تدهور صورة الولايات المتحدة الأمريكية في ألمانيا
٩ أغسطس ٢٠٠٧هذا ما أشارت إليه نتائج مركز بيو للأبحاث في واشنطن، مؤكدة بأن الصورة ازدادت سوءا حتى في الدول الغربية المتحالفة تقليديا مع الولايات المتحدة. وفي هذا الصدد قال ريتشارد وايك كبير العاملين في المؤسسة بأن نسبة الألمان الذين يملكون صورة ايجابية عن الولايات المتحدة انهارت بشكل كبير من ثمانية وسبعين في المائة إلى ثلاثين في المائة، وهي أسوء نسبة في كل الدول الأوروبية.
غزو العراق ضربة لسمعة الولايات المتحدة في العالم
وترى استطلاعات رأي أخرى بأن غزو العراق كان وراء انهيار صورة الولايات المتحدة في ألمانيا وفرنسا. وقد نشرت المجلة الأسبوعية الألمانية "شتيرن" نتائج استطلاع رأي أجرته مؤسسة فورسا، تقول بأن ثمانية وأربعين في المائة من الألمان يرون أن الولايات المتحدة أكثر خطرا على السلام العالمي من إيران، وهذا ما أكده أيضا مانفريد غيلنر رئيس مؤسسة فورسا، مرجعا الصورة السيئة للولايات المتحدة إلى حرب العراق، رغم أن آخرين يرون بأن الشعور المعادي للولايات المتحدة كان قائما قبل هذه الحرب.
فالمتخصص بالسياسة الخارجية ألكسندر هوزه يرى أن المشاكل السياسية والاقتصادية بين الولايات المتحدة وألمانيا تساهم هي الأخرى بنشر هذه الصورة السلبية. ويرى أندريه ماكوفيتس، أستاذ السياسات المقارنة والدراسات الألمانية في جامعة ميتشيغان بأن ما يسود أوروبا وألمانيا ليس عداء كامنا لأمريكا، بل عداء صارخا. وقال بهذا الصدد:"بأنه شعور متناقض، وصعب تفسيره، وأن هناك فجوة واسعة بين الألمان والأوروبيين من جهة والولايات المتحدة الأمريكية"، مصرحا بأن العداء لأمريكا أصبح نوعا من الرياضة الشعبية في أوساط المثقفين الألمان.
لكن أمريكا ليست فقط سياساتها
وسواء تعلق الأمر برفض لسياسات واشنطن الحالية، أم بشعور كامن منذ قرون، فإن المواطنين الأمريكيين ينظر إليهم في أوروبا نظرة سلبية ومحكومة بأحكام مسبقة. إذ يواجه الطالب الأمريكي في أوروبا بأسئلة محرجة ويتم النظر إليه نظرة سيئة، ليس فقط فيما يتعلق بالغزو الأمريكي للعراق ولكن أيضا بقضايا أخرى مثل حماية البيئة، وحرية اقتناء السلاح وعقوبة الإعدام. ومع ذلك فإن الخبراء يرون بأن السياسات الحالية للولايات المتحدة التي تقف وراء الصور السلبية المنتشرة عنها في أوروبا لن تغطي على الصورة الإيجابية لهذا البلد في الوعي الأوروبي، إذ كما يقول الخبير الألماني فولفغانغ ثونسمان:"يبقى لنا أن نأمل بأن يدرك الناس هنا، ما الذي تعنيه أمريكا: التعددية، الليبرالية والانفتاح".