رؤساء وزراء وحكومات 70 دولة يبحثون في نيويورك سبل محاربة التغيرات البيية
٢٤ سبتمبر ٢٠٠٧يشهد مقر الأمم المتحدة في نيويورك اليوم الإثنين بدء اجتماع ممثلي أكثر من 150 دولة بينهم قادة ووزراء نحو 70 بلدا من أجل توضيح مواقف بلادهم من التغيرات المناخية وبدء محادثات بخصوص وضع آليات للتصدي لهذه التغيرات في العقود القادمة.
يشار إلى أن هذا الاجتماع يكتسي بالنسبة للأمم المتحدة أهمية خاصة كونه سيحاول دفع الجهود الرامية إلى محاربة التغيرات المناخية إلى الأمام، وذلك قبيل انعقاد مؤتمر البيئة الذي تستضيفه مدينة بالي الأندونيسية في كانون أول/ديسمبر القادم. وتأمل الأمم المتحدة أن يتم من خلاله المؤتمر المشار إليه وضع أسس معاهدة جديدة تحل مكان بروتوكول كيوتو.
وفي هذا الصدد، قال منسق العلاقات الألمانية الأمريكية في حكومة برلين، كارستين فوغت إنه "يتوقع تغييرا في سياسة الولايات المتحدة بالنسبة لمسألة حماية المناخ عقب نهاية فترة الرئيس الأمريكي جورج بوش،" على حد قوله.
في الوقت ذاته، أشار المسؤول إلى وجود مخاوف في حكومة برلين من أن تعرب واشنطن عن عدم استعدادها لتوقيع اتفاقية خاصة بحماية المناخ تحت رعاية الأمم المتحدة، وذلك على الرغم من تعهداتها بذلك في قمة الثماني التي نظمت في منتجع هايليجندام الألماني في حزيران/يونيو الماضي.
هذا وينتهي العمل ببروتوكول "كيوتو" الذي دخل حيّز التنفيذ في عام 2005 في عام 2012. ووضع البروتوكول أمام 36 دول موقعة عليه أهدافا ترمي إلى تخفيض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المسببة لارتفاع درجة حرارة الأرض.
غير أن البروتوكول المشار إليه لم يشمل بعض الدول الكبرى والنامية التي تعد أكبر ملوثي البيئة وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية والصين والهند. لذاك يعتبر خبراء البيئة أنه يجب على أي معاهدة جديدة تحل مكان بروتوكول كيوتو أن تشمل تلك الدول إذا أرادت أن يكون لها أي تأثير أو مفعول حقيقي.
مبادرة دولية للحلية البيئة
وتعتبر قمة مجموعة الثماني التي تضم الدول الصناعية الكبرى إضافة إلى روسيا ونظمت في حزيران/يونيو الماضي وقمة مماثلة جمعت دول أسيا والمحيط الهادئ قد مهدتا الطريق أمام مثل هذا اللقاء، إذ أنها وضعت ارتفاع درجة حرارة الأرض على قمة جدول أعمالهما.
فضلا عن ذلك، جعل الأمين العام للأمم المتحدة محاربة التغيرات المناخية واحدة من أولويات المنظمة الدولية منذ توليه هذا المنصب في كانون الثاني/يناير الماضي.
ويعتبر الخبراء من جهتهم هذا اللقاء اجتماعا مهما، عازين ذلك إلى كثافة الحضور غير المسبوقة لقادة الدول الذين يبلع عددهم 70 قائدا. وقال إليوت ديرينجر، رئيس معهد الاستراتيجيات الدولية بمركز "بو" إن الهدف من اجتماع الأمم المتحدة هو "إيصال رسالة قوية إلى أعلى المستويات السياسية" والقول إن التحرك لمكافحة الاحتباس الحراري بشكل سريع حاجة ماسة.
وعن أهداف هذا اللقاء، قال مدير البرنامج البيئي التابع للأمم المتحدة أخيم شتاينر إنه يعد خطوة مهمة تصبو الأمم المتحدة من خلالها إلى تحفيز الدول على القيام بمبادرات ذاتية بدلا من تضييع الوقت أو التملص من المسؤولية، مشيرا إلى أنه حان الوقت لكي تتساءل كل دولة عما يمكنها فعله من أجل حماية البيئة.
ماذا بعد بروتوكول كيوتو؟
ومن الجديد بالذكر أن جميع هذه الاجتماعات تهدف إلى تحفيز رؤساء الدول والحكومات على التحضير لمؤتمر بالي والتوقيع على اتفاقية تأتي مكان اتفاقية كيوتو.
ووضعت الأمم المتحدة والدول الأعضاء نهاية 2009 موعدا نهائيا للتوصل لاتفاق نهائي من أجل إتاحة الفرصة أمام الدول لإقرار المعاهدة قبل أن ينتهي العمل بكيوتو في عام 2012.
وأوضحت ثلاثة تقارير تساندها الأمم المتحدة وقام بها مئات من العلماء الدوليين في وقت سابق من العام الماضي التكاليف الباهظة وتأثيرات التغير المناخي على الكرة الأرضية، محذرين من أن ارتفاع درجات حرارة الأرض.
وخلصت النتيجة النهائية للتقارير إلى أن هناك حاجة إلى 0.1 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي من أجل الاستثمار في أنشطة الصناعة الصديقة بالبيئة. ووفقا لفيليب كلاب، من صندوق البيئة القومي، فإن اجتماع الإثنين سيكون "البداية أو الحدث الذي سيقودنا في نهاية الأمر إلى الاتفاق حول مرحلة اتفاقيات ما بعد كيوتو."