طهران تواصل قمع المتظاهرين وبرلين تستدعي السفير الإيراني
٢٦ سبتمبر ٢٠٢٢استدعت الحكومة الألمانية سفير إيران في برلين بعد ظهر الاثنين (26 سبتمبر/ أيلول 2022)، لإجراء "مباحثات" بشأن قمع الاحتجاجات على مقتل الشابة ماهسا أميني (22 عاماً) أثناء توقيفها لدى الشرطة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية كريستيان فاغنر في مؤتمر صحافي دوري "استدعينا السفير الإيراني، وستجرى المباحثات بعد ظهر اليوم" الاثنين. وأضاف "ندرس بشكل رسمي كل الخيارات" ردّاً على القمع.
والاثنين، اندلعت مجددا اضطرابات في البلدات والمدن الإيرانية، كما ضربت قوات الحرس الثوري الإيراني "جماعات إرهابية" في شمال العراق حيث اتهمتها بتأجيج الاحتجاجات، بحسب
ما أوردته وكالة "بلومبرغ" للانباء اليوم الاثنين.
وانتشرت المظاهرات التي دخلت يومها الحادي عشر منذ وفاة ماهسا أميني في الحجز، بعد أن ألقت الشرطة التي تسمى بـ"شرطة الآداب الإيرانية" القبض عليها لعدم التزامها بارتداء الحجاب بشكل سليم. وبحسب الأرقام الرسمية التي نشرتها وسائل الإعلام الحكومية، فقد لقي 41 شخصا حتفهم، كما تم اعتقال مئات الاخرين.
احتجاجات هي الأوسع
وتعد هذه الاحتجاجات الأوسع منذ تظاهرات تشرين الثاني/نوفمبر 2019 التي نجمت عن ارتفاع أسعار البنزين في خضم الأزمة الاقتصادية، وشملت حينها حوالي مئة مدينة إيرانية وتعرضت لقمع شديد (230 قتيلاً بحسب الحصيلة الرسمية، وأكثر من 300 حسب منظمة العفو الدولية).
ومنذ أيام عدة، تظهر مقاطع مصورة نشرت على الانترنت مشاهد عنف في طهران ومدن كبرى أخرى مثل تبريز (شمال غرب). وبدت قوات الأمن في بعض هذه المقاطع تطلق النار في اتجاه المتظاهرين. وتظهر لقطات نشرت السبت محتجين يدمرون صورة لآية الله الخميني مؤسس الجمهورية الإسلامية أمام جامعة نوشيرفاني للتكنولوجيا في بابُل بمحافظة مازندران (شمال).
ومنذ بدء التظاهرات، أوقف أكثر من 700 شخص في محافظة واحدة في الشمال، علما بأن العدد قد يكون أكبر في مجمل أنحاء البلاد. وأفادت لجنة حماية الصحافيين التي مقرّها في الولايات المتحدة، بأن 17 صحافيا أوقفوا في إيران منذ بدء الاحتجاجات.
وبحسب حصيلة رسمية غير مفصّلة تشمل متظاهرين وعناصر أمن، قتل 41 شخصا. لكن الحصيلة قد تكون أكبر، إذ أعلنت منظمة "إيران هيومن رايتس" غير الحكومية ومقرها أوسلو مقتل ما لا يقل عن 57 متظاهرا.
ومساء الأحد، تجددت التظاهرات الاحتجاجية لليوم العاشر على التوالي في مدن عدة، بينها شيراز (وسط) وطهران، وفق منظمة "إيران هيومن رايتس". وهتف المتظاهرون في العاصمة بحسب مقطع مصور بثته المنظمة على تويتر "الموت للديكتاتور".
اتهامات لواشنطن
من جهتها، تنفي السلطات أي ضلوع لها في وفاة أميني المتحدرة من محافظة كردستان (شمال غرب). وقد جدد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان الأحد تحميل الولايات المتحدة مسؤولية هذه الاضطرابات، متهما واشنطن بـ"التدخل في الشؤون الإيرانية (...) ودعم المشاغبين في شكل استفزازي". كما حذرت الخارجية الإيرانية الاثنين من أن المحاولات الأمريكية لانتهاك سيادة إيران على خلفية الاحتجاجات لن تمر دون رد. ودعا رئيس السلطة القضائية في إيران الأحد إلى "عدم التساهل" مع المتظاهرين، مطالباً سلطات إنفاذ القانون بـ"التعامل بحزم مع المخلين بالأمن العام واستقرار البلاد"، وفق ما نقلت عنه وكالة "إرنا". ونُظمت تظاهرات دعما للاحتجاجات في إيران السبت في دول عدة بينها كندا والولايات المتحدة وتشيلي وفرنسا وبلجيكا وهولندا والعراق.
إصابات في صفوق شرطة لندن
وفي ذات السياق، أصيب خمسة شرطيين على الأقل "بجروح خطرة" واعتقل 12 شخصا في حوادث على هامش احتجاج خارج السفارة الإيرانية الأحد في لندن. وقالت شرطة لندن إن عناصر أمن انتشروا بالقرب من السفارة الأحد وذلك في ظل "التجمعات الكبيرة" السلمية التي شوهدت في العاصمة البريطانية خلال الأيام الأخيرة.
وأظهرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي حشدا يهتف "الموت للجمهورية الإسلامية". وقالت الشرطة في بيان مساء الأحد إنه بينما "استمر غالبية الذين حضروا الى أمام السفارة الأحد في التصرف بمسؤولية"، سعت مجموعة "كبيرة" إلى "مهاجمة الشرطة ومتظاهرين لم يتفقوا معهم".
وأضافت شرطة لندن أنه تم نشر وحدات لإنفاذ القانون مزودة بخوذات ودروع. وبدأت المناوشات في بادئ الأمر بمحيط السفارة قبل أن تمتد إلى منطقتي ماربِل آرتش ومايدا فايل، حيث جرى "استهداف" المركز الإسلامي في إنكلترا. وتمكنت الشرطة من "ضمان أمن المبنى"، لكنها تعرضت لإطلاق مقذوفات. ونُقل ما لا يقل عن خمسة من أفراد الشرطة إلى المستشفى بسبب إصابتهم خصوصا بكسور، وفقا لما أعلنت الشرطة التي اعتقلت 12 لتورطهم في اضطرابات عنيفة.
ع.ش/ و.ب (أ ف ب، رويترز)