ثلاثمائة عام على بورسلان مايسين
٢٧ ديسمبر ٢٠٠٩تستعد مايسين، البلدة الصغيرة الواقعة بولاية سكسونيا شرق ألمانيا للاحتفال بالذكرى الثلاثمائة على تأسيس مصنعها الشهير للخزف/ أو البورسلان الذي يحمل اسم البلدة. وسيعكس المعرض المقام بهذه المناسبة على مدى عام تاريخ البلدة الذي شهد أحد عشر حربا أوروبية، وكانت شاهدة على 40 عاما من الحكم الشيوعي عقب الحرب العالمية الثانية.
عروض فريدة
ومن بين المعروضات التي ستستحوذ على الاهتمام مجموعة فريدة من الخزف الذي تم إنتاجه عام 1772 خصيصا للملكة كاثرين زوجة إمبراطور روسيا آنذاك. وقد طلبت الإمبراطورة يومها عددا هائلا من التماثيل التي احتاج كل من جوهان يواخيم كاندلر وميشيل فيكتور أسير وهما أشهر مصممان في مايسين يومها أكثر من ثلاث سنوات للانتهاء منها. وقال الرئيس التنفيذي لبلدة مايسين كريستيان كورتزكه إنه سيتم أيضا عرض أعمالا فنية إضافية لفنانين ورسامين ومصممين عصريين. وسوف يتم عرض أكثر من 3 آلاف قطعة ثمينة من الخزف في المعرض الذي سيفتح أبوابه في 23 كانون ثان/ يناير القادم.
وقال مسئولو الشركة إن "مايسين للخزف تقوم بدور الجسر بين الثقافات والدول والأديان". وسوف يتميز المعرض أيضا بوجود مرسوم موقع منذ ثلاثة قرون من قبل الأمير فريدريش أوجوستوس الملقب بفريدريش القوي بتأسيس المصنع. وتم إصدار "المرسوم الملكي" في أنحاء أوروبا بأربع لغات هي اللاتينية والفرنسية والألمانية والهولندية التي كانت آنذاك أهم أربع لغات.
سر الاستمرار في الإبداع
واشتهرت مايسين في البداية نتيجة الهدايا الدبلوماسية والعطايا الكبيرة من البيوت الحاكمة في أوروبا في القرن الثامن عشر. وساهمت مهارات وابتكارات عمال مايسين في أن تصبح معروف عالميا، أيضا من خلال إقامة معارض لها في لندن وباريس وفيينا وشيكاغو. وأصبح لدى مايسين حاليا 300 وكيل معتمد 28 منهم في الولايات المتحدة بمفردها. وتوظف الشركة 800 شخص معظمهم في مصنعها بولاية سكسونيا الألمانية.
"خزف أغلى من الذهب"
ويزور نحو 300 ألف سائح متحف هاوس مايسين سنويا بمقر الشركة. وعلى الرغم من التداعيات المستمرة للأزمة الاقتصادية العالمية ، إلا أن كورتزكه الذي تم اختياره كرئيس تنفيذي للشركة في عام 2008 تتملكه بواعث للتفاؤل. وقال كورتزكه إنه "عندما يجرى تقييم فإن منتجاتنا تتجاوز قيمة العقارات والأسهم وحتى الذهب".
لكنه اعترف بأن صناعة الخزف والفخار تعاني من "أزمة هيكلية جوهرية" خلال السنوات القليلة الماضية إذ أضيرت الشركات جراء تراجع المبيعات. وتعمل "مايسين" حاليا بالأساس في آسيا حيث يتم وضع عبارة "صنع في ألمانيا" على المنتجات باهظة الثمن. وتشتهر مايسين على وجه الخصوص في اليابان وتايوان وبدأت تنتشر علامتها التجارية في الصين. وتعرف منتجات "مايسين" بأنها "الذهب الأبيض" حول العالم حيث ينظر إليها باعتبارها استثمار آمن.
(ا.م/ د.ب.ا)
مراجعة: هيثم عبد العظيم