شركة تليكوم تعلن عن إستراتيجية جديدة لتعزيز قدرتها على المنافسة
٢ مارس ٢٠٠٧كشفت شركة الاتصالات الألمانية العملاقة (دويتشه تيليكوم) يوم أمس الخميس تفاصيل استراتيجيتها الجديدة الرامية إلى تحسين الوضع المالي للشركة والعودة إلى الإرباح المتنامية. وقال الرئيس التنفيذي الجديد للشركة ريني أوبرمان، الذي يواجه تهديدا كبيرا ممثلا في معارضة النقابات العمالية لخطط خفض النفقات وإعادة الهيكلة، بأنه لا يملك أي بديل أخر، وأضاف "علينا الإصلاح من أجل ضمان قدرة المجموعة على المنافسة على المدى الطويل".
وتتضمن الإستراتيجية الجديدة إعادة هيكلة 50 ألف وظيفة في الشركة، وإطلاق خدمة رخيصة للهاتف النقال والإنترنت والبحث عن شركاء جدد وبيع بعض الفروع غير الإستراتيجية وفصل فروع عن بعضها البعض. بالإضافة الى انتهاج خطة تقشفية حازمة تهدف إلى خفض النفقات حوالي ملياري يورو خلال العام الجاري و وحوالي 4.2 الى 4.7 مليار يورو حتى عام 2010م. وكانت مصادر في الشركة قد كشفت عن ان أوبرمان يعتزم أيضا التوسع في صفقات في الخارج وبخاصة في أوروبا الشرقية وتحسين خدمة العملاء في ألمانيا، علاوة تشغيل العمال عدد ساعات أطول دون زيادة في الأجر.
ويواجه أوبرمان بعد نحو ثلاثة أشهر فقط من توليه منصبه ضغوطا متزايدة من جانب المساهمين في الشركة من أجل زيادة أرباحها ودعم سعر سهمها في البورصة. وتعاني الشركة، التي كانت تحتكر قطاع الاتصالات في ألمانيا، حاليا من التراجع المستمر لحصتها السوقية في الوقت الذي تزداد تكلفة العمالة بها. وتشير الإحصاءات إلى أن الشركة قد فقدت مليوني من عملاء الهاتف الأرضي لديها خلال العام الماضي.
تراجع الإرباح في السوق الداخلية ...
وأظهرت البيانات التي نشرتها دويتشه تيليكوم أمس الخميس تراجع أرباح الشركة خلال العام الماضي إلى 165.3 مليار يورو مقابل.5895 مليار يورو خلال 2005 بانخفاض بلغت نسبته 44 في المائة. وسجلت دويتشه تيليكوم خلال الربع الاخير من العام الماضي خسائر قدرها 898 مليون يورو مقابل أرباح قدرها 991 مليون يورو خلال الفترة نفسها من 2005. وعللت الشركة، وهي أكبر شركة اتصالات في أوروبا وكانت مملوكة في وقت سابق للدولة الألمانية، هذا التراجع في أرباحها الى المنافسة الضارية في سوق الاتصالات والتراجع الكبير للأسعار في السوق المحلية. كما أرجعت تلك الخسائر الى النفقات الخاصة بتسريح مجموعة من العمال حيث بلغ إجمالي تكاليف هذه العملية خلال العام الماضي ككل 2.8 مليار يورو، وفقا لما ذكرته مصادر الشركة. هذا وقد أدى إعلان النتائج السنوية وربع السنوية للشركة إلى تراجع جديد في سعر سهمها في بورصة فرانكفورت للأوراق المالية يوم أمس الخميس بنسبة أربعة في المائة تقريبا حيث انخفض إلى 12.96 يورو.
... ونمو إيرادات السوق الخارجية
وفي الوقت الذي تراجعت فيه إيرادات الشركة من السوق المحلية بنسبة 5 في المائة إلى 32.460 مليار يورو في العام الماضي، ارتفعت إيرادات السوق الخارجية بنسبة 14 في المئة لتصل الى إلى 28.887 مليار يورو في نفس العام. وأرجعت الشركة الأداء القوي لمشروعاتها في الخارج إلى استمرار نمو قاعدة العملاء في سوق الهاتف المحمول بالولايات المتحدة، حيث تجاوز عدد عملاء شركة تي موبايل التابعة لها في الولايات المتحدة 25 مليون عميل بنهاية العام الماضي. غير ان هذا النمو في الإيرادات الخارجية فشل في تعويض التراجع المطرد لإيراداتها المحلية مما أدى إلى هذا التراجع الكبير في إجمالي أرباحها خلال العام الماضي.