تقارب بين واشنطن وموسكو بشأن فرض عقوبات إضافية على إيران
٢٤ سبتمبر ٢٠٠٩اتفق الرئيسان الأمريكي باراك أوباما والروسي ديمتري ميدفيديف على دراسة فرض عقوبات إضافية على إيران إذا لم تستجب لمقترحات حل النزاع بشأن ملفها النووي. جاء الاتفاق بعد لقاء الزعيمين على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة حاليا في نيويورك، كما جاء بعد أسبوع من إلغاء مشروع الدرع الصاروخي الأمريكي.
وأوضح ميدفيديف بعد الاجتماع ان موسكو مستعدة لمساندة مزيد من العقوبات على الجمهورية الاسلامية اذا لم تغير موقفها بشان برنامجها النووي. وأضاف الرئيس الروسي بأن العقوبات "نادرا ما تكون مثمرة لكنها تكون حتمية في بعض الأحيان". أما أوباما فقال بأنه "سيكون علينا اتخاذ مزيد من الإجراءات ضد إيران إذا لم تستجب لشروط المفاوضات وتفي بالتزاماتها إزاء هذه المسألة".
وكانت روسيا دأبت في السنوات الأخيرة على رفض خيار فرض العقوبات على طهران وعلى تفضيل مواصلة المفاوضات الدبلوماسية من أجل حل قضية الملف النووي الإيراني. لذلك يعتبر المراقبون أن التغير النوعي في الموقف الروسي سيزيد الضغوط الدولية على الجمهورية الإسلامية الإيرانية ويعرض طهران للمزيد من العزلة.
احمدي نجاد يهاجم إسرائيل
على صعيد متصل غاب النزاع بشأن الطموحات النووية الإيرانية عن كلمة الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس الأربعاء(23 سبتمبر/أيلول). وعوضاً عن ذلك هاجم نجاد إسرائيل واتهمها بانتهاج "سياسات غير إنسانية" في المناطق الفلسطينية وبالهيمنة على الشؤون السياسية والاقتصادية في العالم.
وقال أحمدي نجاد إن إيران تدافع بقوة عن حقها المشروع والقانوني، وهي عبارة كثيرا ما يستخدمها فيما يتصل بالحق في تطوير مشروع بلاده النووي. ودعا الزعيم الإيراني إلى "اجتثاث سباق التسلح وإزالة كل الأسلحة النووية والكيماوية والبيولوجية لتمهيد الطريق أمام جميع الدول للحصول على التقنيات السلمية والمتطورة". ومن المعروف بأن طهران دأبت على نفي الاتهامات الغربية المتعلقة باستخدام التقنية النووية لإنتاج أسلحة دمار شامل، مؤكدةً على أن برنامجها النووي يستهدف الأغراض السلمية.
الغرب سيتبع نهج المسارين مع طهران
على صعيد آخر شهدت أروقة الأمم المتحدة اجتماعا ضم وزراء خارجية الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن وهي الولايات المتحدة وبريطانيا والصين وفرنسا وروسيا، إضافة إلى ألمانيا أمس الأربعاء لبحث قضية إيران، وذلك تمهيدا ممثلي هذه الدول مع مسئولين إيرانيين في الأول من تشرين أول/أكتوبر المقبل في جنيف، وهو الاجتماع الأول منذ يوليو/ تموز 2008.
وبعد الاجتماع قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند بأن الدول المعنية تتوقع ردا جادا من ايران في سياق نهج المسارين الذي تتبعه هذه الدول. وأوضحت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون ان الولايات المتحدة وحلفاءها جادون في اتباع هذا النهج المتمثل في متابعة المحادثات مع إيران، وفي نفس الوقت دراسة فرض مزيد من عقوبات الأمم المتحدة إذا تجاهلت طهران مطالب الأمم المتحدة بتجميد برنامجها للتخصيب.
وكانت الولايات المتحدة والمانيا اقترحتا استهداف قطاع الطاقة في ايران بعقوبات اذا رفضت ايقاف تخصيب اليورانيوم. وتتركز العقوبات المفروضة على ايران في الوقت الحاضر على صناعاتها النووية والصاروخية.
(ه ع ا/د ب ا/ا ف ب/ رويترز)
مراجعة: ابراهيم محمد