تنصيب باراك أوباما رئيسا للولايات المتحدّة وسط إجراءات أمنية مشدّدة
٢٠ يناير ٢٠٠٩تدفقت أفواج من آلاف الناس إلى وسط مدينة واشنطن للإحتفال بتنصيب باراك اوباما رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية، ليكون أول رئيس أسود في تاريخ البلاد. المواطنون الذين قرروا الاحتفال بهذا الحدث التاريخي يقفون في صفوف طويلة يتجاوز طولها مئات الأمطار حول الكابتول، فمن يريد رؤية أوباما عليه المرور بنقاط التفتيش وتحمّل إجراءات أمنية مشدّدة مثلما عليه الحال في المطارات.
ويتوقع المنظمون تهافت نحو مليون شخص للمشاركة في حفل تنصيب الرئيس الأمريكي الرابع وأربعين في التاريخ الأمريكي، رغم درجات الحرارة المنخفضة جدا. يشار إلى الإجراءات الأمنية التي تصاحب حفل تنصيب باراك أوباما تعدّ الأكبر والأكثر شدّة في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، حيث يسهر أكثر من 40 ألف جندي ورجل شرطة على أمن وسلامة الرئيس الجديد خلال الاحتفالات، بالإضافة إلى توسيع المناطق الأمنية المحيطة بالبيت الأبيض وغلق الجسور المعلّقة على نهر بوتوماك، كما تمّ إبعاد المشرّدين، الذين يعيشون على شوارع وسط مدينة واشنطن، ومنعهم من العودة إلى أماكنهم القديمة حتى يوم الخميس القادم. يُشار إلى أن تكاليف حفل تنصيب باراك أوباما تقدّر ب75 مليون دولار.
إرث ثقيل رغم الاحتفالات المكلفة والمُحكمة التنظيم
ويتضمّن حفل تنصيب باراك أوباما مراحل نُظّمت بدقّة: بعد زيارة إلى الكنسية يلتقي أوباما بالرئيس المنتهية ولايته جورج بوش، ثم يبدأ الجزء الخاص بالقسم على الأنجيل. وبعد أداء القسم وإلقاء أول خطاب له كرئيس رسمي للولايات المتحدة يفتتح أوباما مع نائبه دجو بايدن مأدبة عشاء على شرف عدد من المدعويين الرسميين في البيت الأبيض. بعدها يبدأ استعراض كبير، يشارك فيه نحو 10 آلاف شخص، ينطلق من الكابتول، وصولا إلى البيت الأبيض. وفي المساء يشارك أوباما وزوجته ميشال في حفلات رقص.
ولكنّه ليس من شأن هذه الاحتفالات أن تخفّف من ثقل الإرث الذي خلّفه الرئيس المُنتهية ولايته جورج بوش، ذلك أن الولايات المتحدة تعاني من أزمة اقتصادية منذ عشرات السنوات، إضافة إلى تداعيات الأزمة المالية العالمية التي عصفت بالأسواق المالية الأمريكية. كما أن الولايات المتحدة مازالت تتخبّط في دوامة العراق وأفغانستان، حيث أنه لم يكن من المتوقّع أن تتكبد الولايات المتحدة خسائر بشرية ومالية كبيرة من خلال مشاركتها في عمليّات عسكرية في هذين البلدين. ومن غير المستبعد أن يبدأ أوباما يومه الأول كرئيس للولايات المتّحدة بمحادثات مع القادة العسكريين للجيش الأمريكي. وكان باراك أوباما، قبيل تنصيبه رئيسا، قد حاول التقييد من الآمال الكبيرة المعلّقة عليه وعلى إدارته لحل كل الأزمات الداخلية والخارجية لبلاده.
تطلّعات ألمانية إلى تعزيز التعاون الألماني الأمريكي
على صعيد آخر، أعربت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن تطلّعها للتعاون مع الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما وتحقيق تقدّم ملموس خاصة فيما يتعلق بسياسة حماية المناخ. وقالت ميركل في تصريحات لصحيفة "باساور نويه بريسه" الألمانية الصادرة اليوم الثلاثاء إن "عام 2009 سيكون عاما حاسما لمسألة حماية المناخ". وأشارت المستشارة الألمانية إلى أن مؤتمر حماية المناخ، المُقرر في كوبنهاجن نهاية العام الجاري، من شأنه اختتام المفاوضات حول ما بعد بروتوكول "كيوتو" المقرر أن ينتهي عام 2012 ، وقالت: "إذا وضعت الحكومة الأمريكية الآن هدفا محددا لتنفيذه حتى عام 2020 فسيكون هذا الأمر خطوة هامة في طريق المفاوضات المقبلة".
ومن ناحية أخرى ذكرت المستشارة الألمانية أن أوباما يتولى منصبه في وقت يتطلب حل الكثير من لمشكلات مثل "الوضع الاقتصادي في العالم والولايات المتحدة من ناحية والكثير من الصراعات الدولية من ناحية أخرى". ورحّبت ميركل بإعلان أوباما عزمه استئناف المحادثات مع إيران حول برنامجها النووي. كما أعربت عن أملها في تحسن العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة، داعية في الوقت نفسه إلى إشراك روسيا في نظام الدّرع الصاروخية الذي تعتزم الولايات المتحدة نشره في شرق أوروبا. كما أكّدت ميركل مجدّدا على ضرورة إغلاق مُعتقل غوانتانامو المثير للجدل، مشيرة في الوقت نفسه إلى عزمها مناقشة الأمر بصفة مباشرة مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما.
دعوة ألمانية إلى وضع أجندة جديدة للعلاقات عبر أطلسية
من جهته، لفت وزير الخارجية الألماني ونائب المستشارة فرانك فالتر شتاينماير أن مهاما ضخمة تقع على عاتق باراك أوباما، إذ قال في حديث له مع الصحيفة الألمانية باساور نويه بريسه "عليه أن يقاوم الأزمة الاقتصادية بكل قوّة، مثلما نفعل". وأكّد شتاينماير على ضرورة تعزيز التعاون الأوروبي الأمريكي بهدف وضع قواعد موثوق بها وشفّافة للنظام المالي العالمي كوسيلة للخروج من الأزمة المالية. كما دعا وزير الخارجية الألماني إلى وضع "أجندة جديدة للعلاقات عبر الأطلسية" بهدف مكافحة تغيرات المناخ بشكل فعّال وتأمين مصادر الطاقة ونزع السلاح على المستوى العالمي والسيطرة على النّزاعات الدولية.
هذا، ومن المنتظر أن يزور الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما ألمانيا في مطلع شهر أبريل/نيسان المقبل، للمشاركة في قمّة حلف شمال الأطلسي، التي من المقرّر أن تستضيفها مدينة بادن بادن، جنوبي ألمانيا.