ردود أفعال متباينة في الساحة الألمانية حول قرار الرئيس الألماني الترشح لولاية ثانية
٢٣ مايو ٢٠٠٨في ردها على إعلان الرئيس الألماني، هورست كولر، عزمه الترشح لفترة رئاسية ثانية مدتها خمس سنوات في الانتخابات التي ستجري في أيار/مايو 2009 رحبت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، بهذا الأمر، مشيرة إلى توقعاتها بأنه "سيحصل على تأييد واسع".
وردا على سؤال حول موقفها من إمكانية ترشيح الحزب الاشتراكي لمرشح منافس لكولر، قالت ميركل التي تتزعم الحزب المسيحي الديمقراطي:"هذا أمر يقرره الحزب الاشتراكي".
كما امتدحت ميركل كولر ووصفته بأنه يحظى بشعبية واسعة بسبب صراحته، كما أنه يتحدث دائما عن الحقائق التي تبدو غير مريحة. وأضافت: "وصل هورست كولر في الأعوام الماضية إلى قلوب الناس".
يذكر أن الرئيس الألماني كولر هو الرئيس التاسع لألمانيا بعد الحرب وخلف يوهانس راو في المنصب الشرفي إلى حد كبير في عام 2004. وكولر عضو في الحزب الديمقراطي المسيحي الذي تتزعمه المستشارة أنجيلا ميركل وشغل منصب مدير صندوق النقد الدولي قبل تولي منصبه الحالي. كما شغل أيضا منصب مدير البنك الأوروبي للإعمار والتنمية.
ترحيب التحالف المسيحي الديمقراطي
أما فولكر كاودر، رئيس الكتلة البرلمانية للتحالف المسيحي الديمقراطي (المكون من الحزب المسيحي الديمقراطي والحزب المسيحي الاجتماعي البافاري) فقد عبر عن سعادته بقرار كولر، مضيفا: "الرئيس كولر يمثل بلادنا بنجاح كبير ويحظى بشعبية واسعة بين الشعب ويتمتع بسمعة دولية متميزة".
وكذلك لقي ترشح كولر ترحيبا من صفوف الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري الذي قال رئيسه إرفين هوبر إن كولر "شخصية مرموقة على المستوى الدولي". ووضع كولر نهاية للتكهنات بإعلانه عزمه الترشح لفترة رئاسية ثانية وقال في بيان قصير من مقره بقصر بيلفو: "أرغب في مرافقة عملية التحول في ألمانيا ودعمها".
مرشح للاشتراكيين؟
ومن ناحيته، قال كورت بيك، رئيس الحزب الاشتراكي، إن حزبه قابل قرار كولر الترشح لفترة ثانية بـ"احترام". وذكر بيان صادر عن بيك اليوم أن الحزب الاشتراكي سيبحث موقفه من مسألة انتخاب الرئيس يوم الاثنين المقبل وما إذا كان يعتزم ترشيح منافس لكولر أم لا.
غير أن بعض المراقبين يرون أن جيزينه شفان، رئيسة جامعة فيادرينا الأوروبية في فرانكفورت الواقعة على نهر الاودر على الحدود مع بولندا، قد تكون مرشحة محتملة من قبل الاشتراكيين. ونقل موقع "تاجز شاو" الالكتروني عن مصادر مطلعة قولها إن الاشتراكيين سيرشحون من جديد شفان وإنها أبدت استعدادها للتنافس على هذا المنصب.
وكانت شفان قد خسرت الانتخابات أمام كولر بفارق ضئيل في الانتخابات التي جرت في 2004 . ورغم أن كولر يتمتع بشعبية كبيرة بين عامة الألمان فإن المراقبين يقولون إنه في حال ترشح شفان فإن نتيجة الانتخاب لن تكون مضمونة. وفي معرض تعقيبه على احتمال ترشيح الحزب الاشتراكي للأستاذة الجامعية شفان كمنافسة له، قال كولر إنه لا يخشى أي "مرشح ديمقراطي".
ومن جانبه اعتبر رئيس حزب الخضر، راينهارد بوتيكوفر، أن "لا أحد من المرشحين سيحظى بموافقة حزب الخضر بطريقة تلقائية". وقال بوتيكوفر في مقابلة مع صحيفة "فرانكفورت روند شاو" إن حزب الخضر يرى في شيفان "مرشحة جادة"، غير أنه من المبكر الحديث عن موقف بهذا الخصوص.
القطاع الاقتصادي يرحب بترشح كولر
كما حظي ترشح كولر بدعم قطاع الاقتصاد، إذا اعتبر رئيس رابطة التجارة الخارجية الألمانية، آنتون بورنر، أن كولر "ذو خبرة اقتصادية واسعة ومن شأن ذلك أن ينعكس إيجابا على الاقتصاد الألماني". وقال في حديثه لصحيفة "هاندلس بلات" الألمانية بأنه من الجميل لو استمر في هذا المنصب لفترة رئاسية ثانية. من ناحيته، عبر رئيس النقابات الألمانية في مقابلة مع تلفاز n-tv الألماني عن عظيم تقديره لكولر، قائلا" إنه أمر رائع أن يكون لدينا مثل هذا الرئيس".
يشار إلى أن عملية انتخاب الرئيس الألماني تتم من خلال مجلس اتحادي؛ يضم أعضاء من البرلمان (البوندستاج)، بالإضافة إلى عدد مماثل من ممثلي الولايات الألمانية التي يبلغ عددها 16 ولاية. وتتمتع حاليا الأحزاب التي تؤيد كولر وهي الحزب المسيحي الديمقراطي وشريكه الحزب المسيحي الاجتماعي والحزب الديمقراطي الحر بالأغلبية في هذا المجلس. كما تجرى الانتخابات بواسطة الاقتراع السري ولا يسمح بانتخاب نفس الشخص لأكثر من فترتين، علما بأن الفترة الواحدة تمتد لخمسة أعوام.