ساركوزي يكشف عن بعض تفاصيل مشروع الاتحاد المتوسطي
٦ مارس ٢٠٠٨كشف الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في مقابلة مع صحيفة فرنسية النقاب عن بعض التفاصيل الخاصة بمشروع الاتحاد المتوسطي الذي تسعى فرنسا لتأسيسه مع الدول المطلة على البحر المتوسط. وقبل نحو أسبوع من موعد عقد قمة زعماء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي في بروكسل، قال ساركوزي في حديث لصحيفة "لو فيجارو" الفرنسية الصادرة اليوم الخميس(5 مارس/آذار) إن رئاسة "اتحاد البحر المتوسط" ستكون مزدوجة.
وأوضح ساركوزي أن الدول الواقعة شمال البحر المتوسط ستعين رئيسا من جهتها للاتحاد وكذلك الحال بالنسبة للدول الواقعة جنوبه، مشيرا إلى أنه بوسع جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والدول المطلة على البحر المتوسط المشاركة في هذا الاتحاد ولكن الدول المطلة على المتوسط هي المخول لها فقط اختيار رئاسته.
وأضاف الرئيس الفرنسي أن الاتحاد سيعقد مؤتمر قمة كل عامين، وقال مضيفا: "ستتخذ القرارات بشكل مشترك". وذكر ساركوزي أن من المقرر في الثالث عشر من يوليو/تموز المقبل عقد قمة مشتركة تضم الدول الأوروبية والدول المطلة على البحر المتوسط.
ألمانيا وفرنسا تتوصلان إلى اتفاق حول الاتحاد المتوسطي
تجدر الإشارة إلى أن ألمانيا كانت تعارض بشدة خطط ساركوزي الرامية إلى إنشاء اتحاد دول البحر المتوسط بهدف تعزيز التعاون بين بلدان دول جنوب الاتحاد الأوروبي وباقي البلدان الواقعة على البحر المتوسط. وعلى الرغم من تأييد المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لتعزيز التعاون في منطقة البحر المتوسط إلا أنها ترفض بشدة إنشاء هياكل جديدة داخل الاتحاد الأوروبي خشية انقسام الاتحاد إلى العديد من التحالفات الإقليمية.
وبعد خلاف استمر عدة شهور بين البلدين توصل ساركوزي ميركل إلى اتفاق مساء يوم الاثنين الماضي حول تأسيس اتحاد دول البحر المتوسط باعتباره مشروعا لجميع الدول السبع والعشرين الأعضاء بالاتحاد الأوروبي وامتدادا لما يسمى حاليا "عملية برشلونة". وفي هذا الصدد قال ساركوزي في تصريحاته للصحيفة الفرنسية: "أنجيلا كانت تريد أن تشترك جميع الدول الأوروبية في هذا الاتحاد المزمع في إطار عملية برشلونة، بينما كنت أرى أن هذه العملية التي تأسست عام 1995 قد تعثرت وأن الأمر يتطلب تأسيسا لشراكة حقيقية مع جميع دول الجنوب".
الدعوة إلى الاتفاق مع كافة الشركاء الأوروبيين
وأكد ساركوزي أن العلاقات بين ألمانيا وفرنسا قائمة على التعاون بالرغم من التكهنات الأخيرة التي أشارت إلى توتر العلاقات بين البلدين بسبب تكرار تأجيل بعض الاجتماعات الهامة بين البلدين أو إلغائها، وقال الرئيس الفرنسي: "إننا نعمل يدا بيد وأنه ولى الزمن الذي كان يتفق فيه الرئيس الفرنسي الأسبق شارل ديجول والمستشار الألماني الأسبق كونراد أديناور على شيء ثم تتبعهما أوروبا كلها، على فرنسا وألمانيا أن تتفقا سويا ولكن مع جميع الشركاء في أوروبا.