ريال مدريد في مواجهة برشلونة في "كلاسيكو" ثأري ساخن
١٠ ديسمبر ٢٠١١
تتجه أنظار عشاق كرة القدم، اليوم السبت صوب ملعب "سانتياغو برنابيو"، بالعاصمة الأسبانية مدريد، لمتابعة لقاء "الكلاسيكو" الأسباني الشهير، عندما يحل برشلونة ضيفا على النادي الملكي في المرحلة السادسة عشر من الدوري الأسباني لكرة القدم. وتأتي هذه المواجهة في وقت وصل فيه الفريقين إلى أعلى مستوى ممكن من الأداء خلال هذا الموسم.
وظهر ريال مدريد بمستوى جيد خلال الموسم الكروي الحالي، إذ تمكن من تحقيق الفوز في آخر تسع مباريات خاضها على ملعبه ضمن فعاليات الدوري الأسباني، كما أن سجله مازال خاليا من الهزيمة داخل قواعده. ويتربع ريال مدريد على صدارة الدوري الأسباني برصيد 37 نقطة من 14 مباراة خاضها الفريق حتى الآن، بفوزه في 12 مباراة وتعادله في واحدة، بينما خسر مباراة وحيدة كانت أمام فريق ليفانتي. ويُذكر أيضا أن الفريق الملكي أنهى دور المجموعات في مسابقة دوري أبطال أوروبا في المركز الأول برصيد 18 نقطة. وذلك بعد فوزه في جميع المباريات الست التي خاضها في الدور الأول للمسابقة الأوروبية. وفي المقابل، يحتل برشلونة المركز الثاني في جدول الدوري الأسباني برصيد 34 نقطة، أي بفارق ثلاث نقاط أمام غريمه ريال مدريد، من 15 مباراة، حيث فاز في عشر مباريات وتعادل في أربع وتعرض لهزيمة واحدة. وتصدر برشلونة هو الآخر مجموعته في دوري أبطال أوروبا برصيد 16 نقطة من الفوز في خمس مباريات والتعادل في لقاء واحد.
وعلى مستوى الأهداف، تبدو كفة كل من الفريقين متساوية مع الآخر، حيث سجل الريال 49 هدفا مقابل عشرة أهداف في شباكه خلال 14 مباراة خاضها بالدوري بمتوسط يبلغ 3.5 هدف في المباراة الواحدة. ويقترب سجل فريق العاصمة الأسبانية الأول في دوري الأبطال من هذا المتوسط أيضا، حيث أحرز 19 هدفا مقابل هدفين في شباكه خلال ست مباريات، أي بمتوسط يزيد على ثلاثة أهداف في المباراة الواحدة. ولا يختلف برشلونة كثيرا عن غريمه ريال مدريد، إذ سجل الفريق 47 هدفا مقابل سبعة أهداف في شباكه خلال 15 مباراة في الدوري الأسباني ليبلغ المتوسط أكثر من ثلاثة أهداف في المباراة الواحدة، بينما سجل 20 هدفا مقابل أربعة أهداف في شباكه خلال الست مباريات التي خاضها في دوري الأبطال. وتمكن رجال سيب غوارديولا من تسجيل 13 هدفا في آخر ثلاث مباريات خاضوها، وبقيت شباكهم نظيفة في مبارياتهم الثلاث الأخيرة.
غوارديولا، لم يُهزم في بيرنابيو
ويأمل ريال مدريد تحت قيادة مدربه جوزيه مورينيو في تحقيق الفوز الأول له على برشلونة في الدوري الاسباني منذ ثلاث سنوات، وبالتحديد منذ أن تولى المدرب جوسيب غوارديولا مسؤولية فريق برشلونة عام 2008. وقد تكون مباراة اليوم هي الفرصة الذهبية للبرتغالي جوزيه مورينيو، المدير الفني لريال مدريد، لرد اعتباره أمام غوارديولا الذي تفوق عليه في الدوري ودوري أبطال أوروبا في الموسم الماضي، ثم في كأس السوبر الاسباني مطلع الموسم الحالي. ولم تصل مسابقة الدوري الاسباني إلى منتصف طريقها هذا الموسم، ولكن فوز الريال على برشلونة في مباراة اليوم يعني اقترابه بشكل كبير من التتويج بلقب الدوري، إذا واصل الأداء بنفس المستوى وحقق نتائج مشابهة لما حققه حتى الآن دون مواجهة أي مفاجآت.
ويحتاج الريال للفوز في لقاء اليوم لتوسيع الفارق مع برشلونة إلى ست نقاط قد تتسع إلى تسع نقاط في حالة فوز الريال بمباراته التالية في غياب برشلونة لمشاركته في بطولة كأس العالم للأندية التي انطلقت فعالياتها أمس الجمعة في اليابان. وفي المقابل، يحتاج برشلونة للفوز في لقاء اليوم للعودة بقوة إلى مطاردة الريال على القمة للحفاظ على فرصته قوية في الدفاع عن لقبه المحلي. وتحمل مباراة اليوم رقم 216 في تاريخ لقاءات الكلاسيكو بين الفريقين. وعلى الرغم من الفارق الكبير بينهما في عدد الألقاب محليا وأوروبيا لصالح الريال، تبدو كفتا الفريقين متوازنتين بشكل كبير في مواجهات الكلاسيكو حيث فاز الريال في 86 مواجهة مقابل 84 فوزا لبرشلونة و45 تعادلا.
ريال مدريد أصبح أكثر استقرارا
وينتظر أن يسود الانتعاش أداء كل من الفريقين بعد أن لجأ غوارديولا ومنافسه مورينيو إلى منح الراحة لعدد من اللاعبين الأساسيين خلال مباراتي الفريقين، برشلونة أمام فيكتوريا بلزن التشيكي وريال مدريد أمام أياكس الهولندي، في دوري أبطال أوروبا يومي الثلاثاء والاربعاء الماضيين على الترتيب. وقال مورينيو بخصوص مباراة اليوم: "تغلبنا على أياكس في الموسم الماضي أيضا ثم خسرنا أمام برشلونة" في إشارة إلى هزيمة فريقه الثقيلة صفر/5 أمام برشلونة في تشرين ثان/نوفمبر 2010 بعد أيام قليلة من فوزه الكبير 4/صفر على أياكس في دوري الأبطال. وأضاف مورينيو: "كرة القدم هي صندوق للمفاجآت. وفي كرة القدم، يمكن أن يحدث كل شيء. ولكن الحقيقة هي أن فريقي أصبح أكثر استقرارا وأكثر تماسكا في الوقت الحالي، وأصبح مستوانا أفضل مما كان في الموسم الماضي". وفي المقابل، مازال الغموض والجدل يحيط بالخطة التي سيعتمد عليها غوارديولا في هذه المباراة وهل سيواصل تطبيق خطة اللعب الهجومية المثيرة (3/4/3)، أم أنه سيلجأ لبعض الحذر من خلال خطة اللعب (4/3/3). وفي الوقت نفسه، يدرس غوارديولا إمكانية وضع مهاجمه الاسباني الدولي دافيد فيا على مقاعد البدلاء والدفع بالمهاجم الشاب إيساك كوينكا.
(ع.ش/ د ب أ، أ ف ب)
مراجعة: منصف السليمي