خطاب الرئيس الفرنسي ساركوزي: تغييرات على خارطة السياسة الخارجية لبلاده
٢٨ أغسطس ٢٠٠٧في خطاب ألقاه اليوم الاثنين حول سياسة فرنسا الخارجية الجديدة أيد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي حصول ألمانيا على مقعد دائم بمجلس الأمن الدولي. وبين ساركوزي في الخطاب الذي ألقاه أمام سفراء فرنسا المجتمعين بباريس في مؤتمرهم السنوي أن تحديات القرن الحادي والعشرين تتطلب توسيع عضوية مجلس الأمن لضمان التمثيل العادل للمصالح. وطالب الرئيس الفرنسي أيضا بحصول دول أخرى على مقاعد دائمة في مجلس الأمن مثل اليابان والهند والبرازيل، بالإضافة إلى ضرورة مشاركة القارة الإفريقية وتمثيلها في مجلس الأمن بشكل أفضل.
من ناحية أخرى اقترح ساركوزي توسيع نطاق مجموعة الدول الصناعية الثمانية الكبرى ليصبح عدد أعضائها 13 بدلا من ثمانية، ورشح الصين والهند والبرازيل والمكسيك وجنوب أفريقيا للانضمام والمشاركة في المجموعة. وفي خطابه تطرق الرئيس الفرنسي إلى إمكانية استئناف المفاوضات لانضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، الأمر الذي قد يعد على أنه نقطة تحول في موقفه من قضية انضمام أنقرة إلى الاتحاد الأوروبي. وبهذا الخصوص قال ساركوزي إن مستقبل العلاقة بين الطرفين هو "أما الانضمام أو شراكة وثيقة إلى أبعد حد بدون الانضمام".
موقف فرنسا من قضايا الشرق الأوسط
وفيما يخص الشرق الأوسط أكد ساركوزي في خطابه أن فرنسا ستبقى معارضة لإنشاء دولة تسيطر عليها حماس في قطاع غزة، ما أسماها بـ"حماستان"، في إشارة إلى استيلاء حركة حماس على مقاليد الأمور في القطاع في منتصف حزيران/يونيو الماضي. وفي هذا السياق قال ساركوزي إن جهودنا وجهود اللجنة الرباعية والدول العربية المعتدلة يجب أن تخصص لإعادة بناء السلطة الفلسطينية بإشراف رئيسها.
وأضاف الرئيس الفرنسي بالقول: "من الضروري أيضا إعادة إطلاق ديناميكية جديدة حقيقية للسلام على الفور، من شأنها إنشاء دولة فلسطينية". وبين الرئيس الفرنسي أن عدم التزام الأطراف المتنازعة والمجتمع الدولي بهذا الهدف وإنشاء "حماستان" في قطاع غزة قد يبدو كأنه "المرحلة الأولى من تحكم الإسلاميين الراديكاليين بكل الأراضي الفلسطينية" مؤكدا على أن فرنسا لن تقبل بذلك مطلقاً.
أما فيما يتعلق بالشأن السوري-اللبناني قال ساركوزي إن فرنسا "شديدة التمسك بحرية لبنان الكاملة واستقلاله وسيادته التي ينص عليها القراران الدوليان 1559 و1701". ودعا ساركوزي إلى استمرار الحوار اللبناني وأكد على أن حل الأزمة اللبنانية يبدأ باختيار رئيس منتخب ضمن المهل الدستورية وبحسب الدستور ويكون قادرا على العمل مع الجميع في الداخل مع الطوائف المختلفة وفي الخارج مع كل شركاء لبنان الكبار، حسب قوله. وشدد ساركوزي على أهمية أن تشجع كل الأطراف الاقليمية وبينها سوريا مثل هذا الحل. ووعد الرئيس الفرنسي سوريا بحوار فرنسي-سوري اذا ما التزمت دمشق بشكل واضح بهذا الطريق.
انفتاح مشروط تجاه إيران
وخلال معرض حديثه تطرق الرئيس الفرنسي إلى الملف النووي الإيراني ودعا إلى تبني سياسة "انفتاح" تجاه طهران في حال احترمت إيران التزاماتها في المجال النووي. وقال ساركوزي إن امتلاك إيران للسلاح النووي "أمر غير مقبول"، وأكد في هذا السياق على حزم فرنسا التام في السياسة الحالية التي تجمع بين "العقوبات المشددة" و"الانفتاح"، واصفاً الأزمة الإيرانية بأنها "أخطر الأزمات" التي يواجهها النظام الدولي حاليا.
دعوة لتحديد أفق للانسحاب من العراق
وفيما يخص الملف العراقي الشائك فقد دعا الرئيس الفرنسي إلى تحديد أفق واضح لانسحاب القوات الأجنبية من العراق. وقال إن "فرنسا كانت، بفضل جاك شيراك، وما تزال رافضة لهذه الحرب" التي بدأت بالغزو الأمريكي للعراق في 2003. وأضاف "لا يوجد بديل للحل السياسي للأزمة العراقية"، مبينا أن هذا الحل السياسي يعني "تهميش المجموعات المتطرفة" ومن ثم الدخول في "عملية صادقة للمصالحة". وقال الرئيس الفرنسي إن الحل السياسي يتطلب "تحديد أفق واضح يتعلق بانسحاب القوات الأجنبية".