهو مستحضر بديل يعتبره بعض العلماء مساويا للكلوروفلوروكاربون في أضراره.
الجدير بالذكر أن بروتوكول مونتريال الذي تم التوقيع من عليه بداية من جانب 24 دولة في 16 سبتمبر/أيلول 1987 نص على حظر استخدام المواد الضارة وغازات الكلوروفلوروكاربون التي تدمر طبقة الأوزون الواقية للأرض. هذا وقد وصل عدد الدول الموقعة على هذا البرتوكول أكثر من 190 دولة.
"التغيرات المناخية تهدد جهود إنقاذ طبقة الأوزون"
وبمناسبة الاحتفال بالذكرى العشرين لبروتوكول مونتريال، حذر برنامج الأمم المتحدة للبيئة من أن تغير المناخ يمثل تهديدا حقيقيا لجهود إنقاذ طبقة الأوزون.
من جانبها طالبت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية بمزيد من اليقظة. وقال مايكل جارود الأمين العام للمنظمة إن التغيرات العالمية في المناخ تعني أن ظروف المناخ اليوم تختلف عن تلك التي كانت سائدة قبل فترات تحلل الأوزون، ويمكن أن يكون لتغير الظروف آثارا على استعادة الأوزون.
وأضاف قائلا إنه على مدى السنوات العشر أو العشرين سنة القادمة ستكون عمليات مراقبة الأوزون والمواد المحللة له مهمة من أجل التحقق من فعالية الخطوات التي اتخذت بموجب مؤتمر فيينا عام 1985 وبروتوكول مونتريال 1987 والتعديلات والتغييرات التي طرأت عليه، حسب تعبير المسئول الدولي.
ويعتقد العلماء أن الغازات المسببة للاحتباس الحراري تبرد الجو في الطبقات العليا، ما يسرع من استنفاد الأوزون. كما يعتقدون أن التغير المناخي يمكن أن يعطل المكاسب التي تحققت من خلال التحكم في انبعاث الكلوروفلوروكاربون في الثلاجات وبخاخات الشعر.
ووفقا للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية فإن طبقة الأوزون، التي تنقي التأثيرات الخطيرة للأشعة فوق البنفسجية والتي يمكن أن تؤدي إلى السرطان، تستنفد وبالذات فوق المنطقة المتجمدة الجنوبية.
ووصل الثقب فوق القارة المتجمدة الجنوبية في عام 2006 إلى حجم قياسي بلغ 29.5 كيلومترا مربعا، لكن الوكالة العالمية للأرصاد الجوية قالت إنه من المبكر تحديد الحجم الذي سيكون عليه الثقب هذا العام.
"مثال جيد على نجاح التعاون الدولي"
وأشادت الأمم المتحدة، في بيان صدر عن أمينها العام بان كي مون الخميس الماضي ببروتوكول مونتريال، باعتباره "واحدة من قصص نجاح التعاون الدولي". في هذا السياق، قال الخبير الألماني في مجال طبقة الأوزون ماركوس ريكس من معهد الفريد ـ فاجنر للبحوث القطبية والبحرية إن بروتوكول مونتريال حقق نجاحا يعكس مدى نجاح التعاون العالمي في مجال السياسات المناخية.
وأضاف الخبير الألماني قائلا "نستطيع القول إن أحفادنا سوف يشهدون بالتأكيد تعافي طبقة الأوزون، لو أن جميع الدول الموقعة على هذا البروتوكول التزمت به". لكن الخبير الدولي النرويجي جير بريثهين، الذي يعمل لدى منظمة العالمية للأرصاد الجوية قال إنه يتوجب على العالم أن ينتظر حتى عام 2025 قبل الحديث عن تعافي طبقة الأوزون.
بينما يعتقد مدير المركز الأوروبي لبحوث البحوث طبقة الأوزون في جامعة كامبيريدج البريطانية نيل هاريز بأن الثقب الموجود في طبقة الأوزون سوف يلتئم بحلول عام 2060.